الحياة مليئة بالمعوقات التي يقف أمامها البعض فلا يتقدمون لكن البعض الآخر يعتبرونها خطوة للوصول إلي ما هو أفضل وما بين هذا أو ذاك اختار «معتز عبدالنبي» أحد أبناء محافظة أسيوط أن يكون إيجابياً لا يعترف بالمستحيل ويتسلح بالإرداة والإصرار. وجد معتز لنفسه مكانا بالمجتمع رغم إعاقته فلم يلعن الظروف وإنما تعامل مع كف بصره بشكل يتسم بالرضا، وهو ما كان له أثر في حرصه علي استكمال دراسته للحصول علي الشهادة الجامعية وحاليا يستعد لأداء امتحانات السنة النهائية بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، وإلي جانب الدراسة عشق الالكترونيات خاصة كل ما يتعلق بالحاسب الآلي. بدأ اهتمامه بالكمبيوتر منذ ستة أعوام عندما حصل علي دورة للمبتدئين التي ترك من أجلها قريته واتجه للإقامة بالقاهرة حتي انتهي وهو ما زاد شغفه بهذا المجال ثم سعي بمفرده للتعلم والوصول إلي قدر أكبر من المعلومات من خلال المحيطين به حتي أصبح مبرمج ومدرب كمبيوتر للمكفوفين والمبصرين أيضا بجمعية النور والأمل التابعة لمحافظته. يدرك معتز أن تعليم الحاسب الآلي رسالة ذات أهمية كبري لاسيما للمكفوفين لأنه يساعدهم علي الاطلاع وتوسيع مداركهم وإتاحة فرص عمل لهم مثل تصميم المواقع الالكترونية، وهندسة الصوت، ولكن ما يعوق ذلك هو عدم توافر دورات كافية بالمحافظات ما يقلل من طرح فرص أفضل للكفيف الذي يصعب عليه التنقل. علي الرغم من أنه يعلم جيداً أن الشركات الخاصة لا تقبل توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة إلا أنه يتمسك بحلمه في العثور علي وظيفة بعد التخرج بإحدي الشركات الخاصة تتناسب مع مهارته وكفاءته. أكد لنا معتز أن أسرته لعبت دورا بارزا في جعله شخصاً متوازناً نفسيا وقادرا علي العطاء غير ساخط علي إعاقته، حيث أصر والده ووالدته منذ الطفولة علي إدماجه في المجتمع والاختلاط به فالتحق بإحدي المدارس الأزهرية وتعلم بين المبصرين لذلك لم يشعر يوما بالعزلة أو يخشي مواجهة المجتمع لعل كل أسرة يختارها الله سبحانه وتعالي بمثل هذا الامتحان تتعامل بنفس هذه الحكمة.