برغم فقدانهم نعمة البصر إلا أنهم استعاضوا عنها بنعمة البصيرة وروعة المشاعر الإنسانية المفقودة كثيرا بيننا الآن وهو ماساهم بقوة إصرارهم وتحديهم للظروف. فأنطلقت طاقاتهم الإبداعية والإبتكارية في مجالات متنوعة, مؤكدين أن الإبداع والابتكار لايعرف مواصفات أو ظروف, فقابلنا منهم محترفو استخدام الحواسب الآلية مابين مبرمج ومدرب وفني تقني فضلا عن محترفات أعمال الغزل والنسيج إضافة للأديبة والشاعرة عضوة اتحاد الكتاب والمدرسة والمدرس في شتي العلوم والمجالات وبرغم ذلك فكثير من هؤلاء يواجهون البطالة حيث عدم توافر فرص عمل لهم رغم قدراتهم الفائقة علي ذلك. وبرغم الآمال المعقودة والأحلام البريئة لفريق آخر في مثل ظروفهم إلا أنهم لم تتاح لهم فرصة تنمية مهاراتهم فتم اغتيال الحلم قبل أن يبدأ... حيث فوجئوا بأشياء كثيرة تحاول اغتيال فرحتهم وسعادتهم بالحياة, حيث افتقاد مقر جمعيتهم لأجهزة التدريب اللازمة لتأهيل المبتدئين وهي ليست المآسي الوحيدة فمما زاد الطين بلة لكلا الفريقين حاجتهم الماسة لوسيلة انتقال لموقع جمعيتهم لتجنيبهم حوادث الطرق الخطيرة وتسهيل وصول فتيات القري منهن لمقر الجمعية... وللآسف فبرغم ظروفهم القاسية فلم يجدوا يدا تمتد إليهم بالمعاونة فلم يساعدهم مسئول ولم يقف بجانبهم رجل أعمال.. لقد اقتربنا منهم وجالسناهم بضع ساعات عرفنا فيها أن السعادة الحقيقية هي لحظات تقضيها معهم, حيث البساطة والتلقائية والعذوبة والإنسانية والمشاعر المتدفقة علي الدوام بجو من الأمل والحرص علي العطاء كفلسفة للحياة. في البداية تقابلنا مع راضية علي حسب الله وهي أديبة وشاعرة متميزة صدرت لها عدة دواويين رائعة مما ساهم بعضويتها لاتحاد الكتاب وكانت قد فقدت بصرها وهي بالثانوية العامة في حالة طبية نادرة إلا أنها استطاعت تحدي الظروف والفوز بالعديد من الجوائز الأدبية ونشر أعمالها بعدة صحف قومية ومستقلة فضلا عن احتراف استخدام الكمبيوتر وشبكة الإنترنت ببرنامج جيفز, ويكمل معتز عبدالنبي وهو شخصية تجذبك لحبه في دقائق ليس لخفة ظله فحسب بل لذوقه وعذوبة حديثة بالوقت ذاته ومعتز برغم كونه كفيفا منذ الميلاد إلا أنه أصبح مبرمج عبقري يحترف برامج Software وhardware وtot فضلا ع برامج المكفوفين مثلJavs وبرنامة إبصار بالإضافة لحصوله علي يCDl رخصة القيادة الدولية لعلوم الحاسب الآلي واحترافه صيانة جميع أنواع المحمول بشكل مذهل للغاية ويقول معتز أنني أحرص علي الوجود اليومي بمقر الجمعية رغم عناء السفر لمسافة33 كيلو مترا يوميا حيث إقامتي بمركز أبوتيج. بينما تقول نوال طه معلمة بمدرسة الكفيفات بأسيوط ومتطوعة بالجمعية أنه تسعد بشدة لتفوق الكفيفات علي المبصرين في مختلف العلوم فضلا عن الحاسب الآلي واللغات بالإضافة إلي الأعمال الأدبية والشعرية موضحا أن4 من أكفأ وأفضل مدرسين مدرستها هم من كفيفي البصر متسائلات لماذا لا يتم منح المكفوفين والمعاقين عموما نسبتهم القانونية ال5% في التعيين بمؤسسات الدولة المختلفة مثل التربية والتعليم وغيرها فضلا عن ضرورة تطبيق هذه النسبة بشركات قطاع الأعمال والقطاع العام والخاص فهذه حقوق دستورية يجب عدم التغافل عنها خاصة إذا كنا بمجتمع قانوني فلا يمكننا أن نترك القوي يستولي علي حق الضعيف. وتقول وفاء العمدة رئيس مجلس إدارة الجمعية أنها تعاني كثيرا مع أسر الفتيات الكفيفات بالقري لإقناعهم بمدها ببناتهن لممارسة الأنشطة وتعليمهن الكمبيوتر واللغات والصناعات المختلفة وسبب المعاناة هي خوف الأسر علي بناتهن من المواصلات وعدم وجود وقت فراغ لتوفير مرافق مؤكدة أن أصعب مشكلاتها وتحديات الإستمرار في العمل هي توفير وسيلة المواصلات لنقل فتيات القري البعيدة التي تصل لأكثر من45 كيلو مترا عن مقر الجمعية, وتؤكد حرصها علي التواصل مع أي جهة يمكنها مساعدة المكفوفين قائلة إنها صبا يوم زيارتنا لها كانت سعادتها غامرة بإستقبال زيارة مفاجئة من فريق صحبة الخير لرعاية المكفوفين بسوهاج وهو ضمن أنشطة جمعية رؤية حيث وعدونا بمدنا ببرنامج متميز لتنمية البشرية المتكاملة للمكفوفيين بالإضافة لخبراتهم في توظيف مكفوفي سوهاج عن طريق مؤتمر سنوي لأصحاب المصانع يتم خلاله عمل مفاضلة بين الكفيف والسليم في مهارات العمل ومن خلاله يتم تعيين11 كفيفا علي الأقل كل عام, إلا أنها تتخوف من عدم تطبيق وتعاون أصحاب المصانع ورجال الأعمال بأسيوط في مثل هذا العمل الإنساني.