المكان: بيت مصري في إحدي المدن المصرية (غير محددة). الزمان: وقت تناول وجبة الغداء (معاصر). الشخوص: أسرة مصرية: الأب والأم وطفلان. خلفية الأحداث: غرفة المعيشة وبها منضدة كبيرة عليها طعام الغداء وحولها أفراد الأسرة يتناولون الطعام ويشاهدون التليفزيون ويتناقشون في مجريات الأحداث اليومية الخاصة والعامة. المشهد الأول: يستمر الغداء بين ضحكات وتعليقات من هنا ومن هناك ثم يأتي وقت تناول الفاكهة وإذا بها (تفاح مصري) قد أحضره الأب وهو قادم من عمله ليتناوله أفراد الأسرة ويمتنع الابن الأكبر عن تناوله بحجة امتلاء بطنه بالطعام. المشهد الثاني: (بعد انتهاء الغداء بحوالي ساعتين إلي ثلث) الأم والأبناء معا بالمنزل.. الفتاة الصغري التي تناولت التفاح تعاني من قيء مستمر وتعب مفاجئ.. الأم تحادث الأب تليفونيا في محل عمله وتعتذر لمقاطعته لتشكو له ما أصاب الابنة فتجد حالته هو الآخر في غاية السوء ويعاني من آلام في المعدة وميل شديد للقيء.. بعد أقل من نصف ساعة تنتقل الأعراض إلي الأم أيضا.. مع ملاحظة ظهور الابن الأكبر في حالة جيدة دون أية أعراض مرضية. ستار اسم هذه المسرحية القصيرة (مبيدات بشرية) وهي ليست للعرض علي خشبة المسرح ولكنها تقدم لكل أسرة مصرية تتناول الفاكهة الطازجة حال شرائها.. والمتبع الآن وحسب كل البرامج التي تدور حول الصحة والحماية من التلوث والأمراض، ينبغي أن تضع الفاكهة في (الثلاجة) لمدة يومين علي الأقل قبل أن تبدأ في تناولها أنت وأسرتك وإلا أصابتك وأسرتك المبيدات البشرية وقد يصل الأمر كما في الأسرة المذكورة إلي تسمم غذائي من نوع متوسط أو خطير. وعلي ذلك يجب أن نضع الفاكهة في (الثلاجة) لمدة يومين.. إما نجدها سليمة أو نجدها أو بعض منها قد فسدت.. إذا كانت قد فسدت فلا توجد مشكلة لأننا سنلقي بها في سلة المهملات وتزيد القمامة قليلا ونشتري فاكهة أخري نضعها في (الثلاجة) لمدة يومين جديدين.. أما إذا كانت لم تفسد فأمامنا أحد اختيارين: إما نلقيها أيضا لأننا غير متأكدين من صلاحيتها، وهنا لا توجد مشكلة وتتخذ الخطوات السابقة، أو نغامر ونأكلها.. وحينئذ: إما نصاب بالتسمم أو لا نصاب به.. إذا كانت المبيدات البشرية ما زالت تعمل فسنصاب بالتسمم ولا توجد مشكلة.. أما إذا لم نصب به فيصبح أمامنا اختيار واحد فقط: هو أن نشتري الفاكهة ونضعها لمدة يومين في (الثلاجة) ونعاود الكرة إلي أن نصاب بالتسمم. هل وصل بنا الحال أن ننصح الناس في كيفية مقاومة السموم التي سيأخذونها حتما بدلا من أن نحظر ونراقب ونعاقب من يستخدمها؟ أين مراقبة الأغذية؟ لماذا لا يتوجه القائمون علي مراقبة الأغذية بجمع عينات عشوائية من الخضار والفاكهة من الأسواق والبائعين وتحليل نسب السمية فيها والبحث عن مصدرها لعقابه بأشد العقوبات؟ إذا لم يكن منع استخدام المبيدات أو التحكم فيه ممكنا، فعلي الأقل نرجو توزيع ورقة إرشادات للوقاية من السموم المرفقة حتي تتبعها كل أسرة.