ظهور نوع جديد من الإعلان ليس عادة بخبر سار للجماهير التي تري أن الإعلانات تهاجمها من كل ناحية، وتزيد من نسبة المكون التجاري في مزيج حياتنا مقارنة بالمكون الثقافي والإنساني، ولكنني أطالب الجماهير بأن تعطي الإعلان علي الموبايل استثناء خاصا لأن الضيف القادم هذا العام وبقوة سيجعل حياتنا أجمل وليس العكس. حتي أشرح عبارتي هذه: الموبايل هو الآن أقرب "الأشياء" إلي قلوبنا بلا منافس، والناس تتغير أنماط حياتها بسرعة لتعتمد علي الموبايل في أشياء كثيرة بخلاف الاتصالات الهاتفية والرسائل القصيرة، ومن ذلك استخدام مختلف التطبيقات والبرامج سواء علي الآيفون أو البلاكبيري أو غيرها، وكذلك الاطلاع علي المحتوي مثل مقاطع الفيديو والبرامج التليفزيونية المسجلة وغيره. حتي تستطيع فعل كل هذه الأمور الممتعة فأنت تحتاج لاستخدام شبكة الجيل الثالث 3G والتي تكلف شركات الاتصالات بطبيعة الحال، مما يحول فاتورة الهاتف في نهاية المطاف إلي أمر مزعج للمستخدم، وعامل مهم في عدم استخدامه لكل هذه التطبيقات. ظهور الإعلان علي الموبايل سيحل هذه المشكلة، لأن وجود التمويل الإعلاني للتطبيقات والفيديوهات والألعاب الإلكترونية سيقلل من التكلفة حتما، وسيحفز علي إتاحتها للمستخدمين مجانا لكسب أكبر عدد من المستخدمين وتحقيق الرضا للمعلن، وكسبه في جولات إعلانية أخري. في أمريكا بدأ الإعلان علي الموبايل يزداد بوتيرة مفاجئة، حيث أعلنت 82% من الشركات الشهيرة والوكالات الإعلانية في استفتاء واسع أنها تنوي زيادة حجم ميزانية الإعلان علي الموبايل السنة القادمة بنسبة لا تقل عن 30% وذلك بالتركيز علي التطبيقات بالدرجة الأولي (خاصة منها تطبيقات الآيفون)، ثم الفيديوهات (حيث يوضع الإعلان في بداية الفيديو)، ثم أخيرا كوبونات الموبايل (وهي تشبه الكوبونات الموجودة في الصحف، ولكنها تصل للمستخدمين عن طريق الموبايل). هناك طبعا أشكال كثيرة أخري من الإعلان، ولكن هناك تفكيراً واسعاً في أوساط عالم الإعلان أن الإعلان يجب ألا يكون مستفزا للجمهور خاصة في هذه المرحلة التأسيسية لعادات استهلاك الإعلان علي الموبايل، لأن الإعلان الذي يصلك علي شكل رسالة سيجعلك تتأهب لمعرفة ما حصل، وسيزعجك أن تجدها رسالة إعلانية لا تعنيك أبدا، ولكن هذا الإنزعاج سيكون أقل بكثير لو جاء الإعلان علي شكل تصميم لتطبيق آيفون حصلت عليه مجانا أو فيديو تستمتع بمشاهدته بدون تكلفة أو جاء في آخر رسالة خدمات تصلك من شركة الاتصالات التي تعمل معها. الإعلان علي الموبايل له ميزات مهمة لأنه يصل للجمهور المحدد بدقة بسبب وجود معلومات عن كل مستخدم موبايل (العمر، الجنس، الدولة، الخ)، ولأنه يصل لعين المشاهد مباشرة بدون أي تشتيت، ولأنه مع استخدام الإنترنت يمكن للمشاهد أن يضغط علي رابط ويحصل علي المزيد من المعلومات من المعلن إن رغب. لكل هذا، يتوقع أن يرحب المعلنون بالإعلان علي الموبايل، وأعتقد أن منتجي المحتوي والجمهور عليهم أن يرحبوا به كذلك..!