انتهيت العدد الماضي طالبا من أحمد حلمي البساطة في التعامل مع الجمهور لأن فلسفته لاتناسبهم إلا إذا كانت من وحي حياتنا وأشرت أن هناك نوعا جديدا من الكوميديا ظهر مع ظهور أحمد مكي الشاب الذي لفت الأنظار بقوة من عدة مشاهد قليلة مع عادل إمام في فيلم"مرجان أحمد مرجان"،ومن هذة النقطة بالتحديد أبدأ معكم فكرة التطور الطبيعي للضحك ستسألني عزيزي القاريء،هل هناك ضحك قديم وضحك جديد؟ سأجيبك عن قناعة: نعم،وكل نجوم السينما يدركون ذلك،ويدركون أيضا أن الجيل الجديد لم تعد مناسبة معه الأفيهات القديمة والمواقف المكررة التي ماتت مع ظهور جمهور جديد ونوع جديد من الثقافة،والتي يدركها الآن جيدا أحمد مكي. لاأستطيع إنكار ذكاء أحمد حلمي الذي يركب في آخر عربة قطار المضحكين القدامي،والذي أكد العام الماضي بفيلمه "أسف علي الإزعاج"أن الفكرة هي الأبقي للجمهور..لكن خانه الحظ هذا العام؟. أعود لأحمد مكي ولامقارنة بالتأكيد بينه وبين حلمي لأن التاريخ في النهاية لن يرحم من يفعل ذلك. فكما أرفض المقارنة بين تامر حسني وعمرو دياب أرفض أيضا المقارنة بينهما،لكن مكي بفيلمه الأخير وإفيهاته الجديدة هو من فرض علي كتابة هذا المقال وإعادة النظر في نوع قديم من الكوميديا ونوع جديد من الضحك. شاهدت "طير إنت" هذا الأسبوع ورغم اقتباسه للقصة من نفس المؤلف الأجنبي الذي اقتبس منه حلمي فيلمه"1000مبروك"إلا أنني رأيت معالجة مختلفة للفيلم ظهرت في أدائه وأداء دنيا سمير غانم التي كانت بحق مفاجأة هذا الموسم. مكي في الفيلم اختار الطريقة الأسهل والأوضح والأبسط،حتي رسالته من خلال الأغنية"ماتحاولش تبقي حد تاني .. دور في نفسك جوه نفسك"كان أعمق.وهذا هو السهل الممتنع كما يقولون. أنا لا أتعامل مع جيل هنيدي وسعد وحلمي وهاني رمزي بمنطق خيل الحكومة لكنني أطلب منهم إعادة النظر في طريقتهم لأنني وكثيرون معي ونحبهم،وليس هناك أجمل من فيلم هنيدي الأخير "رمضان مبروك أبو العلمين حموده"،وأطلب من حلمي أن يعود لنا بطريقته الأكثر اختلافا عن الجميع والتي شاهدناها في "جعلتني مجرما و مطب صناعي وكده رضا". أخيرا أقول لمكي الفرصة أمامك الآن لإحداث ثورة كوميدية حقيقية فعليك استغلالها بطريقتك.