لا تترك أفكارك تضيع هباء بل تمسك بها واملأ رأسك بالثقة والإيمان بأنك قادر علي تنفيذها علي أرض الواقع وكن علي ثقة أن أكبر المشروعات التي تراها من حولك كانت مجرد فكرة فعليك من الآن أن تحترم أفكارك هكذا فعلت رانيا رفعت التي حولت أحلامها إلي مشروعات تخدم المجتمع. تخرجت رانيا في كلية الحقوق وإلي جانب عملها في المحاماة قررت أن تتعرف علي مجالات أخري مثل النقد الفني وحقوق الإنسان والتمثيل وأيضا الإخراج السينمائي فحصلت علي العديد من الدورات التدريبية حتي تكتشف مهاراتها ومواهبها وخلال رحلتها في البحث عن الذات جذبها تصميم عرائس الماريونت فتعلمت طرق تصنيعها عن طريق المهندس محمد عبدالمنعم الصاوي وتعاونت معه في إطلاق مسرح العرائس بساقية الصاوي حتي أصبحت أحد أعضاء فريق تحريك العرائس وقدمت العديد من العروض المسرحية. من ثم قامت بتأسيس فرقتها الخاصة وأطلقت عليها اسم «البرجولة للعرائس الماريونت» وتمكنت من تقديم عدة مسرحيات من إخراجها بالتعاون مع الجمعيات الأهلية ولكنها مازالت تبحث عن مؤسسة تتبني مسرحها وتمدها بالتمويل لتتمكن من تطويره ونشر الفكرة في المجتمع بشكل أكبر كما تأمل في أن يكون تمويله عن طريق طلاب المدارس بهدف حثهم علي المشاركة في المشروعات المجتمعية. تعشق رانيا التنقيب عما بداخل الأطفال من إبداع وتنمية مهاراتهم وتمارس ذلك من خلال تنظيم ورش لتساعدهم علي تكوين شخصيتهم علي أسس سليمة بالإضافة إلي تقريب الأفكار فيما بين الأطفال وأولياء أمورهم فهي حريصة علي أن تتعامل مع الطفل بذكاء وعدم الاستهتار بأفكاره وقدراته لذلك كانت تتعمد في الورش التي تقيمها أن تدير الحوار معهم وتوجههم بأسلوب غير مباشر علاوة علي تعليمهم كيفية التعبير عن آرائهم لم تكتف بهذا فحسب وإنما قامت بتسجيل تجربتها مع الأطفال في كتاب «بساط الحواديت» الذي صدر لها منذ أشهر قليلة ووضعت فيه تفاصيل تلك الورش حتي يستفيد منها الآخرون. وقد خاضت رانيا مؤخراً مجال الإذاعة الإلكترونية فانضمت إلي فريق عمل إذاعة بكرة الإلكترونية التي تبث علي شبكة الإنترنت وتقدم من خلالها برنامج يحمل اسم «كراكيب رانيا» يضم مجموعة فقرات متنوعة وهي تشعر بأهمية هذه الخطوة في حياتها وتجد أن الإذاعات الإلكترونية إتاحة فرصة مختلفة للشباب من أجل إظهار مواهبهم واكتشافها. ورغم كل المشروعات التي تقوم بها إلا أنها مازالت تحلم بأن تؤسس فريقا لإحياء فن المونولوج من خلال مناقشة ومحاكاة الواقع وقضايا العصر كما تتمني أن تبدأ في تأليف مسرحيات إذاعية لتعيد هذا الفن مرة أخري للإذاعة علاوة علي إطلاق رابطة «كن جميلاً» من أجل نشر ثقافة الجمال الداخلي والخارجي والتوعية بأهمية النظافة لجميع طبقات المجتمع. وفي نهاية حديثها معنا أشارت رانيا إلي أنها تدون أفكارها وأهدافها علي الورق بشكل مستمر وتحدد مدة زمنية لتنفيذ كل فكرة ومن ثم تختار عدة أهداف وتركز عليها حتي تنتهي من تحقيقها وتنتقل إلي غيرها.