اشتهر باستخدامه موتيفات الفن الإسلامي والتعبير عنها برؤية ميزته عن فناني جيله، هو الفنان حسن غنيم صاحب البصمة الخاصة في هذا المجال منذ فترة السبعينيات وحتي الآن. عرض غنيم مجموعة من اللوحات الجديدة في قاعة الفنون التشكيلية بنقابة التشكيليين، اتخذت نفس المنهج الذي سار عليه منذ عام 1976، والذي شهد تطورا ميز كل مرحلة، حيث تتخذ أعماله اتجاهين متوازيين، الاتجاه الأول هو الأسلوب الرياضي الهندسي الذي تناول به بعض موضوعاته، الذي مازال يبحث فيه ويكتشف أسراره حتي الآن، أما الاتجاه الثاني فهو المرحلة الإسلامية الصوفية، التي ظلت تتطور هي الأخري منذ بداية تجربته، وحتي هذا المعرض الذي ضم نحو عشرين عملا مستخدما الألوان الزيتية علي التوال. يغلب علي هذا المعرض الإحساس الفضائي أو الكوني الذي نستشعره في معظم اللوحات، وتوظيفه الموتيفة الإسلامية كوحدة الخط العربي والمشربيات لتظهر كأنها مركبات فضائية، أو داخل عالم فضائي، لتعبر عن منظومة العصر الحديث الذي نعيشه، البالغ التعقيد، خاصة بعد العولمة الجديدة - حسب قول الفنان- كما نستشعر أحيانا خروج حيز التصميم من بعض اللوحات وكأنه ينطلق من عمق اللوحة إلي خارج الإطار، كي يفعل الجانب الميتافيزيقي في اللوحة، وهذا ما اعتمد عليه الفنان خلال تجاربه الفنية المتنوعة. أما عن اللون فقد ظهر صافيا نقيا ذا حس رقيق وشفافية عالية، يغلب عليه الجو الروحاني الصوفي، مما يمنحه عمقًا أكبر. يقول الفنان غنيم عن معرضه الجديد: هذا المعرض يعتبر امتدادا لمعارضي السابقة في استخدامات عناصر الفن الإسلامي، التي تتشكل من معرض لآخر ومن فترة لأخري، وتوظيفها في صورة عصرية جديدة تعتمد علي الإبهار اللوني، والإبهار في التصميم والتكوين، كما أن الأعمال التي قدمتها في هذا المعرض تحمل مجموعات لونية جديدة عن أعمالي السابقة، وهذا علي الرغم من أنها متطورة من الفكر السابق، لكن اللون في هذه المرحلة بدأ يأخذ الإحساس بالبهجة والدكانة رغم العلاقة بين الألوان الساخنة والباردة في اللوحة.