أنهي ملايين الناخبين البريطانيين أمس الإدلاء بأصواتهم في واحدة من أصعب السباقات الانتخابية في تاريخ السياسة البريطانية، وصفها المراقبون بأنها "تاريخية وحاسمة"، حيث تم فرز الأصوات في غالبية الدوائر طوال الليلة الماضية عقب انتهاء عملية التصويت مباشرة المسجل فيها أكثر من 44 مليون ناخب وسط توقعات بتقدم حرب المحافظين المعارض وإن لن يكون بمقدوره تشكيل حكومة بمفرده. وفي آخر نداء للناخبين، حث جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني الذي يناضل من أجل الفوز علي عدم "المخاطرة بالتعافي الاقتصادي "، داعيا البريطانيين إلي دعم حزبه. وسيحدد الناخبون البريطانيون مستقبل حكومة حزب العمال برئاسة براون، التي تتولي مقاليد الحكم في لندن منذ 13 عاماً. وتنافس في هذه الانتخابات 4150 مرشحا في أنحاء البلاد علي 650 مقعدا برلمانيا في 649 دائرة، إضافة إلي اختيار الناخبين ممثلي المجالس المحلية في 164 مجلسا محليا في انجلترا، وممثلي مجالس الأحياء في لندن وخارجها ويتنافس في هذه الانتخابات 15785 مرشحا علي شغل 4222 مقعدا في هذه المجالس المحلية، كما سيتم التصويت علي اختيار عمد مدن هاكني ونيوهام ولوشام وواتفورد. ورجحت الاستطلاعات ونتائج الفرز الأولية فوز المعارضة المحافظة بقيادة ديفيد كاميرون الا ان تقدمها لن يكون كافيا للحصول علي الاغلبية المطلقة في مجلس العموم اي 326 نائبا علي الاقل من اعضاء المجلس النيابي ال650 . هذا السيناريو الذي لا يحصل فيه اي من الاحزاب علي الغالبية المطلقة والذي لم يتحقق منذ 1974 يطلق عليه البرلمان "المعلق" (هانج برلمانت). وتظهر استطلاعات الرأي تقدم حزب المحافظين علي حزب العمال، فيما يحافظ حزب الليبراليين الديمقراطي علي المركز الثالث، ولكن بمسافة ليست بعيدة. وأعطت الاستطلاعات حزب المحافظين بنسبة 35%، وحل العمال ثانياً بنسبة 29%، ثم حزب الليبراليين الديمقراطي بفارق بسيط وبنسبة 27% بينما حصلت الأحزاب الأخري علي 9%. وتضم بريطانيا نحو مليوني مسلم وعربي منهم نسبة كبيرة في لندن، اذ ينتظر أن يشارك الكثير منهم في عملية التصويت في ظل وجود عدد من المرشحين العرب من بينهم بسام محفوظ الفلسطيني الأصل كمرشح عمالي وهو الوحيد المرشح للانتخابات البرلمانية إضافة إلي عدد من المرشحين في الانتخابات المحلية.