إذا أردت مشاهدة الملائكة علي سطح الأرض فعليك أن تذهب لمشاهدة عرض باليه راقص لفريق "البولوشوي" يزور مصر للعام الثاني علي التوالي بعد غياب سنوات طويلة حيث نجح الدكتور عبد المنعم كامل رئيس دار الأوبرا خلال سنوات توليه رئاسة الأوبرا في استضافة الفريق خلال عامين متتاليين، قدم الفريق العام الماضي عرض "سبارتكوس" وهذا العام يقدم عرض "لابايادير" الذي من المقرر أن يسافر غدا الجمعة والسبت لمدينة الإسكندرية للعرض علي خشبة مسرح سيد درويش "دار أوبرا اسكندرية" . لم يعتمد فريق البولوشوي في عروضه بشكل عام علي الرقص فقط بل هو يسعي دائما لتقديم عمل مسرحي متكامل لا ينقصه فقط سوي الحوار لكن فيما عدا ذلك فأنت تشاهد مسرحية استعراضية راقصة ، فقد جرت العادة ألا يهتم الجمهور خاصة في عروض الباليه بقراءة الكتيب الخاص بالعرض لأنهم جاءوا في الأساس لمشاهدة مجموعة من الرقصات المتنوعة لكن هنا في عرض "لابايادير" ومع فريق مسرح البولوشوي علي وجه التحديد يضطر المشاهد لمتابعة وفهم قصة العمل حتي أن الجميع أخذ يقرأ قصة العرض بعد انتهاء الفصل الأول من الباليه الذي تدور أحداثه في الهند حول المحارب " سولر " الذي يخرج مع فرسانه للصيد بجوار القصر الذي تعيش فيه حبيبته الراقصة " نيكيا" ويطلب من مساعده المخلص " ماجفيدا " الدرويش الهندي أن يبلغ حبيبته بأنه يريد مقابلتها وفي هذه الأثناء يخرج رجال الدين من المعبد ومعهم كبير الكهنة للاحتفال بعيد النار وتبدأ الرقصات بهذه المناسبة ويفصح كبير الكهنة عن حبه لنيكيا ويوعدها بكنوز الهند لكنها ترفض هذه الاغراءات وتقابل حبيبها سولر ويشاهدها كبير الكهنة ويقسما هي وحبيبها علي الحب الابدي والاخلاص والوفاء بالعهد الا ان الملك " راجا " يخبر ابنته "جامازاتي" بانها سوف تتزوج من النبيل المحارب سولر ويصل كبير الكهنة ليحاول الانتقام ويبلغ الملك بعلاقة سولر ونيكيا فيقرر قتلها ويهرب سولر إلي عالم الأحلام بعد وفاة حبيبته كي يراها هناك. فعن العرض وزيارتهم لمصر وأسلوب عمل فريق البولوشوي الروسي بوجه عام يقول المدير الفني للفريق يوري ترويان : المرة الأولي التي أتينا فيها إلي مصر كانت منذ سنوات عديدة لأن برنامج الأوبرا وقتها وضعنا ضمن عروضه في هذه السنة، لكننا جئنا العام الماضي وهذا العام بالاتفاق مع إدارة الأوبرا المصرية ورئيسها الدكتور عبد المنعم كامل الذي أصبحت تربطنا به علاقة صداقة قوية واتفقنا علي استمرار التعاون بيننا والحقيقية أعتبر وجود الفريق بالقاهرة للمرة الثانية هو نوع من التكريم والتشريف لنا. وعن ضرورة الجمع بين الرقص والتمثيل في عروضه أجاب قائلا: العروض التي تجمع عادة بين الرقص والتمثيل هي أصعب أنواع العروض التي نقدمها لأنها تعتمد في الأساس علي التمثيل إلي جانب الرقص وتحتاج راقصين يجيدون أيضا التمثيل بحرفية عالية ونحن نقدم عرضاً يتناول قصة أسطورية جرت أحداثها منذ سنوات طويلة فلابد من أن يجيد الراقصون التعبير عنها بالتمثيل . ويقول: لم نصمم هذا العمل خصيصا للعرض علي مسرح دار أوبرا القاهرة ولكن هو أحد العروض الموجودة ضمن الريبرتوار الخاص بالفريق وهو مناسب للعرض بالقاهرة لذلك أردت أن أراه علي مسرح دار الأوبرا بمصر. وعن احتفاظ فريق البولوشوي بسمعته العالمية حتي هذه اللحظة يقول:الحقيقة الراقصون بشكل عام يتدربون علي الرقص لمدة سبع ساعات يوميا إلي جانب أن مسألة الالتحاق بهذا الفريق صعبة ومعقدة للغاية فهي تبدأ منذ الصغر حيث يلتحق الأطفال بمدرسة البولوشوي للباليه ثم يلتحقون بمسرح البولوشوي الأكاديمي ويستمرون في الدراسة وهذا نظام عام لتربية وتخريج الراقصين هناك لأننا بالطبع نريد دائما الإحتفاظ بهذا المستوي وشكل العروض التي نقدمها كريبرتوار لهذا المسرح ، وبشكل أساسي يدرس الراقصون بالأكاديمية الرقص الكلاسيكي والحديث وأنواعاً متنوعة من الرقص إلي جانب دراسة مجموعة أخري من العلوم مثل الأدب والفيزياء وعلوم الرياضة والكيمياء هذا بالطبع إلي جانب الموسيقي واللغة الفرنسية فنحن نقدم تعليمًا جيدًا ومتكاملاً للراقصين. ويضيف: سنسافر خلال الفترة المقبلة إلي كل من الإمارات والصين وباريس لكن بالطبع لن نقدم هذا العرض لأن لدينا في ريبرتوار البولوشوي 24 عرضًا متنوعًا ومختلفًا فسوف نختار عرضاً لتقديمه في كل بلد مختلف. يذكر أنه في 25 مايو عام 1933 تم افتتاح المسرح الوطني للأوبرا والباليه في مينسك حيث أسسست بيلاروسيا هذا الصرح علي أعلي مستوي فني لتقديم الموسيقي والدراما والفنون بالإضافة إلي تراث الأوبرا الأوربية ، وفي 1940 حقق المسرح شهرة واسعة في موسكو حينما قدم فيها بنجاح عظيم ثلاث أوبرات قومية "ميخاس بودجورني" و"لأوجيني تيكوتسكي" ،"في غابات بوليسي" و"زهرة السعادة"، وفي عام 1941 حاصرت القوات النازية مدينة مينسك خلال الحرب العالمية الثانية مما أدي إلي توقف عمل المسرح واستخدمه المحتلون كمخزن واسطبل لكنه عاد من جديد عام 1944 وفي 1945 تم افتتاح مدرسة متخصصة في تصميم الرقصات التي أصبحت جامعة فيما بعد.