بالرغم من أن عام 2009 شهد حالة من الكساد الفني علي مستوي المسرح إلا أن دار الأوبرا المصرية تميزت هذا العام بحصاد فني غير متكرر خاصة أنها احتفلت في هذا العام بعيد ميلادها الواحد والعشرين الذي تزامن مع احتفالات أكتوبر، وضم الحفل أكثر من 500 فنان مصري وأجنبي. شاركت المطربة آمال ماهر في إحياء هذا الحفل إلي جانب عدد من فناني الأوبرا. لم يكن هذا هو الحدث الوحيد الأهم هذا العام بل توالت الأحداث الفنية بدار الأوبرا المصرية، مثل تسلم رئيسها الدكتور عبد المنعم كامل لحجر السلام العالمي الذي منحه سفير اليابان والذي أهدته اليابان لمصر باعتبارهامن أهم الدول الراعية للسلام ووضع الحجر بساحة الحديقة الخارجية لدار الأوبرا. كما شهدت الأوبرا العديد من الأحداث الفنية منها استضافة عدد غير قليل من العروض العالمية والتي جاءت إلي مصر لأول مرة من هذه الفرق، فرقة نيران الأناضول التركية التي قدمت عروضها علي مسرح الصوت والضوء في الهرم في الفترة من 11 إلي 16 أبريل وقدمت في مصر لأول مرة عرض بطل طروادة ومن المنتظر أن تأتي الفرقة العام القادم لتقديم عرض قادش علي مسرح الصوت والضوء أيضاً، فريق لوتينتا للباليه الفولكلوري السلوفاكي، كما قدمت فرقة مسرح ريجودي تورينو الإيطالية عرض حلاق اشبيلية. ومن أهم الفرق أيضاً كانت فرقة البولشوي التي قدمت عرض سبارتلكوس وفرقة باليه مرح سان بطرسبرج الأكاديمي روسيا وقدم الفريق عرض هاملت وفرقة موسكو للباليه التي قدمت عرض بحيرة البجع علي الجليد بالمسرح الكبير بدار الأوبرا والذي بني علي خشبة المسرح لأول مرة. ثم فرقة الفلامنكو كوبا وعرض باليه مونتريال من كندا، وفرقة بنيابوش للرقص الحديث التي جاءت إلي مصر لأول مرة وقدمت عدداً من الرقصات المتنوعة لمصممة الرقص العالمية يناباوششي، كذلك جاء هذا العام فريق جراند باليه الكندي وقدم الفريق لأول مرة عرضي حفل زفاف وكانتانا.. ثم باليه كوبا الوطني وقدم عرض قوة وإيقاع مع نهاية العام استضافت الأوبرا كلاً من فريق موميكي الأمريكي في ست حفلات بالقاهرة والإسكندرية والذي قدم عروض الفن السحري وخيال الظل علي المسرح الكبير في الفترة من 23 و 26 نوفمبر ثم عرض تيك ذافلور من مسرح برودواي والذي حقق إيرادات تعدت المليون و200 ألف جنيه، وحضر العرض 11 ألف مشاهد مصري وأجنبي في 9 حفلات سواريه وماتينيه وقد تعاقدت دار الأوبرا مع الفريق علي تقديمه عرضه الجديد خلال شهر أبريل القادم لعام 2010 . لكن من أسوأ ما حدث بدار الأوبرا هذا العام هو تأجيل حفل أوركسترا درسدن الألماني بسبب رفض أهل الشهيدة مروة الشربيني لإقامة حفلاتهم بالإسكندرية، ثم مؤخراً تأجيل حفل رأس السنة الميلادية للفنان محمد منير التي اعتادت الأوبرا إقامته كل عام بسبب انشغال مسرح الساحة بأعمال اشغال وتطوير ما تعذر معه إقامة مسرح منير بساحة الأوبرا. من ناحية أخري استمرت دار الأوبرا في تقديم مواسمها الفنية المعتادة مثل تقديم موسم الأوبرات العالمية وكان ما يميز هذا الموسم هو إعادة أوبرا عايدة من جديد خلال شهر أبريل الماضي بعد نجاحها في العيد عام 2008 ، ولاقت الأوبرا إقبالاً جماهيرياً ضخماً كما حققت إيرادات مرتفعة خلال أيام عرضها علي خشبة المسرح الكبير، أيضاً قدم علي مسرح دار الأوبرا هذا العام، أوبرا لابوهيم وأوبرا لاكمير والمكيدة السعيدة وأوبرا ترسكا. في الوقت نفسه أقيمت أيضاً هذا العام دورتا مهرجان الموسيقي العربية بالقاهرة والإسكندرية، الأول من شهر نوفمبر الماضي شارك فيه عدد من الفنانين منهم آمال ماهر ومدحت صالح وماجد سرور وريهام عبد الحكيم وسلمي وعلي الحجار ونادية مصطفي، أما مهرجان الإسكندرية الذي يقام خلال شهر أغسطس فقد شارك فيه كل من هاني شاكر ومحمد ثروت وأحمد إبراهيم وخالد سليم وريهام عبد الحكيم ومي فاروق وعمر خيرت ووجه انتقاد لدورتي المهرجان هذا العام بسبب ضعف المشاركة الفنية لنجوم جدد مما أدي إلي ضعف دورتي المهرجان اللتين تكرر بهما نفس الوجوه كل عام. فيما جاء مهرجان القلعة بالقاهرة والإسكندرية أقوي كثيراً من مهرجان الموسيقي العربية وأشاد به الجميع حيث شارك بمهرجاني القلعة عدد غير قليل من نجوم الغناء منهم إيهاب توفيق ومدحت صالح وإيمان البحر درويش وجنات ومجد القاسم وخالد سليم ومحمد الحلو وأحمد الكحلاوي وفاطمة عيد وطارق فؤاد، وتميز هذا المهرجان بحضور جماهيري ضخم بعكس مهرجان الموسيقي العربية الذي عاني فنياً وجماهيرياً وطالب الجميع بضرورة تطويره العام القادم.