مع دقات الساعة الثامنة من مساء اليوم تبدأ دار الأوبرا المصرية احتفالاتها بعيد ميلادها الحادي والعشرين، والذي تواكب هذا العام مع احتفالات أكتوبر المجيدة؛ حيث يقام حفل فني ضخم علي المسرح الكبير يشارك فيه حوالي 500 فنان يمثلون معظم الفرق الفنية بالأوبرا، ويتضمن برنامجه الذي يشرف عليه الدكتور عبد المنعم كامل رئيس دار الأوبرا، مشهد من باليه "بالرغم من كل شئ" لفرقة بالية أوبرا القاهرة، تحت إشراف أرمينيا كامل، ثم تقدم المطربة الشابة آمال ماهر أغنية "مصر التي في خاطري" بمصاحبة فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقي العربية بقيادة المايسترو صلاح غباشي، وبعدها يعزف أوركسترا القاهرة السيمفوني بمصاحبة المؤلف الموسيقي وعازف البيانو العالمي السوري الأصل "مالك جندلي"؛ حيث يقدم مجموعة من أشهر مؤلفاته الموسيقية بقيادة المايسترو المصري "طارق مهران"، ويختتم الأوركسترا السيمفوني الاحتفال بالسيمفونية التاسعة لبيتهوفن بمصاحبة كورال "أكابيللا" وبمشاركة التينور الأمريكي العالمي "ايريك فينيل" والسوبرانو المصرية إيمان مصطفي والميتزو سوبرانو "حنان الجندي" والباص باريتون رضا الوكيل تحت قيادة المايسترو الايطالي العالمي روبرتو جياتولا. كان الرئيس حسني مبارك قد قام بزيارة رسمية لليابان في ابريل من عام 1983، وفي احتفاء طيب بالزيارة من قبل الحكومة اليابانية قررت إهداء مصر مركز ثقافي تعليمي بهدف توثيق العلاقات الودية بين البلدين، وبعد الدراسات المبدئية للمشروع، وفي أغسطس من نفس العام قامت هيئة التعاون العالمية اليابانية "جايكا" بعقد مباحثات مع مجموعة عمل مصرية انتهت بقيام الرئيس حسني مبارك بوضع حجر الأساس في 31 مارس 1985، واستغرق البناء ثلاث سنوات بعدها تم افتتاح الصرح الثقافي الكبير (المركز الثقافي التعليمي (دار الاوبرا المصرية)، في 10 أكتوبر من عام 1988 بحضور الرئيس مبارك والسيدة قرينته بالإضافة إلي رئيس الوزراء في ذلك الوقت، والفنان فاروق حسني وزير الثقافة، وعدد من كبار الشخصيات العامة الفنية والثقافية، وبعد الافتتاح أصبح لدار الاوبرا المصرية دوراً مهماً وفعالاً في نقل ثقافات العالم، كما أصبحت مركزاً للإشعاع الثقافي والفني ليس في مصر وحدها بل في الوطن العربي بأسره، بعدما نجحت في إضاءة الساحة الثقافية، قبل أن تنضم إليها روافد ثقافية ومسارح جديدة جري ترميمها وتطويرها وإعادة افتتاحها للجمهور المصري، كما حدث في معهد الموسيقي العربية ومسرح سيد درويش (أوبرا الإسكندرية) ومسرح أوبرا دمنهور.