تقول أحد الدراسات أن استهلاك الإنترنت عبر أجهزة الموبايل والأجهزة المتجولة (مثل iPad) سيزيد خلال خمس سنوات عن استهلاك الإنترنت عبر أجهزة الكمبيوتر الشخصية. مثل هذه الدراسة تجعل شركات الاتصالات حول العالم في اندفاع وحماس لتطوير خدماتها لأن "الكعكة" الحقيقية ستكون حسب ما توضحه مختلف الدراسات في استهلاك الإنترنت (أو ما يسمي في عالم الاتصالات بالدخل من "الداتا") وليس من الاتصالات الصوتية ورسائل الجوال، والتي ينخفض هامشها الربحي بشكل سريع. هناك الكثير مما تقوم به شركات الاتصالات لتحقيق التفوق في هذا المجال، والطبيعي أن سرعة تصفح المواقع هي من أهمها، ولذلك اعتبرت شركات الاتصالات التقنية الجديدة (Long-Term Evolution) أو (LTE) ثورة بكل ما تعنيه الكلمة لأنها تعني مضاعفة سرعة الإنترنت بتكاليف أقل بكثير من شبكات الجيل الثالث الموجودة، الأمر الذي جعل معظم شركات الاتصالات حول العالم تعمل علي خطط قصيرة الأمد أو طويلة الأمد للتحول لهذه التقنية الجديدة أولا والتفوق في المنافسة علي هذا الأساس. واحد من القضايا التي تحاول شركات الاتصالات معالجتها في حال التحول للتقنية الجديدة هو التعامل مع الاستخدام المكثف الذي يأتي مع هذه التقنية. أحد شركات الاتصالات في النرويج (واسمها تيلياسونيرا) تضاعف استخدام مشتركيها للإنترنت عشر مرات دفعة واحدة بعد التحول لتقنية LTE في ديسمبر الماضي، مما مثل ضغطا هائلا علي الشبكة وعلي ربحية الشركة كذلك لأن أسعار الاشتراكات التي تعود عليها الناس لم تعد لهذا الاستهلاك المكثف للإنترنت علي الموبايل. الاستخدام المكثف للإنترنت علي الموبايل له أبعاد أخري كثيرة، ومنها علي سبيل المثال احتياج مواقع الإنترنت لرؤية إخراجية جديدة تجعل من صفحاتها سهلة الاستهلاك علي شاشة الموبايل، وجذابة في نفس الوقت، ولكنها في النهاية تلبي احتياجات مستخدم الشاشة الصغيرة جدا. هناك أيضا التطبيقات الكثيرة والخدمات التي يمكن أن تقدمها المواقع لشخص يحمل جهازه ويمضي به أينما كان، والأهم من ذلك كله التطبيقات التي تقوم علي تزاوج الإنترنت والموبايل، فالموبايل يقدم معلومات كثيرة عن الشخص مثل مكانه الحالي وشبكة علاقاته الاجتماعية كاملة ممثلة في دفتر العناوين، والتصاق الجهاز بالشخص عبر مدار اليوم. كل ما سبق، يؤكد أننا مقبلون علي تغيرات كبيرة في عالم الإنترنت، وأن الشعور أننا وصلنا لمرحلة استقرار بعد التغيرات السريعة التي مر بها عالم التكنولوجيا خلال السنوات العشر الماضية هو مجرد.. وهم!