ستانلي مورجان أحد أهم دور الاستشارات المالية في العالم أصدرت تقريرا عن تطور صناعة الاتصالات والإعلام الرقمي خلال الأعوام المقبلة، ليتوقع التقرير أنه في عام 2015م (أي بعد خمس سنوات فقط) سيتصفح الناس الإنترنت علي الموبايل أكثر من تصفحهم للإنترنت علي جهاز الكمبيوتر. التقرير الذي يقوم علي دراسات وإحصاءات مكثفة أحدث ضجة في قطاع الاتصالات والإعلام الجديد، لأن هذا يعني أن جهاز الموبايل سيتحول من جهاز للاتصال بالآخرين إلي جهاز لتصفح الإنترنت، وهذا يعني أن شركات الاتصالات حول العالم ستسيطر أيضا علي تقديم خدمات الإنترنت للجمهور. المصطلح المستخدم في مثل هذه التقارير وهو "Mobile Web" لا يعني فقط تصفح شبكة الإنترنت والتفاعل مع معطياتها عن طريق جهاز الجوال فقط بل يشمل كل الأجهزة "الجوالة"، وهذا يشمل بطبيعة الحال أجهزة iPad، وأجهزة الكتاب الإلكتروني، وألعاب الفيديو المتصلة بالإنترنت، ومختلف أجهزة الكف التي تتصل بالإنترنت. لكنني شخصيا أستبعد أن يتم ذلك خلال خمس سنوات في العالم العربي باستثناء المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج، وذلك لأن الاتصال السريع بالإنترنت (Broadband) ما زال محدودا، وإن كان مثل هذه التقارير ستلفت نظر شركات الاتصالات للمزيد من الاستثمار في مجال الاتصال السريع وتخفيض أسعار الاشتراك لكسب أكبر عدد من الجمهور، والاستفادة لاحقا من ارتفاع مستويات استهلاك الإنترنت لدي هذا الجمهور العريض. انتشار الإنترنت المتجول (كما يسميه البعض) يعني المزيد من الاعتماد علي الإنترنت في حياتنا اليومية بما في ذلك التسوق الإلكتروني، ولو استطاعت شركات الاتصالات العربية (كما حصل في دول أخري) إيجاد حلول للدفع علي المواقع من خلال جهاز الجوال بحيث تضاف المبالغ المدفوعة علي فاتورة الموبايل، تكون شركات الاتصالات قد ساهمت في تسريع ثورة "الإنترنت المتجول"، وضمنت لنفسها أرباحا إضافية، تساهم في استمرارها متربعة علي عرش كبري الشركات في أي دولة عربية! من جهة أخري، سيساهم الإنترنت المتجول في انتشار الإعلان علي الموبايل أو ما يسمي (Mobile Advertising) وذلك لأن تطبيقات الإنترنت الخاصة بالموبايل ستقدم فرصا خاصة بالإعلان لتمويل تلك التطبيقات، وهذا يعني المزيد من الفرص الإعلانية للمعلن، والمزيد من تشتيت الدخل بين وسائل الإعلام، وتقليل حصة أي وسيلة إعلام من كعكة الإعلان، ولهذا إيحاءات كثيرة بالطبع.