[email protected] هل انتهي عصر التليفزيون بصورته التقليدية وبدأ عصر التليفزيون التفاعلي عبر الانترنت والذي يسمح للمستخدم باختيار ومشاهدة ما يرغب من محتوي اعلامي -برامج وأفلام- دون تدخل من جهة ما؟ وخلال مشاركة بيل جيتس رئيس شركة "مايكروسوفت" العالمية للبرمجيات في فاعيات مؤتمر دافوس الاقتصادي بسويسرا أكد إن الانترنت في طريقه إلي إحداث ثورة في عالم التليفزيون في غضون خمس سنوات بسبب انفجار في محتوي الفيديو علي الانترنت ودمج أجهزة الكمبيوتر والتليفزيون معبرا عن دهشته حول عدم توقع الناس هذا مع التليفزيون إذ خلال السنوات القادمة سيضحك الناس علي ما كنا فيه وسيزيد عدد المشاهدين بعد المرونة التي تتيحها مواقع الفيديو علي الانترنت وسيهجرون التليفزيون التقليدي بسبب وقت المشاهدة الثابت لبرامجه والإعلانات التي تقطع متعة المشاهدة. ويستطرد جيتس في رؤيته موضحا أن أمورا محددة مثل الانتخابات أو الألعاب الاولمبية تكشف بشكل حقيقي مدي فظاعة التليفزيون فعليك الانتظار إلي أن يتحدث الشخص عن الشيء الذي يهمك أو يفوتك الحدث وتريد العودة لمشاهدته علي حين أن الانترنت تتيح تقديم هذه الأمور بصورة أكثر تفوقا بكثير وقال إنه في الوقت الحالي يعد مشاهدة الفيديو علي جهاز الكمبيوتر تجربة منفصلة عن مشاهدة المسلسلات أو الأفلام الوثائقية في التليفزيون لكن التلاقي في نقطة واحدة سيأتي مما يشكل تحديات خطيرة لشركات ومعلني التليفزيون مؤكدا أن التليفزيون في طريقه لان يقدم علي الانترنت وتقوم بعض شركات التليفون الكبيرة ببناء البنية الأساسية لهذا الأمر لتقديم خدمات تليفزيون الانترنت. ولا شك أنه مع تزايد التوجه العالمي لشركات التكنولوجيا نحو ما يعرف بعصر الإعلام الرقمي وظهور المئات من الحلول والبرامج والمنتجات التي تعطي بشبكة الانترنت دورا أكبر في مجال الإعلام المرئي والمسموع والمقروء علاوة علي مساحة الحرية الكبيرة التي يحظي بها مجتمع الانترنت والتفاعل اللامحدود بين المستخدمين أصبح هناك سؤال مهم لمن ستكون الغلبة في الصراع علي المشاهد الانترنت أم القنوات التليفزيونية والفضائية ذات الهياكل والأجندات السياسية المفروضة علي المشاهد؟ وإذا كان من الصعب إصدار حكم نهائي علي هذا الصراع إلا انه يمكن القول أن جميع المؤشرات تصب في صالح شبكة الانترنت فغالبية جيل الشباب والأطفال يمثلون القاعدة الأساسية لاستخدام الانترنت علاوة علي أن معدلات نمو قاعدة مستخدمي الانترنت علي مستوي العالم أعلي بكثير جدا من قاعدة مشاهدي التليفزيون مع بداية ظهوره. ونتصور أن المنافسة بين الانترنت والتليفزيون لن تكون سهلة ولن يتم حسمها في المستقبل القريب إلا أن الانترنت ستظل هي المكان الخصب الذي يجد فيه كل صاحب رأي المكان المناسب ليسمع صوته للآخرين ونود أن نشير هنا إلي أن إطلاق خدمات محطات التليفزيون الخاصة عبر الانترنت أصبحت تقنيات في متناول الشركات الصغيرة والأفراد بحيث هناك الآن الآلاف من القنوات التليفزيونية التي تبث عبر الانترنت ويقوم القائمون عليها بإعداد برامج حية وبث مباشر علي الهواء للمشتركين معهم دون وجود اي رقيب ومن ثمة فانه من المؤكد أن المشاهد سيكون هو المستفيد الأول من هذا التنافس المشتعل لتطوير وتعظيم القيمة المضافة لخدمات كل من الانترنت والتليفزيون. للحديث بقية...