بدأ الناخبون السودانيون أمس الإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات تشهدها الخرطوم منذ ربع قرن لاختيار رئيس البلاد، ورئيس حكومة الجنوب ونواب البرلمان وولاة الأقاليم. وأدلي الرئيس عمر البشير بصوته في مركز اقتراع بمدرسة سان فرنسيس القريبة من مسكنه ومن مقر رئاسة الجيش وحيا حشدا كان بانتظاره قائلاً: «الله أكبر» رافعا يده ليظهر إصبعه الملون بالحبر. كما أكد البشير عقب لقاء عقده مع الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أن عملية الاقتراع ستجري بحرية وشفافية وفقا لقانون الانتخابات السوداني وقوانين الرقابة الدولية مشيرا إلي أنه كان يأمل مشاركة جميع الأحزاب في الانتخابات. وأوضح أن أحزاب المعارضة لجأت إلي التشكيك في نزاهة العملية الانتخابية وطالبت بتأجيلها عندما اكتشفت أنها لم تعد تتمتع بشعبية كما كان في السابق. من جانبه قال جيمي كارتر، الذي تراقب مؤسسته الانتخابات، للصحفيين بعد تفقده مركز اقتراع بالخرطوم: «أعتقد أن مفوضية الانتخابات قامت بعمل جيد رغم أن نقل المواد الانتخابية بطيء، لكن لديهم ثلاثة أيام لتصحيح الوضع». بدوره صوت زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفاكير المرشح لرئاسة حكومة الجنوب إذ أدلي بصوته في مركز اقتراع في جوبا عاصمة الجنوب.. وقال سلفاكير عقب الاقتراع: «لقد أدليت بصوتي من دون أي مشكلة.. لم يسبق لي أن انتخبت في حياتي.. آمل أن تكون هذه بداية تكوين العملية الديمقراطية في جنوب السودان». في الوقت ذاته قررت مجموعة من مرشحي الحركة الشعبية في شمال السودان خوض الانتخابات وذلك خلافا لقرار سابق اتخذه قطاع الشمال في الحركة بمقاطعة الانتخابات. من جهته قال مبارك الفاضل زعيم حزب «الأمة- الإصلاح والتجديد» الذي قاطع الانتخابات أن الأخيرة: «لن تكون حرة ولا نزيهة.. إنها تجري في بلد يحكمه حزب شمولي». ومن المقرر أن تجري الانتخابات علي مدار ثلاثة أيام حيث يقدر عدد الناخبين بحوالي 16 مليونا و500 ألف سيدلون بأصواتهم في 13 ألف مركز انتخابي، ويتنافس علي منصب رئاسة السودان 12 مرشحا في مقدمتهم عمر البشير بينما يتباري مرشحان فقط علي منصب رئاسة حكومة الجنوب و13850 مرشحًا في الانتخابات التشريعية والولايات. وفي القاهرة شاركت الجالية السودانية أمس في الانتخابات حيث أدلي ناخبوها في ثلاثة مراكز اقتراع بالقاهرة والإسكندرية وأسوان وسط أجواء هادئة وترتيبات منظمة وإقبال جيد، وقال السفير السوداني بالقاهرة عبدالرحمن سر الختم ل«روزاليوسف»: إن الترتيبات المعدة من قبل المفوضية سواء كانت فنية أو تنظيمية جرت بشكل جيد.. موضحاً أن هناك تنسيقا كاملا بين السفارة السودانية ووزارة الخارجية المصرية موجها الشكر للحكومة المصرية ووزارة الداخلية علي الجهد المبذول لضمان تأمين العملية الانتخابية في المراكز الانتخابية داخل مصر.