كان للقيامة مردود مباشر للإنسان ومن خلالها نتمتع جميعا ببركاتها. وهناك الكثير من مفاعيل القيامة انعكست علي حياتنا نذكر منها: قهر الموت «أين شوكتك يا موت، أين غلبتك يا هاوية» وبعد أن كان الموت مصدر خوف وإزعاج حتي للأنبياء، صار بعد القيام اشتهاء. ويذكر العهد القديم أن حزقيا النبي صلي وبكي بدموع لكي يطيل الله عمره «في تلك الأيام مرض حزقيا للموت.. فوجه وجهه إلي الحائط وصلي إلي الرب قائلا: آه يا رب أذكر كيف سرت أمامك بالأمانة.. وبكي حزقيا بكاء عظيما» (2مل 20: 1-6). فتحنن عليه الرب زاد عمره خمس عشرة سنة. ونجد داود النبي يتوسل إلي الله قائلاً: «لا تأخذني في منتصف أيامي» (مز 102:24)، وكانت مكافأ الله للأنبياء (إبراهيم وإسحق ويعقوب) «مات شبعان أيام» (تك 25)، ولكن بعد أن أصبح الموت هو بوابة العبور إلي الحياة الأبدية نجد بولس يصيح «لي اشتهاء أن أنطلق». من هذا المنطلق فقد الموت كل سلطانه ولم يبق له أثر سوي تراب أجسادنا التي سوف تواري في التراب ولكن أرواحنا بعد القيامة سوف تنطلق حيث النور الأبدي والمجد المطلق. الجلوس في السماويات «الله الذي هو غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها، ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح، بالنعمة أنتم مخلصون، أقامنا معه في السماويات في المسيح يسوع» (أفسس 2: 4-7)، أقامنا أجلسنا، كم جميل هذا الشعور بأننا بفضل القيامة صرنا نجلس في السماء. يقول القديس كيرلس الكبير (إننا فيه ندخل السماء وفيه نظهر أمام الآب- أي المسيح...). وفي تأمل رائع للقديس يوحنا ذهبي الفم يقول (أمر مدهش.. فإلي أين رفع الكنيسة.. لقد رفعها إلي علو شاهق، لقد أجلسها علي العرش هناك، فحيث يكون الرأس يكون الجسد أيضا). وأخيرا عبورنا إلي الملكوت بقيامة السيد المسيح له المجد أصبح الملكوت داخل الإنسان وليس الإنسان خارج الملكوت «ها ملكوت الله داخلكم» (لو 17: 21)، بمجيء السيد المسيح وقيامته تغير تماما المفهوم الإنساني للملكوت، فهو الآن ملكوت روحي سمائي مركزه السمائي أورشليم السمائية ومركزه علي الأرض الكنيسة أمنا. مهندس - ماجد الراهب