هاجمت قيادات حزبية وسياسية محاولات تكريس فكرة استخدام الدين ودور العبادة لتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية علي الطريقة الإخوانية، وذلك بعد أن حاول بعض الراغبين في خوض انتخابات الرئاسة اللجوء بالكنائس والمساجد لحشد مزيد من المؤيدين، الأمر الذي ظهر مؤخراً في جولات محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومن قبله أيمن نور المتهم بتزوير توكيلات حزب الغد. ورفض نبيل زكي أمين الشئون السياسية بالتجمع هذا السلوك قائلاً: الممارسة السياسية مكانها الأحزاب وليس دور العبادة، خاصة أن ذلك يتنافي مع مفهوم الدولة المدنية التي تكرسه الأحزاب لمحاربة الدولة الدينية، مشيراً إلي أن ذلك الأسلوب يلجأ له المبتدئون أو حديثو العهد بالعمل السياسي لتحقيق مكاسب سريعة. وقال: لا فرق بين البرادعي والإخوان لأن أفكار استخدام الدين في الممارسة السياسية صناعة إخوانية في الأساس. ووصف د.محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية بالناصري ذلك الاتجاه بالإفلاس السياسي، لافتاً إلي أن محاولة البطش بمدنية الدولة عمي سياسي مرفوض من جميع القوي الشرعية، وقال: لا يجب أن تكون الانتهازية السياسية لأفراد بعينهم سبباً في ارتكاب سلوكيات من شأنها الاضرار بالمصلحة العليا للوطن. ووصف المستشار مصطفي الطويل الرئيس الشرفي للوفد هذا الاتجاه بالمصيبة التي أوجدها النظام الناصري بإلغاء الأحزاب، وتابع: من يلجأ لهذا يعتقد أنه يتبع أسرع الطرق ويتجاهل مشاركة الأغلبية الصامتة من شأنه أن يحسم أي صراع وليس العكس. وحذر أحمد عبدالهادي رئيس حزب شباب مصر، مما سماه عمليات النصب التي يقودها محمد البرادعي والسياسون المساندون له بمحاولة خداع الرأي العام المصري والدولي بوجود مؤيدين له أثناء تأدية صلاة الجمعة واستغلال حشود المصلين. أشار عبدالهادي خلال المؤتمر الجماهيري الذي عقده بفاقوس بمحافظة الشرقية استعداداً للانتخابات البرلمانية القادمة إلي أن لجوء البرادعي لدور العبادة لتحقيق مكاسب سياسية خلط بين الدين والعمل السياسي يركز فيه فقط علي الشو الإعلامي. واعتبر د.نبيل عبدالفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن جميع المرشحين للانتخابات يحاولون الاستفادة من هذا البعد الديني، مشدداً علي أهمية تركيز الجماهير علي برامج المرشحين وليس مدي تدينهم، خاصة أن مثل هذه التحركات المستندة إلي الدين قد لا تؤتي ثمارها. أما د.عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فقال إن النزول إلي الأحياء الشعبية أفضل من محاولات الاستناد لفكرة «الرجل المؤمن». أوضح أن البرادعي يسعي من خلال هذه التحركات لإثبات أن الدعم الافتراضي الذي حصل عليه من خلال شبكة الانترنت هو حقيقي، مشيراً إلي أنه -أي البرادعي- حشر نفسه ولف الحبل حول عنقه بعد أن وضع شروطاً للترشح والعالمون بالأمور حقاً يعرفون أن هذه الشروط لا يمكن تحقيقها. أضاف هاشم أن الذهاب إلي المسجد أو الكنيسة الغرض منه هو الحصول علي مكان به تجمع بشري كبير، لافتاً إلي أن الدعوة لإضراب 6 أبريل الجاري تعد اختباراً للبرادعي وأنصاره في القدرة علي حشد الجماهير.