نموذج حقيقي للحيوية والشباب يجسده الموسيقار حميد الشاعري الذي يحرص في كل خطواته الفنية أن يقدم ما هو جديد، بالرغم من اتهامه بالكسل، إلا أنه يؤكد أنه أكثر نشاطا من كثيرين حيث يحرص علي التواجد مع الشباب لدرجة أنه حول منزله لاستوديو وإذاعة للشباب الذي يتبناه بعنوان "الرحاب FM"، حميد أعرب في حواره معنا عن تفاؤله بالتطورات التي تشهدها الساحة الفنية وقال إن هذا الزحام يفرز الإبداع. في البداية ما سر غيابك عن الساحة الفنية طوال هذه الفترة؟ - قضيت فترة طويلة في دراسة أحوال السوق الغنائي والتغيرات والتطورات التي تحدث علي الساحة مؤخرا لكي أستطيع أن أكون ملاحظات ثابتة أقوم علي أساسها بتحديد شكل ونوع الأغاني والموسيقي التي أقدمها لجمهوري الذي ينتظر مني ما هو بعيد عن الموجود. ألم تخش أن ينساك الجمهور في ظل الزحام الذي سيطر علي الساحة مؤخرًا؟ - ليس لهذه الدرجة فالحمدلله ما زلت أجد حب الناس وأتلقي ردود أفعال جميلة عن أعمالي ومع ذلك أنا قدمت ألبومي الأخير منذ عامين "روح السمارة" وتعاونت في أكثر من دويتو من بينها مع النجم محمد منير وآخر تعاونت فيه مع محمد رحيم وعندي مشاريع جديدة أقوم بالتجهيز لها في الوقت الحالي. وما مشاريعك الجديدة في الغناء؟ - تعاونت مؤخرًا مع المطرب علاء عبدالخالق في دويتو بعنوان "متاخدش بالمظاهر" وقمنا بتسجيله منذ فترة قليلة جدا ونستعد لتصويره بطريقة الفيديو كليب، وفي الحقيقة أنا سعيد جدا بهذه الخطوة لأني من عشاق صوت علاء وهو صديقي المقرب جدا، هذا بجانب أن الأغنية جميلة وتحمل معاني مهمة كنت أتمني أن أجد فرصة لأقدمها للناس، حيث تقول بعض كلماتها "متاخدش بالمظاهر، المهم أصل طاهر وقلب كبير" ولذلك نبحث عن فكرة مختلفة لتصوير الكليب الخاص بها. ولماذا وقع اختيارك علي علاء عبدالخالق بالرغم من تراجع نجوميته؟ - علاء فنان بمعني الكلمة وله جمهور ما زال يبحث عن أغنياته والغياب ليس مشكلته ولكنها ظروف السوق الغنائي القاسية ومع ذلك فأنا لا يفرق معي مدي شهرة من يشاركني في الدويتو ولكن الأهم موهبته، وعلاء عبدالخالق لا جدال عليه، كما أجهز حاليا لدويتو جديد مع مطربة "روسية" اسمها "أولي" تغني باللغة الإنجليزية وأشاركها الغناء باللغة العربية وهي أغنية رومانسية مميزة. يتردد أن إهمال شركة عالم الفن لك لصالح تامر حسني هو السبب في تعطيل ألبوماتك، ما تعليقك؟ - هذا غير صحيح، فالمنتج محسن جابر رجل فنان ومتعاون جدًا وبالفعل وقعت مع الشركة ستة ألبومات أصدرت منها اثنين فقط ولكن هذا ليس معناه وجود مشاكل ولكن مجرد وقت وسوف أستكمل تسجيل ألبوماتي معهم حتي عام "2013" وآخر ألبوم أصدرته معهم بعنوان "روح السمارة" وأجهز حاليا ألبومًا جديدًا، أما بالنسبة لتامر حسني فهو مطرب نجح في حجز مكان مهم بين نجوم الغناء. إذن لماذا هاجمته مؤخرًا وحاولت التقليل من أهميته لصالح عمرو دياب؟ - هذا الكلام أيضًا ليس له أساس من الصحة لأنني من أشد المعجبين بتامر حسني وهو نجم بمعني الكلمة شاء الجميع أم لم يشأ لأن الناس هي التي اختارته، واختيار الجمهور دائما يكون صادقًا، كما أن تامر صديقي وجاري في السكن فكيف أهاجمه أو أقلل من شأنه وكل ما قلته كان مجرد حقائق حيادية حيث قلت أن المقارنة بين تامر وعمرو ليس منطقية لأن عمرو نجم كبير له تاريخ هام ومشوار مميز، فلا يجوز مقارنته بتامر حسني فهذه المقارنة ظالمة لتامر من حيث الوقت والإمكانيات وهذا أيضًا يعني أن تامر حسني نجم ومميز والجمهور في الوطن العربي كله يحبه. ما سر انقطاع علاقتك بأبناء جيلك؟ - بالعكس لم تنقطع علاقتي بأصدقائي القدامي ولكن أنا دائما أملك مساحة من التسامح لأنني أعرف جيدًا ظروف الحياة الصعبة وقسوة العمل في هذا الوسط ولكن من حين لآخر نتبادل السؤال وأحرص علي تهنئتهم علي أعمالهم المميزة، ومن بين أصدقائي الذين أحافظ علي علاقتي بهم محمد منير فهو علي المستوي الإنساني لا يقل روعة عن مستواه الفني ويكفي إنني بدأت معه وأنا أول من لحن له وكذلك عمرو دياب علاقتي به مميزة وهشام عباس وعلاء عبدالخالق وعامر منيب وكثيرين. وما سر غيابك عن الحفلات؟ - بالفعل اعتذر عن كثير من الحفلات لأن أغلبها لا تكون منظمة بالشكل المحكم واللائق كما إنني أصبحت لا أجد أنه من المناسب لي أن "اتنطط" علي المسرح فهناك كثير من النجوم الشباب أصبح يليق بهم هذا وفقا لمرحلتهم العمرية فأنا من الناس الذين يقرون قيمة حب الناس وثقته وأيضًا أقدر قيمة المرحلة العمرية التي أمر بها. عملت مع كبار الموسيقيين ومازلت تعمل مع الشباب، ما الفروق التي وجدتها بين الاثنين؟ - هناك فروق كثيرة، أبرزها مساحة الحرية التي أصبحت متاحة في المناخ الفني، ففي الماضي كانت الرقابة أكثر تشددا ولكن الآن مساحة التحرر أصبحت أفضل وأصبح في يد الجمهور خيارات أكبر خاصة مع انتشار الفضائيات والقنوات وأنا لا اتفق مع من يقولون أن هذا أفسد الساحة الغنائية لأن الجمهور أصبح لديه فرصة أكبر لاختيار ما هو أفضل. ولماذا تشغل نفسك بمسابقات الغناء والانتاج للشباب أليس من الأجدي أن تتنج لنفسك؟ - أري أن اكتشاف الشباب الموهوبين واعطاءهم فرصة لتحقيق حلم الغناء عمل مهم جدا وهو بمثابة منحهم حقًا في الحياة ولذلك قمت بعمل مسابقة جديدة اخترت فيها عشر مواهب من الشباب واكتشفت أن لدينا مئات الموهوبين الحقيقيين ووجدت أن ما يقال مؤخرا عن فساد هذا الجيل وسطحيته غير حقيقي بالعكس فهم أكثر ذكاء وحيوية من جيلنا وفي طريقي لعمل مسابقة جديدة. منذ دورك في فيلم "أيظن" ابتعدت عن السينما، ما السبب؟ - بالفعل آخر فيلم قدمته كان بعنوان "أيظن" والحمد لله بالرغم من أنه لم يكن بطولتي إلا أنه كان مميزًا وحقق اقبالاً جماهيرًا كبيرًا بالرغم من أنني قبلت العمل فيه مجاملة لفريق العمل ولكن المرحلة الجديدة قررت أن أقوم بتقديم فيلم يحمل مضمونًا جادًا وقضية حقيقية ويعكف حاليا صديقي السيناريست محمد فضل علي وضع اللمسات النهائية علي السيناريو استعدادًا لبدء التصوير. وما أخبار محطة "الرحاب"؟ - هي إذاعة شبابية علي الإنترنت وأول إذاعة متخصصة للغناء والشباب وكل العاملين فيها من الشباب ولاقت اقبالا شديدًا مؤخرًا وأدخلنا عليها خاصية "التشات" لإقبال الشباب عليه بجانب استعدادي لتقديم برنامج جديد للمرة الأولي.