ابو الليف.. ليس مجرد اسم لافت وغريب, انه حالة تبعد كثيرا عن زمن الفن الجميل واقرب بكثير إلي زمن اعتدنا فيه كل ما هو غريب.. قد يكون هناك امثاله الكثيرون. ولكن ما حدث له من اهتمام اعلامي مفاجيء ومتتالي, لم يسبقه إليه إلا القليل, بين وليلة وضحاها, كانت الالسنة لا تتحدث سوي عن' الكينج كونج' الذي اقتحم الفيس بوك بأغنيته الاكثر شهرة' أنا مش خرونج', وحدث ذلك دون أي سابق انذار عن هذا المطرب الجديد, سوي ان الشاعر ايمن بهجت قمر أعلن مرارا أنه يستعد لإطلاق مفاجأة في القريب العاجل, وفي ليلة اخري ظهر ابو الليف' المفاجأة المنتظرة' في برنامج مصر النهاردة ثم اذاعة الاف ام, ثم ضيفا علي عمرو اديب في العالم اليوم.. بسرعة انتشار غير طبيعية. هل احبه الشباب حقا وتكيف معه لدرجة نفاد الطبعة الاولي من البومه فور طرحه ب24 ساعة؟, ام ان الرفض لا يظهر واضحا وسط تهليل الإعلام الفني له كحالة جديدة تستحق الاهتمام ؟.. هل فعلا هو ظاهرة وقتية تتلاشي تدريجيا مع مرور الوقت كشعبان عبد الرحيم مثلا ؟ اسئلة تنوعت اجابتها لدي عدد من الشباب قالوا رأيهم في نادر ابو الليف عندما حاولنا استطلاع ارائهم حوله, وتلك اهم ما جاء فيها.. شباب الفيس بوك علي وجه الخصوص تعاملوا مع أغنية' كينج كونج' احدي اغاني الالبوم باعتبارها' نكتة', أو أحد الإيفيهات التي انتشرت مؤخرا في عالمنا الغنائي, اعتمادا علي أننا شعب يحب الكلمة السهلة التي تعلق بالذاكرة, وبدأ البعض استعمال جمل منها علي حوائطهم الخاصة, ثم نسوا الأغنية مع غيرهم لفترة ولم تنل منهم اهتماما أكثر منذ ذلك, إلي أن نشرت الاخبار أن الشاعر أيمن بهجت قمر, هو الذي احتضن' أبو الليف' واعتبره مشروعه الشخصي, لدرجة أن البعض شك في أن تكون شخصية' أبو الليف' الغامضة هي أيمن نفسه, خاصة في ظل الصورة التي ظهر بها علي أغنية' كينج كونج' والتي لم يتخيل أحد أن تكون الصورة الحقيقية, والجميع قال إنها صورة لاستكمال السخرية التي تحملها الأغنية, لكنهم اكتشفوا انها صورته الحقيقية, وكثرت الألسنة قائلة:' اغنية وتعدي زي غيرها'.. إلي ان خصصت صفحة خاصة تحمل امضاء ابو الليف بها اكثر من15 ألف معجب قابلين للزيادة, ومعها كل اخباره الاعلامية وكل اغنياته, ونشاطاته الفترة القادمة, فلم يعد بالنسبة لهم مجرد حالة, فتعاملوا معه علي انه لون جديد لا بأس به في وقت اصبح فيه التنوع والتجديد هما الاساس, غير ان معظمهم اعتبروه مجرد منولوجست يجيد الغناء, وجاءت احدي التعليقات الطريفة المرحبة بوجوده تقول:' عفوا هذا زمن ابو الليف'! وكان هناك الذين رأوه فريدا من نوعه, وانه استحق ما ناله من شهرة وإعجاب, متعاطفين معه حيث بدأ مشواره منذ التسعينات وتخرجه من الكونسرفتوار ولم بصل إلي مراده سوي الآن, وهو ما اعتبروه' صبرا جميلا', خصوصا انه توج هذا الصبر بمساعدة شاعر في موهبة ايمن بهجت قمر عرف كيف يختار له من الكلمات ما يلاءم صوته., كما ان اغانيه التي كتبها' بهجت' خصيصا له تركت انطباعا جيدا لدي الشباب لانها مست معظمهم مثل أغنية' جبت شقة',' كله بينفسن, واغنية تاكسي التي ذكر فيها اسمي تامر حسني ومحمد حماقي الامر الذي جعلها اكثر جاذبية بالنسبة لهم, وأغنية' دولا مجانين' و'قبل ما انام', معتبرين ان ابو الليف بذلك جاء ليقدم رسالة باغنياته, ولكنهم لم يلقوا بالا انها فقط مجرد اجادة في الكلمات والالحان!.. ولكنه في اعينهم كان ذكيا في كل خطواته واختياراته لانه استطاع ان يجاري اذواقهم, وكانت تلك النوعية من الشباب هم الذين رحبوا بوجود اغنيات ابو الليف علي تليفوناتهم المحمولة!.. اما اكثر الاراء التي جاءت تهاجمه: انه جيد جدا.. فقط بالنسبة لسواقي الميكروباصات, وانه بذلك زود مطربي التكاتك والميكروباصات مطربا جديدا, ولكنه في النهاية' يومين ويجي غيره', سيبقي فترة وجيزة لكنه لن يصمد طويلا, مقارنين حالته بصوت شعبان عبد الرحيم, الذي سرعان ما هدأت زوبعته الغنائية, بعدما اعجب به الكثيرون, وها هو الان ليس لديه أي جديد سوي الكثير من ال' هييييييه' محشوة بقليل من الكلام المسجوع.. كان اخرها اغنية الريس.. فقد شخصوا حالة نادر ابو الليف علي انه الجزء الثاني من انحطاط الاغنية المصرية وترحموا علي زمن كان فيه عدوية هو اللون الشعبي الوحيد, مؤكدين أن اعجاب الناس به سيتلاشي بالتدريج عند عدم مبالاة الاعلام به.. وهو ما تمنوا حدوثه. كان اول ظهور اعلامي لنادر ابو الليف- وبالمناسبة اسمه الحقيقي احمد- مع ايمن بهجت قمر في برنامج مصر النهاردة, بعده بيوم كان ضيفا علي نجومfm, ثم القاهرة اليوم مع عمرو اديب, ثم توالت بعد ذلك الحوارات الصحفيه والتليفزيونية معه, حتي ان صفحته علي الفيس بوك كانت تنوه دائما عن اللقاء الذي سيجمعهم به في برنامج جديد, فكتب مثلا ميعاد حلقته مع عمرو اديب في( القاهرة اليوم), ونوه عن حوار له مع معتز الدمرداش في(90 دقيقة), ولميس الحديدي( في قلب مصر), كلها كانت دعاية استغلها ابو الليف ومدعميه ليقول بها' نحن هنا' وليثبت بها أن ما لديه سيقدمه رغم انف الجميع, وسط صافرات وتصفيق الاعجاب قدر المستطاع خصوصا ان التليفزيون والصحافة يوفران له ذلك إلي الان, لما لديه من مدعمين اقوياء كشركة ميلودي و ايمن بهجت قمر والملحن تيمو كشركاء في الانتاج..