لكل واحد إذا حلم مشروع أو غير مشروع، ويعمل علي تحقيقه بأية طريقة كما كتبت بالأمس.. ولكن تحقيق الحلم ليس له قاعدة واحدة.. وقد يتحقق حلم كبير، ولا يتحقق آخر صغير.. فما هو الطريق الصحيح؟ ومتي يقول الإنسان لقد سعيت كثيرا لتحقيق الحلم، وهذا يكفي؟ الرؤية المتزنة تقول: إعمل لتحقق حلمك، واسع وراءه دون أن تفقد أخلاقياتك ولا مبادئك التي تؤمن بها، ودون أن تفقد احترامك لنفسك.. واسع وراء حلمك دون أن تفقد صحتك التي لا يمكن أن تعوضها والمقصود بالصحة: الجسدية والنفسية.. أما بالنسبة لأي مدي تسعي وراء حلمك! إلي أن تبدأ في الشعور بأن حلمك يسيطر عليك وليس العكس.. إذا وجدت نفسك مسخرا لحلمك، ولا تستطيع أنت أن تتحكم فيه ، فتوقف فورا.. لأنك أهم من حلمك حتي إذا كان حلما مشروعا.. ولأن حياتك أقصر وأثمن من أن تسلمها لحلم مهما كانت قيمته، أو تضيعها من أجله.. وقل (لا) لكل ما قد يحقق حلمك ويطمس ذاتك.. وقل (كفي) إذا حققت من حلمك جزءاً ولو كان بسيطا حتي تعطي نفسك فرصة لتفرح بما حققت.. أما ماهية (حلم كبير لناس كتير) فهو ببساطة: حياتك.. واقعك.. فأنت حتي إذا لم تحقق أيا من أحلامك، وكنت قد جربت أكثر من طريقة وفشلت في تحقيق هذا الحلم أو ذاك، أنظر إلي حياتك الواقعية.. وإحص كل ما فيها من نجاحات، وإنجازات، واستقرار، وابعد عن المناطق السلبية، وركز فقط علي الإيجابية.. وبعد أن تجمعها كلها معا، لا تقارنها بأحلامك بل أنظر لها في إطار أحلام الآخرين.. إذا أحسنت الجمع ثم الرؤية الصائبة ستكتشف الحلم الكبير الذي يحلم به كثير من الناس.. إنها حياتك - واقعك حلم كبير لناس كتير.. (ناس كتير) تحلم بتحقيق جزء من واقعك أنت.. من نجاحك العملي.. أو استقرارك الأسري.. أو صحتك.. أو حتي حظك.. كثيرون يرون أبسط ما في واقعك حلما كبيرا بالنسبة لهم.. بيتك المستقل.. نجاح ابنك الدراسي.. عملك الثابت - حتي لو لم يكن كبيرا.. كل واحد من هذه يعتبر حلما لكثيرين.. قد تكون أحلامهم بسيطة جدا بالنسبة لك، ولكن حياتك بالنسبة لهم حلم كبير. لو بطلنا نحلم (مش هنموت ولا حاجة).. قد يعتقد البعض أن هذه دعوة للكسل ولكنها ليست كذلك هي دعوة للتعلم.. أن نستمتع بما لنا أكثر من السعي وراء ما ليس لنا.. هذا الفكر يملأنا بالسعادة التي تأتي من الرضا بما لنا.. ومن خلال هذا الفكر نتعلم أن نقدر أبسط الأشياء فنسعد بمكالمة من صديق، أو رسالة موبايل في مناسبة، أو ابتسامة طفل بدون مناسبة، أو زرقة السماء.. فالسعي وراء الأحلام - حتي وإن كان محمودا - يأخذ وقتنا، ويسرع خطواتنا، ويشغل تفكيرنا، فلا يعطي لنا فرصة الإستمتاع بحياتنا ورؤيتها من منظور جديد ومثمر وحقيقي.. أن حياتنا هي (حلم كبير لناس كتير)..