اليوم 28 فبراير من عام 2010 هو يوم يساوي يومين.. فهو في كل السنوات البسيطة أي غير الكبيسة يحسب بيومين: 28-29 فبراير.. وذلك لأن كل أحداث يوم 29 الذي لا يأتي إلا كل أربع سنوات مرة واحدة، يتم التعامل معها في يوم 28 فبراير في السنوات البسيطة.. وفي الأوراق الرسمية يتم الاعتراف بيوم 28 بديلا عن 29 أيضا.. إذا هو يوم بيومين.. ولا تقف طرافة يوم 28 فبراير عند هذا الحد فحسب بل هناك الكثير عنه.. وأول سؤال قد يتبادر إلي الذهن هو ما الذي يجعل شهر فبراير ينتهي بيوم 28 أو 29 بالرغم من أن الشهور الأخري جميعها تكون إما 30 أو 31 يوما؟ تبدأ القصة عندما عرفت البشرية خطأ الحسابات الفلكية القديمة واكتشفوا أن السنة هي 365 يوما وست ساعات إلا بعض الدقائق.. ولذلك قرر يوليوس قيصر في عام 45 قبل الميلاد أن يضبط السنة ويزيد يوما واحدا كل أربع سنوات حتي يكون التقويم دقيقا.. ولما كان شهر مارس هو بداية السنة الرومانية، فقد أضيف اليوم الزائد إلي آخر الشهور ألا وهو شهر فبراير.. والطريف أيضا أنه يقال إن يوليوس قيصر جعل الشهر المدعو باسمه وهو شهر (يوليو) 31 يوما.. ولكن أوغسطس قيصر الذي سمي شهر (أغسطس) علي اسمه هو الآخر لم يقتنع بأن يكون عدد أيام أغسطس أقل من عدد أيام يوليو، فقرر أن يأخذ من فبراير يوما ويضيفه لأغسطس.. وبدلا من أن يكون فبراير 29 أو ثلاثين يوما، صار إما 28 أو 29 يوما فقط.. وأصبح شهر أغسطس 31 يوما!! قد لا تكون هذه القصة دقيقة ولكن المؤكد هو أن فبراير صار الشهر الأقل أياما وتغير موقعه من الشهر الثاني عشر إلي الثاني فقط.. ولكن عام 1582 شهد ضبطا جديدا عن طريق البابا في روما وهو التقويم المعروف الآن باسم التقويم الجريجوري نسبة إلي البابا.. وهو المعمول به في كل أنحاء العالم تقريبا.. ولا يختلف هذا التقويم كثيرا عن التقويم الروماني سوي في أنه أكثر دقة في حساب الدقائق القليلة الناقصة عن الساعات الست التي تزيد علي ال365 يوما كل عام.. وهو حساب معقد ودقيق للغاية وبالعمل به تتساوي السنة الشمسية تماما مع السنة المصرية القديمة. وهذا بالنسبة لي هو أطرف وأجمل وأخطر مدلول لليوم.. فبعد أن احتار الرومان ق.م، وذهب وراح الملوك والباباوات ومرت قرون طوال وجاء القرن السادس عشر بعد الميلاد, اكتشف العالم تقويما دقيقا جدا جدا.. كنا نحن هنا في مصر قد عرفناه قبلهم بقرون.. فقد اكتشف أجدادنا المصريون القدماء تقويما فلكيا مضبوطا دقيقا غير مسبوق مكنهم بسهولة من بناء معبد أبوسمبل والتحكم في دخول الشمس علي وجه رمسيس في 22 فبراير، و22 أكتوبر.. كما عرفوا أن أمشير هو أبو الزعابير قبل أن يعرف العالم فبراير.. هو يوم بيومين فعلا.. عرفنا فيه أن لنا تاريخا يساوي الكثير.. ليتنا نحترمه..