التقويم المصري القديم الذي وضعه المصري منذ آلاف السنين جاء من ملاحظة الفلاح العلاقة بين اكتمال فيضان النيل عند بلدة الفنتين أسوان حاليا في الجنوب. أو عند مدينة منف في الشمال, وبين ظهور نجم الأبرق في الأفق الشرقي عند السحر قبل شروق الشمس, ولاحظ المصري القديم أن الفترة الزمنية التي تفصل بين ظهور هذا النجم مرتين متعاقبتين365 يوما, فتوصل إلي السنة الشمسية المكونة من365 يوما, والشهر المكون من30 يوما, واليوم المكون من24 ساعة, فقسم السنة إلي12 قسما متساويا( أو شهرا) بفارق5 أيام اعتبرها تكميلية وخصصها للأعياد وسماها النسيء كشهر صفير للسنة البسيطة, والسنة الكبيسة تأتي كل3 سنوات بسيطة, فتزيد عدد الأيام إلي6 أيام, ويقول الدكتور عبدالمحسن العبادي في دراسته من الإعجاز الإلهي: إن المصريين القدماء أطلقوا علي كل شهر اسم أحد الآلهة المصرية القديمة, وكانت رأس السنة المصرية شهر توت الذي أطلقوه تخليدا للمعلم الأول توت أو تحوت الذي اكتشف هذه الملاحظات وهو يوافق11 سبتمبر لمدة3 سنوات و12 سبتمبر في السنة الرابعة, واستمر ذلك لآلاف السنين وأطلقوا عليه عيد رأس السنة عيد وفاء النيل وعيد الفلاح, ولايزال الفلاح المصري يستخدم هذا التقويم في زراعاته, كما ألفوا أمثلة شعبية مناسبة وظروف ومسمي كل شهر, وكان التقويم المصري القديم وما يقابله من الأشهر الميلادية في الفصول الأربعة وتبدأ بالخريف حيث الفيضان( يواكب21 سبتمبر), وأوله شهر( توت) وقالوا رية ولا تفوت, أي لا تترك فرصة ري الأرض تمر, وفي أكتوبر يأتي الشهر الثاني بابة وقالوا: ادخل واقفل البوابة, وفي نوفمبر شهر هاتور أبو الدهب المنثور( القمح والحبوب), وفي الشتاء من21 ديسمبر هو موسم البذر, يقابله شهر كيهك وقالوا صباحك مساك( لقصر النهار), أو تشيل إيدك من فطارك تحطها علي عشاك, ومع يناير شهر طوبة قالوا تخلي الصبية كركوبة, وفبراير يأتي شهر أمشير أو الزعابيب تخلي الجلد علي الحصير, وموسم الحصاد مع الربيع منذ21 مارس يأتي شهر برمهات قالوا روح الغيط وهات( حصاد المزروعات), وفي أبريل شهر برمودة قالوا دق العمودة( شهر الطحن), ومايو مع شهر بشنس اكنس الغيط كنس( شهر الدرس), وفي الصيف ولاسم الفيضان من21 يونيو معه شهر بؤونة قالوا بؤونة الحجر لشدة الحرارة, ويوليو معه أبيب طباخ العنب والزبيب, وأغسطس الشهر الأخير مسري تجري فيه كل ترعة عسرة( جافة) ثم النسيء. وقال تعالي: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم, وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين صدق الله العظيم( التوبة36).