مريم ومصطفي.. يتيمان والدهما علي قيد الحياة

ليس اليتيم من رحل أبواه وإنما من هم في الحياة وخلفاه ذليلا.. إن اليتيم هو الذي له أم تخلت أو أب مشغول! فدور الأب والأم لا ينتهي مع لحظة الميلاد.. فإذا ما بذلا جهدهما في غرس مبادئ التربية الرشيدة فلا تثريب عليهما وأما إذا تخلي أحدهما عن الدور الذي أوكل إليه من قبل الخالق كان لسان حال الأبناء هذا ما جناه أبي وما جنيت علي أحد. وفي هذه القصة جني الأب علي الأسرة بأكملها فلم يقتصر ظلمه لنفسه ولأم أبنائه وإنما امتد لنبتته فلذة كبده مصطفي ومريم سيد علي فينوب عنهما الجد عبدالمنعم أحمد محمد 68 سنة في سرد قصتهما فيقول: تزوجت ابنتي من رجل يعمل موظفًا في إحدي شركات القطاع الخاص وهو حينها كان ذا خلق حميد ويتمتع بسمعة طيبة ولكن مع ميلاد طفلهما الأول مصطفي تبدلت خصاله وصار يتناول مواد مخدرة وكانت ابنتي تلقي بها في القمامة أو في المصرف حتي تمنعه عنها فما كان منه إلا أن رحل عنها وهي في أشهر حملها الأخيرة مما تسبب في ارتفاع ضغط الدم وإصابتها بتليف في الكبد والكلي وأخيرا تسمم الحمل وأنجبت طفلتها قبل موعدها بشهرين فجاءت مريم إلي الدنيا وهي غير مكتملة النمو فلم يتجاوز وزنها 750 جرامًا وظلت بالحضانة حتي وصل وزنها لكيلو ونصف الكيلو، أما ابنتي فقد توفاها الله وهي توصي الجميع برعاية طفليها.
يضيف الحاج عبدالمنعم أن الأب بعد فترة وقع تنازلا منه لخال الطفلين لرعايتهما وهرب دون السؤال عنهما أو رؤية طفلته التي لم يرها حتي الآن ويطمئن علي حالتها الصحية فالطفلة ظلت حتي فترة قريبة تحت الرعاية الطبية من الناحية الصحية والغذائية وبفضل الله وبها حياة جديدة.
كل ما مضي ليس مهماً بقدر الحديث عن مستقبل الطفلين فيقول الحاج عبدالمنعم إنه لا أحد يرعاهما بعد رحيله وزوجته وإن كان الأعمار بيد الله وحده ولكن حتما يجب عليه الاستعداد لذلك اليوم فقام برفع دعوي قضائية علي الأب يلزمه بنفقات طفليه ولكنه فشل في العثور عليه لتنفيذ الحكم وحاول أن يوفر لهما مسكنا لرعايتهما، حيث إن منزله إيجار ويحق لصاحب العقار طردهما في حالة وفاته، فضلا عن كون جدتهما مريضة بالفعل ولا تقوي علي عبء رعايتهما وتقدم شكوي إلي وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الإسكان ولكنهم أخطروه بأنه لا توجد وحدات سكنية يمكن أن تمنح لطفلين ومع الأسف لا توجد دور رعاية للأيتام يمكنها أن تكون رحيمة بهما كالأهل لذا فهو يناشد المسئولين بتوفير وحدة سكنية للطفلين تأويهما إذا ما وافته المنية.
للمساعدة المادية أو المعنوية عبدالمنعم أحمد محمد 6 أكتوبر مجاورة 7 عمارة 118 شقة 3 ت: 38339782