سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأربعاء 19 يونيو 2024    وزير المالية: 120 مليار جنيه تسهيلات تمويلية للأنشطة الإنتاجية الزراعية والصناعية والسياحية    الدولار يصعد مع تزايد الرهانات على خفض وشيك للفائدة    وفاة جديدة بين سيدات الغردقة أثناء أداء مناسك الحج.. وأسرتها تقرر دفنها في مكة    فعالية «توظيف مصر» برعاية «التحالف الوطنى»    أسعار البيض اليوم الأربعاء    «مصر للطيران» تبدأ جسرها الجوي لنقل حجاج بيت الله الحرام إلى أرض الوطن    رئيس البحوث الزراعية يتفقد البرامج البحثية للذرة والقطن والمحاصيل بمحطة سخا    حقق إصابات مؤكدة.. حزب الله ينفذ هجوما على جيش الاحتلال بالمطلة    حزب الله يعلن شن هجوم بطائرات مسيرة انقضاضية على مواقع للجيش الإسرائيلي ببلدة المطلة    الحوثيون: غارات أمريكية بريطانية تستهدف مجمعا حكوميا في مديرية الجبين    القناة 12 الإسرائيلية: الجيش لا يزال بعيدا عن تحقيق مهامه برفح    زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب المناطق الشمالية في باكستان    بعد تراجع الإمدادات الأمريكية.. هل تعود أوروبا لشراء الغاز الروسي؟    تحليل مخدرات وانتداب الطب الشرعي.. 6 قرارات في حادث مصرع مشجعتي الأهلي    أمين عمر لبيراميدز.. حكام مباراتي اليوم الأربعاء في الدوري المصري    أول تعليق من اللاعب محمد الشيبي على قرار المحكمة الرياضية الدولية | عاجل    برشلونة يحسم موقفه النهائي من حسم صفقة نجم منتخب إسبانيا    بعد وصف وزارة العمل علاقتها بمصر بأزهى العصور.. تعرف على المنظمة الدولية    طقس رابع يوم العيد.. شديد الحرارة على مراكز وقري الشرقية    الزراعة: جاهزون لاستقبال الزوار في الحدائق العامة.. والموجة الحارة أثرت على الإقبال    القبض على سائق السيارة المتهم بصدم مشجعتي الأهلي ببرج العرب    عصابة الماكس.. أفراد تخلت عنهم العائلة وجمعتهم الجريمة    الجمعة.. هاني شنودة يشارك أوركسترا وتريات أوبرا الإسكندرية الاحتفال بيوم الموسيقى العالمي    تفاصيل القبض على المغني الأمريكي جاستين تمبرليك بسبب القيادة تحت تأثير الكحول    «ولاد رزق.. القاضية» يحطم الأرقام القياسية بتحقيق أعلى إيرادات خلال أسبوع    الحب اليومين دول    مسجد قباء بالمدينة المنورة مقصداً لضيوف الرحمن بعد المسجد النبوي    ماذا تفعل عند زيارة مقام النبي؟.. 10 آداب واجبة ودعوات مستحبة في الروضة    عاجل.. مفاجأة صادمة في تقرير حكم مباراة الزمالك والمصري.. «جوميز في ورطة»    تنسيق الجامعات 2024.. قائمة الجامعات الخاصة المعتمدة بوزارة التعليم العالى    سعر الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 19 يونيو 2024 للتجار ولجميع الموزعين والشركات    خلافات أسرية.. تفاصيل التحقيق مع المتهم بقتل زوجته ضربًا في العمرانية    استشهاد 7 فلسطينيين فى قصف إسرائيلى على شمال غربى مخيم النصيرات وغزة    أثار الذعر في الساحل الشمالي.. ماذا تعرف عن حوت كوفييه ذو المنقار؟    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. رابع أيام عيد الأضحى 2024    المحافظ والقيادات التنفيذية يؤدون العزاء فى سكرتير عام كفر الشيخ    انطلاق احتفالات دير المحرق.. بحضور 10 آلاف زائر يوميا    هل الأموات يسمعون كلام الأحياء؟ دار الإفتاء المصرية تكشف مفاجأة    سورتان للمساعدة على التركيز والمذاكرة لطلاب الثانوية العامة    أجزاء في الخروف تسبب أضرارا صحية خطيرة للإنسان.. احذر الإفراط في تناولها    بعد 17 عامًا من طرحه.. عمرو عبدالعزيز يكشف عن مفاجأت من كواليس «مرجان أحمد مرجان»    «ثورة أخيرة».. مدينة السلام (20)    الحكومة الجديدة والتزاماتها الدستورية    ملف يلا كورة.. انتصار الأهلي.. جدول مباريات الليجا وبريميرليج.. وفوز تركيا والبرتغال في يورو 2024    «المصرى اليوم» وزيادة التوعية النفسية المجتمعية    احتفالية العيد ال 11 لتأسيس ايبارشية هولندا    عودة محمد الشيبي.. بيراميدز يحشد القوة الضاربة لمواجهة بلدية المحلة    لبيك يا رب الحجيج .. شعر: أحمد بيضون    مصرع مسن واصابة اثنين في انقلاب سيارتين بالغربية    «بايدن» يستنجد ب«المستنجد»!    مكتب الصحة بسويسرا: نهاية إتاحة لقاح كورونا مجانا بدءا من يوليو    المراجعة النهائية لمادة اللغة العربية لطلاب الصف الثالث الثانوي.. نحو pdf    حظك اليوم.. توقعات برج العذراء 19 يونيو 2024    علامتان محتملتان للإصابة بالسرطان في يديك لا تتجاهلهما أبدًا (صور)    تصدُر إسبانيا وألمانيا.. ترتيب مجموعات يورو 2024 بعد انتهاء الجولة الأولى    بعد وفاة العشرات خلال الحج بسببها.. كيف يمكن أن تكون ضربة الشمس قاتلة؟    الصحة: ترشيح 8 آلاف و481 عضو مهن طبية للدراسات العليا بالجامعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر والجزائر
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 16 - 02 - 2010

هل أستمر في محاكمتي للنص وصاحبه.. طيب، إذا كنت تظن كما تقول، فكيف تكتب بأن بوفري كاتب وأنا سمعت منه كثيراً! لقد اوقعت نفسك بنفسك يا هيكل.. هل أنت قارئ ما كتبه بوفري؟ أم قرأت ما تُرجم لك من نصوص نقلا عن بوفري؟ أم أنت سمعت منه ذلك شخصياً بعد كده؟ أين سمعت منه ذلك ومتي؟ ومرة أخري أنت مضطرب جداً بين بوفري قائل أم بوفري كاتب؟ طيب متي قال الجنرال أليي رئيس الأركان لبوفري بتأسيس خطة حملة علي مصر؟ متي كان ذلك؟ ومتي هيطلع الانجليز؟ وأي فراغ سيكون؟ ومتي مصر ستنطلق تساعد الثورة الجزائرية؟ هذا الكلام متي قيل حتي نتأكد من صحته؟ يقال إنه قيل والثورة الجزائرية قد انطلقت.. وهل فرنسا ستنتظر شهوراً طويلة حتي تنطلق مصر لمساعدة الثورة؟ ألا تعلم فرنسا أن انطلاق الثورة كان قد رتّب له منذ زمن، وانه قد أعدّ له في القاهرة؟
دعونا نتوقف عند نص آخر لنري كيف أن مصر خانت فرنسا.. يقول: "وأنا لما كنت باتكلم مع بوفري ومع غيره من الجنرالات وجنرال جالو منهم مثلا كل الناس يعجبوا كيف دخلت مصر في موضوع الجزائر وهنا كان في عند الفرنسيين وتتحس قوي أنه في نوع من اللي ممكن يعتبروه شبه خيانة من مصر هم يتصوروا أن عندهم علاقات مع مصر وإنها من نوع معين وصحيح حصل انقطاع بعد 23 يوليو وحصل تغير في النخب إلي آخره لكنه ده لا ينعكس علي مصر هم بيحبوا أو بقي عندهم نوع من الهوس بمصر وده حقيقة يعني لكن بمصر معينة مصر فرعونية وآثارها وتأثيرها في الأمبير إلي آخره ونابليون كل الحاجات كثير قوي مختلطة أساطير مختلطة ببعضها لكن يتصوروا أن عندهم حق في مصر".
أنا مجرد اتساءل: ما فائدة كل هذا اللغط والاعادة والتكرار؟ ما دخل نابليون؟ والهوس بمصر؟ وما معني اساطير مختلطة؟ ما شبه الخيانة؟ اتمني علي هيكل وهو الذي مغرم باستعراض عضلاته من خلال الوثائق أن يكون قد رجع إلي الوثائق.. إن قسما من وثائق عام 1956 قد كشف عنه عام 1986، وسيري أن تبلور التحالف البريطاني الفرنسي ضد العسكريين الانقلابيين قد جاء قبل سنتين من الانفجار عام 1956، وكيف أن ونستون تشرتشل نبه انتوني ايدن ألا يثق بضباط خانوا الشرعية وتسلموا حكم البلاد: وكيف أن الفرنسيين هم الذين عرضوا علي البريطانيين التحالف بعد أن وجدوا أن موارد القناة التي ساهموا في بنائها ستذهب إلي ثوار الجزائر! فأي خيانة واي حق واي هوس عندهم بمصر؟
كيف غابت عنكم مسألة الجزائر؟
يقول: "ونحن سوف نوجه تهديد لفرنسا ذاتها دي مش مستعمرة النقطة اللي كانت غائبة عننا كلنا في ذلك الوقت أقصد غائبة عن السياسة المصرية أنا باتكلم باقول كلنا باسهل الرواية يعني اللي غائبة عن السياسة المصري هو... إن الجيش الفرنسي بالدرجة الأولي في الجزائر ما هواش جيش محتل لا يعتبر نفسه تقليديا جيش محتل لكن الموجودين فيه يعتبروا إنهم في فرنسا... هذه كانت معركة وإحنا أظن في مصر لم يكن أحد يدري أو يتفهم بالضبط أن هذه ليست المغرب وأن هذه ليست تونس وأنه حتي هذه ليست فيتنام البعيدة..".
كيف فاتكم ذلك؟ الم يقرأ أحد منكم تاريخ فرنسا مع الجزائر؟ كيف هذه النقطة تغيب عن أصحاب قرار مصر في أشد المراحل خطورة؟ فاذا كانت هذه قد غابت عنكم، فكم من الحاجات الاخري قد غابت من التي كانت اخطر بكثير؟ كيف يغيب مثل هذا التمييز عن السياسة المصرية؟
كيف تساوون الجزائر بتونس أو المغرب أو المصيبة حتي فيتنام؟ الكل يعرف أن فرنسا احتلت الجزائر منذ عام 1830، أي كان قد مضي اكثر من 124 سنة علي احتلالها عندما اندلعت ثورتها المعاصرة.. وكل مؤرخي مصر يعرفون أن احتلالها كلف كلاً من الفرنسيين والجزائريين الكثير.. فكيف كانت السياسة المصرية ترسم خطوطها، إذا كانت مثل هذه تغيب عنكم؟
بعد أن يحكي هيكل قصة الثورة الجزائرية وعجز الحكومات الفرنسية عن المواجهة والتخبط الذي اصابها، ومجئ الجنرال ديجول إلي السلطة عام 1958 اثر انقلاب عسكري قام به جنرالات الجزائر وأن الجمهورية الرابعة بفرنسا كانت تائهة.. وان مكانتها كدولة في أوروبا قد اهتزت يرجع يقول بالنص:".. ألمانيا بدت تبقي ترجع تاني ألمانيا قوة وفرنسا في ذلك الوقت كارهة لانجلترا عندها نوع من الاحتقار كده لأميركا وعندها نوع من الأوهام مع مصر وعندها نوع من الأوهام في أوروبا وعندها ألمانيا بتطلع جنبها وعندها إنجلترا في شمالها نتيجة ده إن باريس فعلا ما كانتش لم تكن هناك حكومة قادرة فرنسا وأنا يعني أكاد أقول إن أنا شفت كل الناس شفت رؤساء الجمهورية الفرنسية كلها الرابعة والخامسة فيما بعد وشفت معظم رؤساء وزرائهم وتكلمت معهم كلهم فرنسا هنا مش قادر أتصور... الوجع الفرنسي هم مش قادرين ينسبوا ما يواجهه في الجزائر..".
أوهام فرنسا أم أوهام هيكل؟
يبدو لي أن هيكل يتحدث قليلا بشكل مرضٍ نظرا لأنه يعتمد علي مادة كان قد سجلها أو نقلها من مكان ما.. وفجأة يدخل نفسه شخصيا، فيخلط علينا الامور عاليها واطيها.. كنت تتحدث عن فرنسا وما كانت تلاقيه من مشكلات الثورة الجزائرية.. فما دخل المانيا ترجع قوة؟ وكيف أن فرنسا في ذلك الوقت كارهة لانجلترا؟ الجواب كما تقول الوثائق هو بالنفي، فبريطانيا حليفتها في الحرب الثانية.. وبعدين بأي منطق سياسي دولي تتحدث يا هيكل عن حب وكره بين الدول؟ إنها المصالح التي تجمع كلاً من الدولتين الكبيرتين وكلتاهما تراقب ما الذي يفعله جمال عبد الناصر بمصر.. أي احتقار فرنسي هذا لأمريكا؟ أي أوهام فرنسية مع مصر؟ وأي أوهام مع أوروبا؟ كيف لم تكن في فرنسا حكومة قادرة؟ أعتقد أن احكامك خاطئة بدليل انك شفت كل الناس! ما معني شفت كل الناس؟ وشفت رؤساء فرنسا كلهم فيما بعد؟ وشفت أيضا معظم رؤساء وزرائهم؟ ولم ترهم فقط، بل تكلمت كلهم معهم كلهم؟ هنا أسأل هيكل: ما دمت قد شفتهم كلهم وتكلمت معهم كلهم.. لماذا لم نجد لك أي ذكر في ادبياتهم ومذكراتهم أبدا؟ وانا اتحداك إن أظهرت مراسلاتهم الشخصية لك بالذات! ولا ادري هل هؤلاء كلهم لا شغلة ولا مشغلة لهم إلا استقبالك وصرف الساعات الطويلة معك؟ لا أنفي عنك أنك ربما حضرت مؤتمراً صحفياً كبقية الصحفيين العرب.. أو رافقت وفدا بتكليف رسمي من قبل المسئولين المصريين.. أما أن تكون علي علاقة وثيقة مع رؤساء فرنسا ورؤساء حكوماتها، وشفتهم وشافوك.. فهذا لا يصدقه أحد أبداً! انك لو تبقي تنقل ما سجلته عن كتب كتّاب إنجليز وأمريكان وفرنسيين.. أفضل بكثير مما لو تدخل نفسك علي الخط وتبعثر كل الأمور.. اننا نعرف من أي كتاب تنقل معلوماتك وبالنص المترجم بما قاله سوستيل مثلا عن عبدالناصر وكيفية قطعه أذرع الاخطبوط، ولا يكفي قطعها بل علي الفرنسيين أن يحطموا رأس الاخطبوط ورأس الاخطبوط في القاهرة.. إلخ من الاحداث والأقاويل التي تنقلها أو ينقلها لك غيرك ممن تعتمد عليهم من دون أن تعرف ربما من أين ينقلون لك مثل هذا الكلام.. كان عليك أن تقول للناس إنني يا ناس أنقل هذا الكلام عن المؤرخ مورييه أو المؤرخ لاكوست أو مذكرات سوستيل.. إلخ.
الأسطوانة المشروخة
كنت تتحدث عن التعبئة العسكرية وانت تنقلها أو تنسخها مترجمة ولكن بأسوأ صورة.. فاذا بك تعود إلي طبيعتك من جديد.. تقول: "والحاجة الثانية هو هذه التعبئة السياسية اللي بتعملها إذاعات القاهرة في نصرة الثورة الجزائرية وأنه هنا في المشكلة الكبري أنا سمعت تفاصيل فيما بعد سواء من جنرال بوفري أو من كوف ديمورفيل علي الجنون إللي كان بيصيب اللي كان أصاب فعلا القيادة الفرنسية في الجزائر وهو عصبي إلي درجة أن يأخذ بعد كده تقريبا إيماءات صليبية نسمع كلام زي إللي بيتقال دلوقتي..".
إنهم تحدثوا عن التعبئة الاعلامية والسياسية التي جند لها عبدالناصر كل الخبرات والاموال، خصوصا اذاعة صوت العرب.. فجأة أيضا تعيد الاسطوانة من انك سمعت من جنرال بوفري أو من كوف ديمورفيل علي.. إلخ طيب، ما كنت تحكي علي الناس ما يترجمه لك طاقمك في مكتبك.. ما دخلك أنت مع بوفري وكوف ديمورفيل؟ وحالما تكمل الفقرة التي أدخلتها من عندك علي النص حتي تعود ثانية إلي القول: "يكتب سوستيل أو يقول سوستيل لحكومته يقول لها".. ثم تكمل وترجع تنتقد سوستيل.. لا مانع، انتقد سوستيل، إذ تقول: "أنه سوستيل تاني يشبه دائما إحنا كلنا في ثقافتنا ولما نتكلم في أي موضوع نتأثر.. قوي نتأثر قوي بالنماذج إللي نعرفها في ثقافتنا والتعبيرات ألاقي الجنرالات الفرنسيين يجدون في جمال عبدالناصر وعلي غير حق الحقيقة يعني نموذج أو صورة هوتشمن قاعد في شمال فيتنام بيساعد جنوب فيتنام في ذلك الوقت ويحرره لكن هو الخطر في هوناي (الصواب: هانوي) وليس في سيغرن (الصواب: سايغون) عند هوتشمن وليس عند القوات في الجنوب دائما في أحوال العجز وأحوال التخبط يحصل أنه الدول والحكومات تبرئ نفسها أو في رغبتها في تبرئة نفسها وتلقي اللوم علي كل الناس إلا هي إلا من يستحق اللوم.
هيكل.. ميتران والبرطمة السياسية
فجأة ينتقل هيكل من نقده سوستيل حتي يفاجئنا بقصته الرائعة مع ميتران، وكأنه بذلك يريد الرد علي من انتقده في "تفكيك هيكل "حول علاقته بالرئيس ميتران.. دعونا نسمع ما يقول: "وأنا فاكر مرات مع الرئيس ميتران وأنا برضه كان ضيفي في القاهرة ضيف الأهرام بس أنا اللي عزمه يعني وقعد معي في القاهرة 11 يوم وبعد كده بأشوفه باستمرار أنه كان دائما أنا كنت أقول له دائما اشتكي له أنه في مرات السياسة الفرنسية تتحرك قبل أن تفكر وأنا كنت باقول له مرات إن هذا مرض متوسطي عندنا وعندكم هو مرض بحر أبيض متوسط وهو أنا فاكر له تعبير مرة أنا كنت باسأله مرة وقت الحرب الأهلية في لبنان كان في قوات بحرية فرنسية تروح للشواطئ اللبنانية وترجع تاني وتروح وترجع تاني فبقول له مش فاهم هو كان رئيس جمهورية وقتها فقال لي معلش اعتبرها نوع من البرطمة السياسية من التشويح السياسي لأنه مرات الأفراد حتي عند الأفراد وعند الأمم يعجزها التعبير عن موقفها مرات فإما تشوح وإما تبرطم وإما الفرنسيين لما أي أحد فيهم يتضايق يبدأ ينفخ بكده بشفاه نوع من تنفيس عن الغضب يعني.. "(انتهي النص).
بالله عليكم ما دخل شعبان في رمضان؟ ما دخل ميتران بالموضوع؟ ماذا إذا كان ميتران ضيفك أو ضيف الاهرام؟ ماذا لو بقي 11 يوما أم 11 دقيقة؟ وأنت تشتكي لمين؟ تشتكي لميتران من السياسة الفرنسية.. يا سلام ما أعراض هذا المرض؟ مرض البحر الأبيض المتوسط؟ ومش فاهم عندما زارك وتسأله هو كان رئيس جمهورية وقتها أم لا؟ قوات بحرية فرنسية تروح وترجع للشواطئ اللبنانية.. وهي برطمة سياسية أو تشويح سياسي؟ يا سلام! وأن الفرنسي حتي يتضايق يبرطم وينفخ وينفّس من بين شفتيه.. يعني غير الفرنسيين ينفّسون أو ينفخون من مكان آخر؟ يا أستاذ هيكل.. معقول هذا الكلام؟ يا إمبراطور الصحافة العربية.. هل ميتران ينزل إلي هذا المستوي حتي يجيبك مثل هذا الجواب؟ وما هو مرض المتوسطيين يا هيكل؟ أري أن كل شعب متوسطي له صفاته ومزاياه وتبايناته.. ولكن كلها شأن، والشأن الاخر هو تنفيس الفرنسيين من براطمهم! كنت أتمني أن يكون ميتران حيا يرزق حتي نسأله عن هذه القصة التي لا يحبكها الا شخص واحد في هذا الوجود اسمه هيكل!
يرجع هيكل ليتحدث ثانية عن الموضوع بعد الفاصل الإعلاني.. يتحدث عن المخططات الفرنسية للتدخل في مصر.. ويرجع يعيد ما ترجم له عن تسلح إسرائيل من قبل الفرنسيين وصفقاتهم لها، وكيف أن فرقتين فرنسيتين بإمكانهما احتلال مصر.. حتي وصوله إلي ذكر شيمون بيريز. هنا يتوقف ليقول: "راح مدير وزارة الدفاع في ذلك الوقت شيمون بيريز صديق عدد كبير مش صديقي يعني لكن صديق عدد كبير جداً من ناس في مصر وبيعتبروه رسول سلام لكن هنا شيمون بيريز كان موجود كسكرتير وزارة الدفاع ومفوض من بن غوريون يبحث صفقة الأسلحة اللي هتعطيها فرنسا لإسرائيل هناك أحس بالجو القلق اللي في فرنسا بدأ يقعد شيمون بيريز ويعتبر إسرائيل بتدور علي قوة كبري تقف معها لأنه هي مصممة علي أن تجيء في مصر.. "(انتهي النص).
شيمون بيريز صديق عدد كبير جدا من المصريين!
يا أستاذ هيكل، شيمون بيريز ليس صديقك، ولكنك تقول إنه صديق عدد كبير جدا من ناس في مصر.. من هم أولئك الناس؟ كنت أتمني أن تحدد أسماء بعض اصدقائه في مصر.. وما معني هذا الكلام إذا كنت تتحدث عنه في الخمسينيات كونه مفوضاً من بن غوريون للبحث عن أسلحة من فرنسا.. ولا أدري هل حدثك أصدقاؤك أنت يا هيكل من الفرنسيين كما قلت وهم رؤساء جمهورية ورؤساء حكومات ووزراء عن حجم الاسلحة التي منحتها فرنسا لإسرائيل؟ أليس من الواجب أن عرف منهم معلومات كهذه وتسجلها إن كانوا فعلا أصدقاءك كما تقول؟ أتمني عليك يا استاذ هيكل أن تغير هذه النظرة الخاطئة التي وصمت بها عدداً كبيراً جدا من المصريين كونهم اصدقاء شيمون بيريز! لا أبداً يا هيكل إن شيمون بيريز لا يستطيع أن يجد صديقاً واحداً له من المصريين أو العرب.. ربما ثمة علاقات بينه وبين بعض القادة العرب بحكم مشروعات السلام.. والمرحوم ياسر عرفات كلنا يذكر أنه هو الذي مد يده ليصافح إسحق رابين، ولكن لا ليتخذه صديقا له، ولكن ذلك هو مجرد تعبير عن طريق السلام الذي اختاره العرب!
هل تعلمنا من الدروس شيئا؟
إذا كان هيكل يعشق أن يتكلم عن نفسه ما يريد، فلا يمكنه أن يتكلم عن الآخرين من وراء ستار! وأن هيكل لم يتعلم شيئا من الدروس التي مرت عليه كونه يري نفسه فقط، ولا يمكن أن يري كل الناس في مواقعهم الطبيعية.. انه يري نفسه اكبر من الآخرين، ولا يمكنه البتة التعلم منهم أبداً. أسألكم بالله سؤالاً واحداً فقط وأترك الجواب لضمائركم: هل يعقل أن يتكلم هيكل في هذا الموضوع المهم، خصوصا علاقة مصر بالجزائر من دون أن يستشهد بأي مؤرخ مصري أو جزائري؟ ما سر هذا التجاهل للمؤرخين والمثقفين العرب في توضيح عدة أمور؟ لماذا لا تصادق أي واحد منهم؟ لماذا لم تذكر جهودهم في الكشف عن حقائق ومعلومات جديدة؟ إن ما قدموه أكبر بكثير جداً مما قدمت يا هيكل!
انتظروا الحلقة القادمة
الكاتب.. مفكر عربي عراقي مقيم في كندا
وأستاذ في جامعات عربية وأمريكية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.