مباريات كرة القدم الأفريقية تشتهر منذ قديم الزمن باللجوء إلي السحر والسحرة كي يتم توجيه النتائج نحو الفوز علي المنافسين وتستعين كل فرقة علي الفريق الآخر بساحر القبيلة كي يتم تعطيل قدرات الفريق المنافس وتفكيك أوصاله وتمزيق شباك المرمي بعد فتحها علي مصراعيها حتي تدخل جميع الكرات الطولية والعرضية الواردة من داخل الصندوق أو خارجه أو من خلف خط الركن بل وقد يصل السحر إلي لاعبي الخصوم فيصابون بالشد العضلي والعصبي وأيضا يصيبهم حول العينين والأذنين وهذا أقل الاضرار المطلوب توافرها لكل الفرق المنافسة، ليس هذا من قبيل الخيال بل حدث في مثل هذه الدورة أن استعانت بعض الفرق الأفريقية بأعمال السحر والشعوذة وإلقاء الماء المسحور علي خط المرمي وقد يدفنون سم الفأر بين أقدام حارس المرمي كي تتعطل الكرة وتنسحب خارج حدود المنطقة بل وتعود لتودع نفسها في المرمي المقابل وتحرز هدفا في فريقها كما فعل أحد لاعبينا في مرمي مصر الذي يقف بداخله الحارس عصام الحضري. والواقع أن هذه المسابقة التابعة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم والتي تسمي بكأس الأمم الافريقية والتي استضافتها دولة أنجولا كان بها نوع آخر من السحر وبالقطع ليس بالسحر الأسود ولكنه نوع جديد من السحر يسمي بالسحر الأحمر الفرعوني المصري الذي له مفعول يضاهي ما يقال عن تأثير الزئبق الأحمر في استخراج الكنوز من شرنقة الغول كذلك ما فعلته الفرقة الماسية المصرية بقيادة حسن شحاتة والكرة في مصر بخير منذ عهد قديم أيام عائلة سليم ومن قبلهم الضيظوي وعبدالكريم صقر ومعهم أبورجيلة ومحمد لطيف والديبة ومن بعدهم الخطيب ثم حسام حسن وبالطبع أبناء هذا الجيل الذي تعرض لقليل من تشويه الصورة بفعل الإعلام الرديء والأموال المشبوهة ولكن أنصفتهم جهودهم المخلصة ودعوات أم المصريين في كل بيت وتشجيع البسطاء مع الكبراء من هذا الشعب. السحر الأفريقي الأحمر يتمثل في الفريق القومي المصري لكرة القدم الذي يرتدي الفانلة الحمراء ويلعب أمام كل الفرق الأفريقية من شمالها إلي جنوبها ومن شرقها إلي غربها، وما فعله ذلك الفريق الذي حاز علي بطولة القارة سبع مرات منها ثلاث مرات متتالية عام 2006 ثم 2008 وهذا العام علي التوالي وهو انجاز غير مسبوق بين جميع المسابقات في جميع القارات وهو الفريق الذي لم يتفوق عليه فريق آخر في السنوات السابقة، هو من قبيل السحر الفرعوني الأصيل الذي يعود الي عصر موسي وهارون وسحرة فرعون وصراع الحبال والثعابين، من كان منكم يصدق ما حدث من حصول عدد من اللاعبين علي جوائز منها أحسن لاعب وهو أحمد حسن والحضري في حراسة المرمي ووائل جمعة أفضل مدافع وكذلك جدو أفضل لاعب احتياطي وهداف الدورة والذي كان أحسن البدلاء لأحسن الهدافين وهو أبوتريكة الذي غاب للعلاج مع أكثر من لاعب من أعمدة الفريق، هذا الفريق المصري الذي تعرض للغوغائية الإعلامية والجماهيرية عند لقائه مع فريق الجزائر في مصر والسودان والذي تمددت حرارة لقاء الكرة الي حرارة المنافسة التي تطورت الي سلسلة من الاحداث المريبة والتي من أجلها تعكرت المياه السارية بين الدولتين منذ منتصف الخمسينيات وحتي عهد قريب بسبب مباراة بين عدة مباريات لكل من الفريقين. السحر الأفريقي كان حاضراً خلال كل المباريات وبخاصة مباراة الجزائر مع مصر والتي انتهت بنتيجة غير مسبوقة في عدد الأهداف وفي نوعية الأهداف بل وفي مسار المباراة ذاتها من حيث سوء الأداء واختلال السلوكيات من فريق الجزائر الذي كان انعكاسا لمنظومة إعلامية مريضة وتصرفات جماهير حمقاء لاتمارس سوي تشجيع العنف، صحيح أن العنف من سمات شباب الجزائريين ويمكن الرجوع الي مشاحناتهم في موانئ أوروبا وشوارعها وبالقرب من بيوت اللهو فيها، كذلك في مباريات الكرة بين الفرق الرياضية في الداخل والخارج، أيضا كان السحر الأفريقي حاضراً خلال المباراة قبل النهائية والتي أوضحت الفارق بين منتخبنا وفريق الناطحين وكلاهما من عرب شمال القارة علما بأن المصريين القدامي كانوا يسجدون أيضا ولكن في زمن يسبق عهد الرسالات وكان سجودهم للآلهة وللفرعون، كما أن فريق الناطحين قام بتوجيه الاتهامات برشوة الحكم تماما مثل اتهام من يفوز بتزوير النتيجة رغم أن الحكم أغفل في تقريره واقعة النطح مما أدي إلي عقاب الفيفا له علي تضييع حقه فيما حدث، ولقد وضحت الصورة السيئة لمنتخب الجزائر أمام ملايين المشاهدين فما بالك بآلاف المشجعين. ولقد كان للانجاز الرائع للفريق في أنجولا أثره الكبير علي نفوس كل الناس المهتمين بالكرة والمهتمين بسمعة مصر ومكانتها بين الأمم الافريقية والعالمية، ولقد كان الرئيس مبارك كعادته دائما بعيد النظر عندما قام بتكريم هذا الفريق كل مرة يصلون فيها إلي مطار القاهرة وفي هذا رمز دولة تحرص علي تقدير وتحفيز كل من يساهم في علو شأنها وفي رفع رايتها عالية خفاقة، كل المصريين أسعدهم ما حدث وبالتالي أسعد أيضا واحداً منهم ولكنه مسئول عنهم وفي موقع الرئاسة المتسقة مع أفراح وأحزان وآمال الناس وكما تألم المصريون من أحداث أم درمان وما كان في نجع حمادي أسعدتهم نتيجة مباراة نصف النهائي ثم المباراة النهائية وكما خرج آلاف المشجعين إلي الشوارع من فرط فرحتهم خرج رئيسهم الي المطار لاستقبال أبطال الكرة العائدين بعد تلك الملحمة وكانت الاسرة المصرية الكبيرة وفي وسطها الاسرة الرئاسية هم علي رأس المستقبلين. التصدي للتحدي هو عادة وطباع متأصلة في نفوس وضمائر المصريين جميعا ويحدث التصدي عند مواجهة التحدي سواء كان عقبة الامتحان أو مشكلة عملية في محيط العمل أو الحياة علي المستوي الشخصي أو الاسري أو الوطني ولقد حدث هذا عند بناء الاهرام في مصر القديمة حتي صارت من عجائب الدنيا السبع، كما حدث هذا عند فتح قناة السويس حتي تربط البحرين الابيض والأحمر في زمن العمل اليدوي، ثم حدث هذا عند حرب العبور عام 73 والتي كانت معجزة بكل المقاييس الحربية والعسكرية الحديثة والتي ستبقي في صفحات التاريخ تضيء مصر بل العالم كله ولو كره الحاقدون، ولقد أثبتت مصر دائما أن أفعالها وانجازاتها من قبيل أفعال السحر الابيض أو الأحمر ولكنه بالقطع ليس من السحر الاسود الذي تمارسه بعض قبائل العرب والافارقة من الموتورين والحاقدين.