وممكن يفعلها الساحر ويحرز الفريق هدفا زائدا من بلنتي مشعوذ في مرمي الفريق المسحور. وفي المقابل هناك فرق تستعين بمشايخ ودعاة لهم ثقل كبير في تعطيل السحر وفك المربوط وربط السائب، وغرس الطمأنينة في قلوب اللاعبين حتي لا يتوه هؤلاء اللاعبون عن الكرة أو تتوه هي عنهم، أو تزيغ أبصارهم وقلوبهم عن مرمي الخصم ، فيسددوا رميهم وتثبت أقدامهم علي الكرة فلا تراها إلا وهي عالقة بشباك الفريق الآخر بدعاء الوالدين. في ظل المنافسة الشديدة بين الفرق الرياضية للاستعانة بالسحرة أو الاستعانة بالمشايخ لتحقيق الانتصارات الكروية العربية في زمن عزت فيه أية انتصارات علمية أو اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية، فإنني أخشي أن يأتي اليوم الذي يعلن فيه بعض من هؤلاء السحرة والمشايخ بعد استئذان الفيفا طبعا- عن الاحتراف في الدوري الأوربي أو الانضمام للفرق الرياضية الخليجية أو الأهلي والزمالك، وتزيد أسعارهم بل تولع مثل ما ولعت أسعار كثير من اللعيبة، ويفرضون شروطهم علي أي ناد يفاوضهم للالتحاق بصفوفه، علي غرار المنافسة المحتدمة بين النوادي للاستحواذ علي لاعبين بعينهم، أو المنافسة الحامية بين القنوات الفضائية لجذب المطربين والمطربات وتوقيع عقود احتكار لهم لسنتين أو ثلاثة. في مباراة الفريق المصري مع الفريق الجزائري الشقيق التي أقيمت في القاهرة يوم السبت 14 من نوفمبر 2009 استعان فريق الجزائر بشيخ جاء معهم خصيصا من الجزائر خوفا من أن يقوم المصريون بعمل سحر لهم أمام المرمي أو تحت المنطقة التي يقف عليها الحارس، بما يفسد عليهم خططهم الكروية للفوز التاريخي، ويعطل المسيرة الحضارية لنيل التأهيلات المونديالية في أفريقيا الجنوبية. وأما الفريق المصري فقد استعان بالداعية الشيخ خالد الجندي قبل المباراة، الذي كشف للصحف أنه اتفق مع المنتخب المصري علي كلمة سر في المباراة مكنتهم من الفوز علي المنتخب الجزائري اثنين صفر، وقال إن فوز الفراعنة بهدفين نظيفين علي الخضر جاء استجابة لدعوات 89 مليون مصري وانه خطب الجمعة خصيصا للمنتخب الوطني واجتمع بهم مع الكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب، وانهم تابوا جميعا إلي الله توبة نصوح. جميل أن يتوب اللاعبون لكن الأجمل أن تتوب وتبتعد الجماهير الكروية عن التعصب الأعمي، وتتوب وسائل الإعلام والفضائيات عن الشحن الفارغ لهذه الجماهير، وإلا استعنا بالسحرة والمشايخ لربطهم ربطا محكما وكبح جماحهم عن أعمال التخريب والتنكيل بالآخرين.