تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما مجدداً بالعمل لإقناع الفلسطينيين والإسرائيليين علي استئناف محادثات السلام بعد أكثر من عام علي توقفها. وقال أوباما في لقاء جماهيري بمدينة تامبا في ولاية فلوريدا أمس الأول إنه يسعي إلي حل يمكن الإسرائيليين والفلسطينيين من العيش جنباً إلي جنب في سلام، مشدداً علي ضرورة أن يعود الطرفان إلي طاولة التفاوض. مضيفاً إنه "ينبغي أن نحث كلا الطرفين علي الجلوس إلي طاولة المفاوضات للتوصل إلي حل، كما ينبغي أن ندرك أن كلا الطرفين لديهما تطلعات شرعية ويمكن خدمتهما في حال مساعدتهما علي فهم بعضهما البعض"، وأوضح أن "إسرائيل حليف قوي للولايات المتحدة" مشيراً إلي أنه لن يتراجع عن مساعدة إسرائيل علي إبقاء شعبه آمنا. يأتي ذلك فيما رفضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أمس التعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية حول التحقيق بشأن تقرير "جولدستون" عن جرائم الحرب خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير علي غزة. وكانت السلطة الفلسطينية قد قدمت أمس الأول تقريراً أولياً حول طريقة التي ستعتمدها للتحقيق في جرائم الحرب المفترضة التي ارتكبت خلال الهجوم الإسرائيلي علي قطاع غزة الشتاء الماضي، كما أعلن المندوب الفلسطيني في الأممالمتحدة. وقال عضو البرلمان الفلسطيني عن حركة حماس يحيي موسي "إن حماس حضرت ردها في أكثر من 230 صفحة وسترسله إلي الأممالمتحدة، معتبراً أن السلطة الفلسطينية "غير مؤهلة". وكان رياض منصور المندوب الدائم لفلسطين لدي الأممالمتحدة قد قال في وقت سابق إنه أودع لدي الأمانة العامة للأمم المتحدة رسالة من رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ووثائق تتضمن خصوصاً "مرسومًا رئاسيا بانشاء لجنة تحقيق" مؤلفة من خمسة قضاة وخبراء قانونيين للنظر في الاتهامات الواردة في تقرير لجنة التحقيق الدولية برئاسة القاضي ريتشارد جولدستون حول حصول جرائم حرب خلال الهجوم علي غزة. وأوضح منصور أن الوثائق التي سلمها للأمانة العامة تتضمن أيضاً "تقريراً أولياً" لهذه اللجنة القضائية، رافضا اعطاء تفاصيل أخري عن التقرير. وشدد المندوب الفلسطيني علي أن الوثائق التي سلمها إلي الأممالمتحدة هي الرد الرسمي للحكومة الفلسطينية الرسمية. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أصدرت في الخامس من نوفمبر الماضي قراراً بأغلبية واسعة أمهلت فيه إسرائيل والفلسطينيين ثلاثة أشهر لبدء تحقيقات "ذات مصداقية حول مزاعم جرائم الحرب المرتكبة خلال الحرب علي غزة بحسب تقرير جولدستون. وتلقت الأممالمتحدة الجمعة أيضا رد إسرائيل الرسمي علي الاتهامات الواردة في تقرير جولدستون. وقد تضمن التقرير الإسرائيلي الواقع في 46 صفحة إشادة ب"استقلال" القضاء الإسرائيلي و"حيادته" وينفي أن يكون "الجيش الإسرائيلي قد قتل مدنيين عمداً"، كما يؤكد أن "كل شيء جري القيام به يلتزم الجيش بالشرعية الدولية" في حالات الحرب، كما قال مصدر حكومي غير أن إسرائيل لم تعلم حتي الآن عن تشكيل لجنة تنفيذاً لمطلب الأممالمتحدة.