بيننا وبين تحقيق أرقام كروية قياسية لم يسبق تحقيقها، ويصعب تحطيمها، خطوة واحدة في أنجولا، نصفها في مباراة الجزائر، والنصف الآخر لو فزنا بهذه المباراة الصعبة جدا. حديث الأرقام القياسية يبدأ بعدم الهزيمة في 17مباراة متتالية في كأس الأمم الأفريقية حتي مباراة الكاميرون، وهو رقم صعب يحتاج ثلاث أو أربع بطولات متتالية حتي يحققه أي فريق آخر. والرقم الثاني والأهم هو فوزنا بستة ألقاب أفريقية قارية، بينما من يلينا غانا والكاميرون فازت كل منهما بأربعة ألقاب فقط، والعودة بلقب جديد من أنجولا يدخلنا للقب السابع وهو رقم تحتاج فرقة مثل الكاميرون لثلاثة ألقاب لتحقيقه وهو أمر قد يستغرق سنوات عديدة. الرقم الثالث هو محاولة الفوز باللقب للمرة الثالثة علي التوالي، وهو رقم يتخطي حدود القارة الأفريقية حيث لم يسبق لأي دولة في العالم الفوز ببطولة قارية ثلاث مرات متتالية. لأجل كل هذه الإنجازات يخوض فريقنا الوطني مباراته الحاسمة أمام الجزائر اليوم، بأحلام مشروعة، ودعوات مواطنين مخلصين يبحثون عن إنجاز، ويتعلقون بالأمل حتي ولوكان مرتبطًا بالأرجل لا بالعقول. وفي المقابل فإن الخصم ليس بالهين، فهو فاز علينا مرتين في تصفيات كأس العالم الأخيرة في الجزائروأم درمان، وهو يتسلح بكتيبة من اللاعبين المهرة صغار السن، أي يجمع بين حيوية الشباب وفنون اللعبة.. ولديه أيضا تاريخ يقول إن مصر لم تفز علي الجزائر في أي مقابلة جرت بينهما خارج مصر.. لذلك فإن الفوز في هذه المباراة بالنسبة لنا يعني هزيمة التاريخ الكروي مع الجزائر وفتح كتاب جديد في المقابلات الخارجية للفريقين. والجزائر المتأهلة لكأس العالم للمرة الثالثة علي حسابنا، والفائزة بكأس الأمم الأفريقية لمرة وحيدة قبل عشرين عاما، تسعي لتكرار الإنجاز وإضافة لقب قاري ثان، وقطع مسيرة إنجازات الفريق المصري، خاصة أن آخر هزيمة للفريق الوطني المصري في البطولات الأفريقية كانت علي يد الجزائر في دوري المجموعات في البطولة الأفريقية التي أقيمت بتونس عام 2004 . هكذا تبدو صعوبة مباريات اليوم، فكل فريق يدخل إليها متسلحا بالتاريخ، ساعيا لإحداث إنجاز في الحاضر، يسجل له في المستقبل.. وكل فريق منهما مدجج بكتيبة من النجوم المميزين في اللعبة، ففريقنا الوطني هو من أعظم الأجيال التي شهدتها الكرة المصرية، ولا يضاهيه إلا جيل 1990 الذي عاد بمصر إلي كأس العالم.. أما الجيل الحالي في الجزائر فهو الأعظم موهبة وإنجازا لا يفوقه إلا الجيل الذي صعد لكأس العالم مرتين متتاليتين في 1982 و1984. وكل ما نرجوه من هذه المباراة التي سيكتب الفائز فيها صفحة جديدة في سجل إنجازاته أن تدور في جو رياضي بعيدا عن التعصب والتهييج.. خاصة أن أعين العالم تتابعها بشغف، وبدأت الصحافة الأجنبية في اجترار ذكريات مباراة أم درمان في محاولة لتأجيج الخلافات.. لكن يبدو أن لغة العقل هي المسيطرة حتي الآن في المعسكرين.. ونتمني أن تستمر.