المنتخب الوطني فاز ببطولة الأمم الأفريقية السابعة والعشرين عن جدارة واستحقاق، حقيقة تؤكدها الأرقام والأداء والنتائج، فالمنتخب الوطني هو الفريق الوحيد الذي فاز بكل مبارياته الست وهو صاحب أقوي خط هجوم برصيد 15 هدفاً وصاحب أقوي خط دفاع، حيث دخل مرماه هدفان فقط، وفي كل المباريات فرض المنتخب الوطني أسلوب اللعب الذي أراده حتي في مباراة الكاميرون، كانت الاستراتيجية واضحة وهي تأمين الجانب الدفاعي للحفاظ علي الهدف والاعتماد علي الهجمات المرتدة والتسديد من خارج منطقة الجزاء واستغلال أخطاء مدافعي الكاميرون. المنتخب الوطني فاز بفارق هدف واحد فقط في مباراة واحدة وحول تأخره بهدف أمام نيجيريا والكاميرون إلي فوز بالثلاثة، وتغلب علي أربعة منتخبات تأهلت لنهائيات كأس العالم 2010 وهي نيجيريا والكاميرون والجزائر وغانا، ورغم ذلك هناك من يقول: إن الحظ ساند المنتخب الوطني رغم أن أصحاب هذا الرأي لهم مقولة شهيرة، وهي أن الحظ لا يأتي إلا لمن يستحقه.. كيف يفوز فريق في ست مباريات بالحظ؟ فأصحاب هذا الرأي عليهم أن يعيدوا مشاهدة مباريات المنتخب مع الكاميرون والجزائر وغانا وسيرون أن المنتخبات الثلاثة فشلت في خلق فرصة واحدة للتهديف من جملة تكتيكية وكل المحاولات الهجومية كانت عن طريق التسديد من خارج منطقة الجزاء مما يعطي درجة امتياز لخطي الدفاع والوسط في أهم ثلاث مباريات في البطولة. المنتخب الوطني الذي أشاد به الجميع في بطولة 2008 لم يفز في كل مبارياته وتعادل مع زامبيا، والمنتخب الفائز ببطولة 2006 تعادل مع المغرب في الدور الأول ومع كوت ديفوار في المباراة النهائية قبل أن يفوز بركلات الترجيح، لكن منتخب 2010 فاز بكل مبارياته وأنهي 4 مباريات بالفوز بفارق هدفين، ومباراة بالفوز 4/صفر ومباراة بالفوز 1/صفر. منتخب 2006 اهتزت شباكه بهدف في مباراة الكونغو الديمقراطية في دور الثمانية وبهدف آخر في مباراة السنغال في نصف النهائي، ومنتخب 2008 اهتزت شباكه بهدف أمام أنجولا في دور الثمانية وبهدف أمام كوت ديفوار في نصف النهائي، لكن منتخب 2010 لم تهتز شباكه في مباراة الجزائر في نصف النهائي والمباراة النهائية أمام غانا. ألا يعتبر كل هذا دليلاً علي أن الفراعنة استحقوا الفوز بالبطولة عن جدارة ؟ حتي علي المستوي السلوكي كان المنتخب الوطني ممتازاً جداً وكل الإنذارات التي حصل عليها اللاعبون كانت في كرات مشتركة مع المنافسين ولم تحمل شبهة العنف المتعمد، وبالتالي كان المنتخب الوطني الأفضل من حيث الأداء والنتائج والسلوك، فمن غيره يستحق الفوز بالبطولة؟ المنتخب الوطني ضم عصام الحضري- أحسن حارس في البطولة- وأحمد حسن- أحسن لاعب- ومحمد ناجي «جدو»- هداف البطولة- أي أنه حصل علي كل الألقاب الفردية، ومن قبلها أحسن مدرب أفريقي وهو حسن شحاتة، صاحب الإنجاز التاريخي بالحصول علي اللقب ثلاث مرات متتالية كأول مدرب يحقق هذا الإنجاز في تاريخ البطولة منذ بدايتها عام 1957 وقد يكون آخرهم. الأرقام القياسية التي حققها المنتخب الوطني أصبحت صعبة التحطيم، فالكاميرون وغانا وكل منهما فاز باللقب أربع مرات يحتاجان سنوات طويلة حتي يتعادلا مع رقم الفراعنة، والفريق القادر علي الفوز باللقب ثلاث مرات متتالية لا وجود له حتي الآن والمدرب الذي يستطيع الفوز باللقب ثلاث مرات متتالية ودون هزيمة في 18 مباراة غير موجود وربما لم تلده أمه حتي الآن.