وكأن الأمر لا يخصهن من قريب أو بعيد لم يسمع أحد صوتاً لأي من العناصر النسائية في جماعة الإخوان المحظورة خلال الحرب الطاحنة التي دارت بين أجنحة الجماعة وأسفرت عن إقصاء مجموعة المحسوبين علي الإصلاح. بعيداً عن التعليقات الساخرة التي تتردد بين عناصر من الجماعة مثل صوت المرأة عورة أو ما شابه فإن الوحيد الذي تحدث عن مشاركة فعالة للمرأة في المراكز القيادية للجماعة بالمستويات العليا كان القيادي السكندري إبراهيم الزعفراني عضو ما يسمي بمجلس شوري الجماعة وذلك من خلال المذكرة التي تقدم بها للمرشد يطالب فيها بتمثيل المرأة في مكتب الإرشاد. الغريب أن مسألة تمثيل المرأة في مستويات الجماعة بدت وكأنها لا تخص الأخوات ففي الوقت الذي أبدت فيه جيهان الحلفاوي زوجة الزعفراني ما ذهب إليه زوجها فإن عددًا كبيرًا من الأخوات رفضن الحديث في الأمر كلية وبعضهن الآخر تحدث بلسان قيادات الجماعة من الرجال وقدم نفس التبريرات غير المقبولة سياسياً. وجهت جيهان الحلفاوي انتقادات لاذعة لانتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة وقالت إن نسبة عالية من التعيينات جرت بدلاً من الانتخابات مطالبة بضرورة تغيير اللائحة الداخلية لتنظيم الجماعة بما يتوافق مع المستجدات الحديثة مشيرة إلي أن كثيراً من الأمور التنظيمية ما تتعارض مع تلك اللائحة وأضافت الحلفاوي: مازالت سيدات الجماعة يعانين من التهميش بالرغم من مطالبات بعض رجال الإخوان بضرورة تمثيلهن داخل مجلس شوري الجماعة إلا أنه مازال حلمًا لا يمكن تحقيقه في ظل التنظيم الحالي. وانتقدت الحلفاوي عدم تقديم مرشحي الجماعة لعضوية مكتب الإرشاد علي البرامج الانتخابية الواضحة التي تحدد الأهداف وتضع ملامح للخطة المستقبلية لتحركات الجماعة في المستقبل. الموقف الغريب كان من جانب مها أبوالعز زوجة د. حسام أبو بكر رئيس المكتب الإداري للجماعة في شرق القاهرة التي اعترضت علي فكرة ترشيح النساء في الانتخابات الداخلية للجماعة بحجة العوائق الأمنية التي تحول دون ذلك قائلة "إذا كان هناك رجال بشوارب لم يستطيعوا الصمود أمام ما يعترض طريقهم من ملاحقات أمنية فما بالك بالسيدات" اللافت أن أبو العز دافعت عن موقف المحظورة الرافض لتمكين المرأة باستماتة وقالت إن الحديث في مثل هذه الأمور لا يعدو أن يكون محاولة للوقيعة بين الرجال والنساء!