تصاعدت حدة الصراع الدائر بين أجنحة جماعة الإخوان المحظورة حول السيطرة علي المناصب العليا في قيادة التنظيم وظهرت بوادر انشقاق في صفوف الجماعة علي غرار ما حدث في فرعها في الجزائر، إذ طلب محمود عزت أمين عام الجماعة من أعضاء مجلس الشوري العام التصويت لإعادة الانتخابات لعضوية مكتب الإرشاد علي أن يكون الرد خلال يوم أو اثنين علي أن تظهر النتائج فوراً، للتعجيل بإحكام سيطرته علي الجماعة. في المقابل أعلن محمد حبيب نائب المرشد انسحابه من الانتخابات تماماً لعدم رضاه عن نتائجها التي لم يحصل فيها علي نسبة «50%+1» ليضمن وصوله بعضوية مكتب الإرشاد وهو الذي كان يعد نفسه لتولي منصب المرشد، وكانت نتائج الانتخابات قد اسفرت عن فوز بعض الشخصيات بعضوية مكتب الإرشاد مثل عصام العريان وسعد الكتاتني فيما حصل محمود عزت ومحمد بديع علي أعلي نسبة أصوات بين قيادات الجماعة. اللافت أن الصراع داخل المحظورة انحصر في 200 شخص علي المستوي القيادي فحسب وبقيت جميع مستويات الصف التنظيمية بعيدة تماماً عن مجريات ما يحدث، وإن كان أنصار كل تيار حاولوا توجيه رسائل للقواعد تؤيد وجهة نظره فبينما قال فريق محمود عزت إن محمد حبيب انسحب من الانتخابات برغبته وليس بضغط من أحد واعتبرت مصادر أن ذلك يعني استبعاده من الجماعة. ولم يكتف محمود عزت أمين عام جماعة الإخوان المحظورة باستبعاد محمد حبيب نائب المرشد من عضوية مكتب إرشاد الجماعة عبر ما وصفه بأنه انتخابات بل منعه أيضا من الظهور في وسائل الإعلام للحديث حول الانتخابات الأخيرة التي جرت مساء أمس الأول، وكان مقررا أن يكون ضيف قناة الجزيرة للحديث حول ما جري في الانتخابات واستبعاد التيار المحسوب علي الإصلاح لصالح محمود عزت ومحمد بديع، ولكن مدير مكتب القناة حسين عبدالغني قال إن بعض قيادات الجماعة المحظورة اتصلوا به وابلغوه اعتذار نائب المرشد عن اللقاء. كان إبراهيم الزعفراني أحد أعضاء فريق عبداالمنعم أبوالفتوح يوجه عدداً من شباب الجماعة في مقدمتهم هيثم أبوخليل الناشط الحقوقي بهدف الضغط إعلاميا علي فريق المحافظين، إذ تبادل وعدد من شباب الجماعة رسائل قصيرة علي الموبايل تطالب بإعادة الانتخابات وإقصاء محمود عزت من القيادة نهائياً. وعكس توافق معظم قيادات مكتب ارشاد الجماعة المحظورة علي محمد بديع كمرشد ثامن خلفا لمهدي عاكف السياسة الانقلابية التي تتعامل بها الجماعة ويؤكد أن الجماعة حريصة علي مسار السرية والتشدد في ظل سيطرة تيار بالقطبيين علي مقاليد التنظيم، الذين استخدموا نفس طريقة اختيار المرشد الأسبق مصطفي مشهور والتي عرفت ببيعة القبور لاسناد المنصب إلي بديع بطريقة مفاجئة بعيدًا عن كوادر وعناصر الجماعة. كشفت التحركات الجديدة لاختيار المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد عن فساد كبير بالجماعة المحظورة وضربها الحائط باللائحة التي تدعي انها تتمسك بها وتتخذها دستورًا يحكمها فقد تمت مخالفتها لصالح الطرف الأقوي في الجماعة وهو فريق أمين التنظيم الذي اختار المرشد منذ أشهر عديدة للاطاحة بنائب المرشد الأول محمد حبيب أحد الطامحين في المنصب منذ سنوات والذي وصل طموحه إلي درجة قاربت من تحقيق حلمه بعد الحكم بحبس خيرت الشاطر في قضية غسيل أموال الجماعة. اللافت أن الانقلاب الذي قاده محمود عزت لاقي اعتراضات واسعة لكن دون جدوي إذ ثار النائب المهدرة سلطاته محمد حبيب ود.عبدالمنعم أبوالفتح بالإضافة إلي مجموعة الشباب التي بعثت برسالة إلي المجتمعين وعلي رأسهم د.محمود عزت هددت فيها بإحداث انقلاب جديد في الجماعة باستخدام القوة ما لم يتم تصحيح الأمور المقلوبة في الجماعة وإجراء الانتخابات بناء علي اللائحة مهددين باقتحام مكتب الإرشاد أثناء اجتماعات قيادات الجماعة والاعتصام بمقر المكتب لحين تصحيح الأوضاع. اعتراضات الإخوان يأتي أولها علي مخالفة عزت للائحة وتفسيره لها حسب مخططه بجانب طريقة الدعوة للانتخابات والتي جاءت من قبل أمين التنظيم وليس من محمد حبيب بصفته القائم بأعمال المرشد الذي أعلن تقاعده وكذلك حول ضرورة وجود عصام العريان في مكتب الارشاد بعد تصعيده لأن صوته سيفرق كثيرًا في طريقة اختيار المرشد الجديد ويؤمن بديع بالفكر المتشدد التكفيري، وتلاميذه محمود عزت ومحمود غزلان.. وجميعهم كانوا متهمين في قضية القطبيين وقد بدأ عزت منذ فترة في سحب عدد من ملفات الجماعة واسنادها إلي بديع ومنها ملف المهنيين وقسم التربية كما أسندت الجماعة أيضًا إليه ملف الدعوة. من جانبه أقر جمال حشمت عضو مجلس شوري الجماعة بأن الخلاف بين القيادات لايزال قائما، وكشف عن أن لجنة قد تشكلت من كبار الشخصيات في الجماعة ورجال القانون بها بهدف محاولة توفيق الرؤي بين التيارين المتنازعين علي السيطرة والقيادة وتحديد صيغة توافقية حول تفسيرات اللائحة الداخلية وتوزيع المقاعد بين أعضاء الفريقين. وأعرب عبدالستار المليجي عضو مجلس شوري الجماعة المجمد عن تفاؤله الشديد لما يدور داخل الجماعة قائلاً إن ظهور هذا التنظيم السري بقيادة محمود عزت علي هذا النحو القبيح، يؤكد لكل الأعضاء صحة ما حذرت منه منذ سنوات، لافتاً إلي أن محمد حبيب وعبدالمنعم أبوالتفوح انضموا إليه في دعوته للتصدي للتنظيم الخاص.