الأسبوع الماضي انفردنا بالنشر عن أكاديمية الفنون التي أقامتها ايبراشية شبرا الخيمة. واليوم نتحدث عن مدرسة أخري يبدأ نشاطها في أول فبراير القادم، في إطار رصدنا للنهضة العلمية التي تشهدها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وإذا كانت أكاديمية الفنون تحتوي علي أربعة أقسام لدراسة الموسيقي، فإن مركز مارمرقس للدراسات الليتورجية القبطية الذي يقام برعاية نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، يهتم بالألحان والموسيقي القبطية. لذلك التقينا الأستاذ الشماس "يعقوب اسكرن" مدرس تاريخ الألحان والطقس الكنسي بالمدرسة ليحدثنا عن هذه الفكرة الوليدة وأسباب إقامتها ومنهجها. في البداية لماذا تقام هذه المدرسة؟ - لاحظنا في الآونة الأخيرة أن الشعب القبطي يسأل كثيرًا عن النواحي الليتورجية - طقوس صلوات الكنيسة والقداس - وبالأخص الألحان. وذلك تواكبًا مع ظهور ونجاح المهرجانات والنهضة التي حدثت في حفظ الألحان علي مستوي الكرازة المرقسية. ففكرنا أن نظهر وندرس هذه الكنوز بطريقة علمية أكاديمية يستطيع الدارس بعد الانتهاء من الدراسة أن يكون علي درجة عالية من فهم الليتورجية التي هي ألحان الكنيسة وصلواتها وقراءتها وأسرارها وبهذا يعيش الدارس روحانيات الكنيسة القبطية بفهم وعمق ويقدر أن ينقله للآخرين. ومن صاحب فكرة هذه المدرسة؟ - فكرة المدرسة ترجع إلي المهندس أنطون وهو ابن كبير مرتلي الكنيسة القبطية المرتل إبراهيم عياد، وتم عرضها علي أستاذ اللاهوت الطقسي القس بطرس البراموسي الذي عرضها بدوره علي الأنبا رافائيل وتم عقد اجتماعات حتي تم الوصول إلي صياغة المدرسة. وما هو نظام الدراسة؟ - مدة الدراسة سنتان وكل عام دراسي يتم علي فصلين، والدراسة ثلاثة أيام في الأسبوع وهي دراسة مسائية لخدمة غير المتفرغين بالكنيسة المرقسية الكبري بكلوت بك، وعدد الدارسين محدد ب75 دارسًا، ويشترط حضور 75٪ من الساعات الدراسية لدخول الامتحانات، ولابد أن يلتزم الدارس بحضور المؤتمر الصيفي وكذلك لابد من حضور التسبحة الأسبوعية والقداس الشهري وهما من نسبة الغياب. لكن عدد الدارسين قليل فهل هناك أسلوب للتعليم عن بعد؟ - طبعًا، فهذه الخدمة متاحة لكل من هو مقيم خارج القاهرة وخارج الجمهورية عن طريق الموقع الخاص بالمركز ولابد أن يلتزم فيه الدارس علي الموقع online. وكذلك طرق التقييم واجتياز الاختبارات، وأريد أن أؤكد أن الدراسة متاحة للجنسين وليس للشباب فقط، وعنوان الموقع علي الفيس بوك هو: www.facebook.com/home.phe group.php.gid وهل هناك دراسة للأطفال؟ - نعم.. هناك نظام فصول الشهيد استفانوس للموهوبين وهو نظام دراسي للأطفال من سن 10 سنوات ويتم تعليمهم ألحانًا ولغة قبطية وموسيقي وطقسًا عمليا ويشترط للالتحاق أن يكون الطفل موهوبًا. وذلك لتخريج دفعة كوادر علي أعلي مستوي من الحفظ والاتقان وتوحيد اللحن. وما هي مناهج الدراسة؟ - تحتوي مناهج الدراسة علي اللاهوت الطقسي ويدرسه القس بطرس البراموسي والكتاب المقدس والليتورجية ويدرسها القس مرقس فوزي وطبعًا الألحان للمرتل الكبير إبراهيم عياد وتعاليم عقائدية في النصوص الليتورجية ويدرسها الدكتور جوزيف موريس والقراءات الكنسية يدرسها الأستاذ فؤاد شفيق واللغة اليونانية يدرسها الدكتور جرجس بشري واللغة القبطية يدرسها الدكتور وائل جرجس وأدرس تاريخ الألحان والطقس الكنسي. ويحصل الدارس علي دبلوم الدراسات الليتورجية القبطية. من خلال تخصصك ما حكاية موسوعة قصة الألحان القبطية التي قمت بكتابتها؟ - هي موسوعة تصدر قريباً إن شاء الله - تحتوي علي كل ما يخص الألحان القبطية حيث ترصد الآباء والهيئات وكل من ساعد علي نهضة وتسجيل وتجميع الألحان في العصر الحديث مثل الدكتور راغب مفتاح والأستاذ ملاكة عريان والبابا شنودة والانبا موسي والانبا رافائيل، وأيضاً العلماء الأجانب الذين اهتموا بالموسيقي والألحان القبطية بدأ من فيلو المؤرخ اليهودي السكندري والأستاذ "غليوم فيلوتو" أحد مؤرخي الحملة الفرنسية وتمبل جردنر وهانز هيكمان وصولاً إلي أرنست نيو لاند سميث. وكذلك كل المحاولات لتدوين الألحان التي قام بها الانبا اغابيوس بشاي والأب بلين والأب باديت اليسوعيون والأستاذ منصور عوض وكامل إبراهيم غبريال وفرانسوا خليل غطاس. كذلك الرسائل والأبحاث العلمية التي كتبت عن الموسيقي القبطية، ثم بحث ضخم عن أشهر المرتلين في الكنيسة القبطية ومنهم المعلم تكلا والمعلم ميخائيل البتانوني والمعلم نصيف عبد المسيح،والمعلم جرجس سعد الذي كان مرتلاً بالكنيسة وعازف ناي بفرقة أم كلثوم، وكان يعرف بملك الناي. وبحث عن المؤلفات القبطية واليونانية والعربية عن الألحان، والتسبحة في الكنيسة والمخطوطات القديمة وتساؤلات حول الألحان. وممارسة وتاريخ الطقوس. غريب أمر المعلم جرجس سعد الذي عزف بفرقة أم كلثوم فهل تحدثنا عنه؟ - لقد تعلم الألحان علي يد معلم شهير هو المعلم ارمانيوس وتعلم الناي من موسيقي أرمني وبعد إنشاء الإذاعة طلب مدير الإذاعة أن يقدم معزوفات موسيقية بالنادي واستمر 20 سنة. واختارته أم كلثوم فعمل معها 12 سنة وكذلك عمل مع صالح عبد الحي ومحمد عبد الوهاب. والتزم في آخر حياته بالتراتيل في الكنيسة، وقد سجل لحنًا كنسيا بالعود مع المعلم فهيم جرجس. ولماذا أخذت الألحان كل هذا الاهتمام منك؟ - والدي مدرس أول رياضيات بمدرسة القبة الثانوية بنين، كان يقود الألحان في كنيسة القديس تيموثاؤس الرسول وقد تربيت في هذه الكنيسة وحفظت الألحان وأحببتها وورثت عن جدي بعض الكتب الطقسية ثم أصبحت أدرس الألحان وعندما أنهيت دراستي في الإرشاد السياحي وبدأت أعمل كان يراودني سؤال ما هي الألحان القبطية وكيف أستطيع أن أحصل علي معلومات عن تاريخها وكيف أملأ فراغ المكتبة القبطية التي لا توجد بها كتب تتحدث عن التاريخ الطقسي للمناسبات الكنسية، ومن هم الآباء الذين سلموا لنا الألحان عبر الأجيال؟ أردت أن أجمع كل المعلومات المتاحة عن الألحان ومن أول راتب أخذته من عملي قمت بشراء مجموعة شرائط المعلم فهيم جرجس كاملة وبالتالي اشتريت جميع شرائط كبار المعلمين ثم سيديهات للألحان لكبار المعلمين وذهبت لكل المكتبات الجيزويت أو العائلة المقدسة، الآباء الدومنيكان، معهد الدراسات القبطية، اكليركية الأقباط الكاثوليك في المعادي، مكتبة الآباء الفرنسيسكان، مكتبات الكنائس وبعض الأديرة كدير أبو مقار للبحث عما كتبه آباء كنيستنا القبطية الأرثوذكسية في المجلات القديمة كمجلة صهيون ونهضة الكنائس والجرائد القديمة كجريدة مصر ووطني وبدأت كل شهر أشتري كتبًا عن الطقوس والألحان كما قمت بعمل عدة لقاءات مسجلة فيديو أو كاسيت مع كبار المعلمين المتنيحين كالمعلم صادق والمعلم توفيق والمعلم فرج عبد المسيح لأسألهم عن تاريخ حياتهم وأسجله وأعرف منهم ممن تسلموا الألحان، كما تصفحت كتبًا عديدة لأحصل منها علي سطر أو اثنين عن الألحان القبطية أو التسبحة والآن أنا أمتلك مكتبة طقسية أفخر بأنني تعبت جداً في تجميعها وصرفت في الحصول علي الكتب والمقالات الموجودة بها مبالغ طائلة لندرة المعلومات المتاحة عن الألحان وللعراقيل الموجودة من الأشخاص القائمين علي المكتبات كمكتبة الدار البطريركية والمسئولين عن المخطوطات في الكنائس والأديرة..وهدفي أن أجعل كل شماس صغيرًا أو كبيرًا في الكنيسة يحب الألحان ويتمسك بها ويدرك أهميتها. Em:[email protected]