أكدت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تمسكها بالورقة المصرية لتحقيق المصالحة وعدم فتح هذه الورقة من جديد وطالبت بضرورة التوقيع عليها من قبل حماس. جاء ذلك في الاجتماع الدوري للفصائل الذي عقد في مكتب جبهة التحرير الفلسطينية بحضور حركة فتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية، وحزبي فدا والشعب، والجبهة العربية الفلسطينية، وجبهة التحرير العربية. واعتبر حزب الشعب الفلسطيني أن أقصر الطرق لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية يتمثل بتوقيع الوثيقة المصرية للمصالحة التي جاءت حصيلة حوار الفصائل الفلسطينية الجماعية منها والثنائية. وشدد الحزب علي أن التردد في الإقدام علي هذه الخطوة ومحاولة الهروب منها سيزيد الأمور تعقيدًا ولن يحقق المصالحة الوطنية التي ينشدها الشعب الفلسطيني، كما أنه سيفسر كمراوغة وإهدار للوقت الذي يدفع خلاله الشعب الفلسطيني ثمنًا باهظًا. ورأي وليد العوضي عضو المكتب السياسي لحزب الشعب أن استمرار حالة الانقسام الداخلي تمثل ثغرة لتمرير المؤامرات التي تحاك من قبل أعداء الشعب وفي مقدمتهم إسرائيل وأمريكا. بدوره أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح أن مصر هي التي تقود المصالحة الفلسطينية وأن الكويت مهمتها الأساسية دعم الجهود المصرية. وقال الشيخ محمد الصباح في حوار نشرته صحيفة القبس الكويتية أمس أن العلة الأساسية الآن هي الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني والذي كان محور مداولات وحوارات أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مع القادة العرب لرأب الصدع الفلسطيني ثم كان لقاء الأمير مع الرئيس حسني مبارك وتركز 90٪ من المحادثات بينهما حول جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية. وأضاف أن الأساس في المصالحات العربية ينطلق من المصالحة الفلسطينية وكون الكويت رئيسة القمة الخليجية ورئيسة القمة الاقتصادية فإن عليها دورًا في هذا المجال وسيكون هناك تحرك كويتي لدعم الجهود المصرية، ونتوقع في المدي القصير أن نتمكن من عقد لقاء مصالحة بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل علي أسس الورقة التي تم التوافق عليها في القاهرة، ورأي أن هناك خلافات بسيطة بشأن الورقة المصرية تتركز في بعض العبارات لا ترقي لأن تكون سببًا في قطيعة بين الجانبين وسوف يجتمعان في أقرب وقت وهذا ما نسعي إليه. من جانبه أعلن الرئيس محمود عباس رفضه عقد أي لقاءات مع خالد مشعل قبل توقيع حماس علي اتفاق المصالحة الفلسطينية، وفق الورقة المصرية. وقال عباس في كلمة له أمام المجلس الثوري لحركة فتح بثتها وكالة الأنباء الفلسطينية نحن الآن ننتظر أي وقت تحب حماس أن توقع فيه علي الورقة المصرية. وأضاف: في حال توقيع حماس، وبعد ساعة أو نصف ساعة أو ربع ساعة، سيكون هناك لقاء معهم ولكن قبل ذلك لا، مشدداً علي ضرورة أن يتم توقيع المصالحة الفلسطينية في مصر. واتهم عباس قيادات في حماس بتعطيل المصالحة الفلسطينية والتفاهمات التي توصلت إليها مصر خدمة لأجندات إقليمية وشخصية. وجدد عباس رفضه للعمل المسلح، وقال أنا الآن ضد العمل العسكري، ضد الانتفاضة المسلحة، نحن لا نخجل من هذا. وأضاف: غيرنا الوسائل وصرنا نذهب إلي نعلين وبلعين ونحتج.. نحن مع هذه المقاومة.. هذه المقاومة من حقنا في إشارة إلي مسيرة شعبية مناهضة للجدار والاستيطان نظمت في القريتين. وعلي صعيد عملية السلام أوضح الرئيس الفلسطيني أن هناك خيارين لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرئيل يتمثلان في وقف إسرائيل للنشاطات الاستيطانية والاعتراف بمرجعية عملية السلام، أو تحديد الإدارة الأمريكية لما أسماها نهاية اللعبة. وتابع: لذلك عندما ذهب الإخوة قاصدا وزيري خارجية مصر والأردن إلي هناك، أي واشنطن، حملا معهما مواقفنا التي يمكن أن نحددها بخيارين. ومضي يقول: مازلنا نعيش غموضاً في الموقف الأمريكي لأن أمريكا لم تصل حتي الآن إلي اتفاق مع الجانب الإسرائيلي حول وقف الاستيطان بشكل كامل، وإن كانت كما تقول وصلت إلي اتفاق نعتبره جزئياً.