تعقد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاجتماع الثاني للفصائل الفلسطينية خلال هذا الأسبوع من أجل التوصل إلي صيغة تقبل بها حركة حماس التوقيع علي الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية. وفي تصريح خاص ل«الدستور» قال د.رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ومسئولها في غزة إن حماس وافقت مبدئياً علي اقتراح الجبهة بالتوقيع علي الورقة المصرية علي أن ترفق ملاحظاتها في ورقة منفصلة. وقال د.رباح إن الجبهة الشعبية طرحت مبادرة من أجل التوقيع علي الورقة المصرية لإنهاء حالة الانقسام، وأن اجتماع الفصائل الفلسطينية ال13 لأول مرة في غزة منذ يونيو 2007 «منذ سيطرة حماس علي القطاع» كان لقاء إيجابياً. وطرحت الجبهة الشعبية مبادرتها التي تتضمن عقد حوار للفصائل الفلسطينية في القاهرة لمدة يومين فقط حول نقاط الخلاف علي الورقة المصرية، وما يتم التوافق عليه يضاف إليها، وإذا لم يتم التوافق تلتزم الفصائل بالتوقيع علي الورقة المصرية كما هي، علي أن تأخذ مصر في الاعتبار ملاحظات الفصائل ومنها حماس، وتعلن ذلك أثناء التوقيع. وأشار رباح مهنا إلي أن حماس وافقت علي عقد حوار في القاهرة محدد التوقيت «يومين»، وهذا في حد ذاته تقدم، لكن مازال النقاش يدور حول الصيغة المناسبة للتعامل مع ملاحظات حركة حماس والفصائل الأخري في اجتماع الفصائل في مقر الجبهة الشعبية بغزة أمس الأول الأحد وتناول الحوار عدة مقترحات، منها أن ترفق حماس ورقة ملاحظاتها مع نسختها من الورقة المصرية، والتي توقع عليها، أو أن يتم جمع كل ملاحظات الفصائل الفلسطينية في ورقة منفصلة دون توقيع، وتتعهد مصر بمراعاتها أثناء التنفيذ. وقال د.رباح: هناك اقتراحات كثيرة ونبحث عن مقترح فيه إبداع يستطيع أن يعطي لكل جانب شيئاً مما يرضيه. وأكد د.رباح مهنا أنه حتي الآن لم يتلق إجابة من الجانب المصري علي مبادرة الجبهة الشعبية والتي حملها عضو اللجنة المركزية «جميل المجدلاوي» إلي المسئولين المصريين في زيارته إلي القاهرة، والذي أرسل له عبر البريد الإلكتروني رسالة تفيد أنه لم يصل إلي شيء بعد. والمعروف أن الجبهة الشعبية لها تحفظات كثيرة علي الورقة المصرية، وأن مبادرتها هذه تعني أنها تغاضت عن تلك الملاحظات. د.رباح مهنا قال: نحن نأخذ بأخف الأضرار، فالانقسام ضرر أكبر علي القضية الفلسطينية، ومازالت تحفظاتنا علي الورقة المصرية تحت ثلاثة عناوين الأول: إن الورقة تعزز من وضع «محمود عباس» الانفرادي بعملية التفاوض، وبأمور تتعلق بمصير القضية. الثاني: إنها لا ترد علي كثير من الأسئلة الخاصة بتغيير الأوضاع المختلة داخل النظام المؤسسي الفلسطيني، مثل اللجنة الفصائلية ومنظمة التحرير ومرجعيتها والانتخابات. والثالث: إنها تكرس المخاصمة بين فتح وحماس. ورغم هذه التحفظات نري أن التوقيع علي الورقة المصرية ضرورة لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وإنهاء الحصار علي غزة . مسئول فلسطيني يقول إن عدم استجابة مصر حتي الآن لاقتراح الجبهة عقد اجتماع للفصائل ليومين في القاهرة قبل التوقيع، يعني أن الجانب المصري مازال متشدداً، إما التوقيع علي الورقة المصرية كما هي أو لا شيء. أما موافقة حماس من حيث المبدأ علي مبادرة الجبهة الشعبية فيعني أنها تبحث عن صيغة ملائمة للتوقيع.