أثني الرئيس الفلسطيني محمود عباس علي الدور المصري في قضية بلاده قائلاً: إنه دور تاريخي وأن فلسطين وبلاد الشام أمن قومي مصري، وأضاف أن القضية الفلسطينية من أهم أولويات مصر، ومن يعتقد أنه يستطيع أن يأخذ دور القاهرة أو يستغني عنه فهو واهم، لأننا كعرب وفلسطينيين بشكل خاص، لا يمكن أن نستغني عن هذا الدور. وتابع عباس في حوار أجرته معه وكالة أنباء الشرق الأوسط نعتذر إلي الشعب المصري عما قامت به عناصر لا تنتمي إلي الشعب الفلسطيني في إشارة إلي الأحداث الأخيرة التي وقعت في رفح وراح ضحيتها جندي مصري، ومضي يقول إن هذه الاعتداءات هي أعمال شائنة ومن العار علي أي إنسان ينتمي إلي الشعب الفلسطيني أن يرد التحية لمصر بهذا الشكل ويرد التضحيات التي قدمها الشعب المصري عبر سنوات عديدة إلي اعتداءات علي الحدود وقنص جندي مصري يؤدي واجبه نحو وطنه. ورفض عباس الانتقادات التي وجهتها حماس لمصر جراء الإجراءات المصرية علي الحدود، وأكد أن من حق مصر أن تحمي حدودها، وكرامتها بالشكل الذي تريده. وحول المصالحه الوطنية أكد الرئيس عباس أن تحقيق المصالحة ليس بيده مشيراً إلي أن حماس ومن وراءها السبب في تعطل المصالحة متهماً الحركة المذكورة بالمتاجرة بالقضية وجعل الشعب الفلسطيني بطاقة في يدي هذه الدولة أو تلك من أجل تحقيق مصالحهم. وقال إن حماس لا تمارس أي مقاومة حالياً وتدين الآن إطلاق الصواريخ علي إسرائيل. وشدد علي أن حماس تريد شرعنة وجودها ومستعدة لدفع الأثمان علي حساب الشعب الفلسطيني. أوضح أنه ينتظر تحديد موعد اللقاء الثلاثي بين مصر والأردن وفلسطين للتشاور حول نتائج زيارة وزير خارجية مصر أحمد أبوالغيط ومدير المخابرات عمر سليمان ووزير خارجية الأردن إلي واشنطن مؤخراً للولايات المتحدةالأمريكية لافتاً إلي أنه يأمل أن تكون هذه النتائج إيجابية وتساعد علي انطلاق عملية السلام. وأشار إلي أن السلطة الفلسطينية والدول العربية اتفقت علي أنه لابد من وقف شامل لبناء المستوطنات، ولو لمدة محددة بشرط أن يشمل مدينة القدس، وأنه حتي الآن لم تتمكن أمريكا من أخذ الموافقة الإسرائيلية علي ذلك. ورأي أنه من العبث القول بأن هناك ضغوطاً علي السلطة الفلسطينية من مصر، أو دول عربية أخري لاستئناف المفاوضات لافتاً إلي أن مصر لم ولن تضغط ولن تقبل أن تضغط، لأن مصر لها مواقفها الثابتة والمؤيدة للحق الفلسطيني. وتساءل قائلاً ما هي المشكلة في أن توقف إسرائيل بناء المستوطنات من أجل استئناف العملية السلمية مشيراً إلي أن أكثر من 50٪ من المستوطنات التي تقام خالية من السكان. واستنكر عباس الشائعات التي روج لها البعض بأنه قدم استقالته من رئاسة السلطة الفلسطينية وقال أنا مازلت علي رأس القيادة وعندما تأتي الانتخابات لن أرشح نفسي. استبعد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية اقدام اسرائيل علي شن عملية عسكرية واسعة ضد غزة معتبرا تصريحات قادة الاحتلال الاسرائيلي من قبيل الحرب النفسية، مشيرا الي ان حكومته تتابع باهتمام وحذر كبيرين التصعيد العسكري ضد القطاع. ودعا هنية خلال الاجتماع الاسبوعي للحكومة المقالة بغزة، المجتمع الدولي الي تحمل مسئولياته في كبح جماح العدوان الاسرائيلي ووقف التدهور الأمني الذي يصنعه قادة الاحتلال وحث الفصائل علي الالتزام بما يعتبر وقفا لاطلاق النار منذ الحرب الاسرائيلية علي القطاع قبل عام وقال ان ذلك يؤدي الي حماية غزة من الهجمات الاسرائيلية مطالبا الفصائل بتكثيف لقاءاتها من اجل تعزيز التوافق الوطني، والعمل بروح مشتركة لقطع الطريق علي اي عدوان محتمل. وعن مقتل الجندي المصري علي الحدود مع غزة قال هنية: "ان الحكومة قررت فتح تحقيق شامل فيما جري في رفح بهدف الوقوف علي الحقيقة واتخاذ الاجراءات التي تكفل حماية العلاقات الفلسطينية المصرية".