الأحداث الأخيرة التي جرت منذ أيام بين المسلمين والأقباط في نجع حمادي جنوب مصر في عيد القيامة المجيد الخميس الماضي خلقت حالة من الغضب والأحباط لدي فناني وسينمائيي مصر، وهي ما اعتبروها بمثابة ذروة الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط. الكاتب "وحيد حامد" حمل الإعلام المصري مسئولية تلك الأحداث، ووصفه "بالإعلام الغبي" إضافة إلي حالة "التأسلم" الكاذب، لأن الدين الإسلامي هو دين مودة ورحمة ومعترف بكافة الأديان السماوية.. واعتبر "وحيد حامد" أن هناك مجموعة من الدعاة المأجورين هم الذين يساهمون بشكل كبير في إفساد وتشويه الدين الإسلامي إضافة إلي تأجيج الفتنة والتي بدورها سوف تقتل مصر. وأوضح "حامد" أنه لا يوجد حل لفض حالة الفتنة الدائرة بين مسلمي وأقباط مصر، ما دامت هناك قنوات فضائية مستمرة يطل منها مشايخ ودعاة محملين بالضغينة والحقد والكراهية ضد المسيحيين، وهو ما يؤدي إلي تضخم الاحتقان الطائفي ويضيف "حامد": يجب أن تكون هناك وقفة حاسمة من جانب الدولة تجاه كل من يثير الفتنة. ودعا المخرج "أسامة فوزي" والذي قدم للسينما فيلم "بحب السيما" وآخرها فيلم "بالألوان الطبيعية" إلي ضرورة التكاتف من جانب المثقفين والسينمائيين والمواطن المصري وأوضح "فوزي" أن ما حدث هو بالتأكيد ضد مصلحة مصر، خاصة وأن هناك إمكانية أن يعيش كل مصري بسلام أياً كان دينه.. وأرجع "فوزي" الصراع الدائم الدائر بين المسلمين والمسيحيين إلي أنه أمر ليس له علاقة بالدين فحسب، بل بسبب غياب الحرية والديمقراطية، وربما هذا ما يدفع إلي التطرف،.. وأكد "فوزي قائلا: المؤسسات في مصر بكل أشكالها تتحمل مسئولية ما حدث، فالإعلام لا يصدر لنا إلي تفاهة.. ونحن كسينمائيين ليست لدينا حلول نقدمها في أعمالنا سوي طرح أسئلة تثير الجدل. الكاتب "أسامة أنور عكاشة" قال: ما حدث يشير إلي خطر كبير منذ سنوات، لأن مشكلة الأقباط في مصر ليست حديثة فلابد أن يكون هناك حل نهائي وجذري لهذه الأزمة، بمعني ألا يكون هناك فارق بين المسيحي والمسلم ولابد أن يأخذ الجميع حقوقه بشكل كامل، وأري أن السلفيين هم خطر يهدد مصر كلها وبصدد حدوث كارثة تستهدف مصر. الفنان "محمد صبحي" تمني أن يكون ما حدث هو عملية ثأرية بعيدة عن ديانة مرتكبيها وضحاياها وقال: تلك الأحداث تجري في بلدان عدة في العالم ويجب ألا نترك الفرصة لأناس يصطادون في الماء العكر.. وما حدث هو عمل إجرامي كبير. وقال "صبحي" إن هناك أفلاماً مثل "حسن ومرقص" تزيد الفتنة والاحتقان خاصة عندما نشاهد البطل المسلم يقع في حب الفتاة المسيحية ويتزوجها وهذا قد يستفز مشاعر المسيحيين. المخرج يسري نصر الله أبدي غضبه تجاه ما حدث وأعرب عن خيبة أمل لما يراه في مصر، وقال هناك خلل يجب أن نضع أيدينا عليه، ولا نعطي فرصة لتحليلات خاطئة ومتسرعة فالوطن نراه يتآكل وينهار.. الفنان "حسين فهمي" تساءل: كيف لبلد مثل مصر يفشل في مقاومة الفتنة بعد الاحتلال لسنوات عديدة، والمؤسف أن ما حدث لا يدل علي قوة وصلابة المصريين ويجعلنا نسأل هل الأحداث الأخيرة مدبرة وهل هي مرتبطة بموقف حماس من مصر خلال الفترة الأخيرة أم ذلك مجرد أحداث فردية، ويضيف: بالطبع هذه الأشياء تساعد بشكل قوي علي توتر العلاقة بيننا وبين الإخوة الأقباط وهناك هدف ضد مصر وإذا تظاهرنا بالهدوء وعلينا أن نفهم أن هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة. الفنان عزت العلايلي أكد أن ما حدث ليس لأسباب دينية أو سياسية، بل هو بسبب جهل وهؤلاء لا يعرفون قيمة مصر لذلك لابد أن يكون للإعلام دور بارز في تدعيم الوحدة الوطنية والتعريف بالوطن وأنه غير مقتصر علي مذهب بعينه بل هو للجميع وما يحدث بها من فتنة طائفية شيء مخجل، فالمصريون هم شيء واحد من أيام الفراعنة الذين بنوا مصر القديمة دون اعتبار لأي مذهب أو دين ولا يزالون يبنون مصر الحديثة. وأكد السيناريست "هاني فوزي" علي ضرورة وجود موقف من جانب الدولة تجاه فكر يشجع علي الكراهية والعنف المتبادل بين المسلمين والمسيحيين، وأضاف هاني فوزي قائلا: التيارات الدينية الإسلامية والأصولية تحرض الناس البسيطة علي أن يكرهوا جارهم المسيحي، ولذلك يجب أن يكون هناك حق مواطنة متبادل بين المسلم والمسيحي دون النظر إلي الديانة، كما أن هوية الفرد كمواطن في مصر أهم بكثير من ديانته.