معاناة حقيقية يعيشها اكثر من 200 الف مواطن يقيمون في 39قرية بمنطقة بنجر السكر التي تفتقد لابسط الخدمات والمرافق. هؤلاء المواطنون يعيشون حياة أشبه بالبدائية في ظل انعدام الخدمة الصحية وافتقادهم لشبكة للصرف الصحي وانتقالهم علي طرق غير ممهدة فضلا عن معاناتهم بسبب قلة رغيف الخبز والمواصلات. "روز اليوسف" رصدت معاناة ابناء قري بنجر السكر بعد ان فشلت اصواتهم في الوصول الي المسئولين. علي الشوني عضو مجلس محلي المحافظة واحد ابناء قرية مصطفي اسماعيل يقول أنه تم البدء في مشروع فصل انتاج الخبز عن توزيعه تحت اشراف الجمعية الزراعية بالقرية إلا ان المشروع لم يحقق اهدافه بسبب تلاعب اصحاب المخابز في عملية التوزيع وتقديمهم لعدة طلبات الي مديرية التموين لوقف المشروع والرجوع للتوزيع داخل المخابز. ويضيف ناجي عبد المولي "من الاهالي" ان قري بنجر السكر تفتقد للرقابة التموينية حيث يتلاعب اصحاب المخابز في حصص الدقيق المدعم مما يؤدي الي انخفاض حصة الفرد من رغيف الخبز مطالباً بانشاء مكتب لمديرية التموين في المنطقة ومخبز يتبع المحافظة لضمان القضاء علي هذا التلاعب. ويشير محمد مصطفي "موظف" الي ان الظلام الدامس يحاصر القري ليلاً بسبب افتقادها لاعمدة الانارة مما يتسبب في انعدام احساس الاهالي بالامان خاصة في ظل انتشار اعمال البلطجة والسرقة بالاكراه. واضاف "مصطفي" انه بالرغم من انعدام الاناره تقوم شركة توزيع الكهرباء البحيرة بتحصيل رسوم انارة شهرياً من محافظة الاسكندرية لافتاً الي ان الاهالي توجهوا لرئيس قطاع النوبارية والذي اكد ان عملية الصيانة تخضع لاشراف محافظة الاسكندرية اما استهلاك الكهرباء فيتبع الشركة في البحيرة! ويوضح سعيد عثمان "من الاهالي" ان شباب الخريجين تملكوا اراضيهم ببنجر السكر منذ 20عاماً وبدأوا في استصلاحها حتي تحولت الي أراض تنتج اجود المحاصيل الزراعية وبالرغم من ذلك مازالت هذه القري محرومة من الخدمات والمرافق وخاصة الخدمة الصحية والتي افتقدتها "بنجر السكر" بتحويل مستشفي التكامل الي مركز لصحة الاسرة لينتهي دوره بعد ان كان يخدم ابناء 39 قرية. وأشار "عثمان" الي ان مشروع الصرف الصحي لم يصل الي قري بنجر السكر حتي الآن حيث مازال الاهالي يعتمدون علي "الطرنشات" في تصريف مخلفاتهم الامر الذي يؤدي الي الطفح المستمر للمياه الملوثة التي تنتشر في شوارع القري وتتسبب في انتشار الحشرات والقوارض التي تهدد المواطنين بالاصابة بالامراض الخطيرة. وأضاف ان شوارع قرية البصيرة تحولت الي حفر ومطبات واصبحت غير ممهدة وخاصة الطريق الرئيسي الذي يصل القرية بالكيلو 54 وذلك بسبب تجاهل المقاولين المسئولين عن مشروعات المياه والصرف لاعادة الشيء لاصله بعد اتمام عمليات ادخال الشبكات. ويؤكد صلاح عيسي رئيس لجنة الازمات بالمجلس المحلي للمحافظة ان مشكلة الكهرباء لم تقتصر علي قري بنجر السكر بل امتدت الي منطقة ابيس لافتاً الي ضرورة احلال وتجديد الشبكة للقضاء علي الانقطاع الدائم للتيار وربط اعمدة الانارة بالوصلات الرئيسية. من جانبه اكد المحافظ اللواء عادل لبيب علي وجود خطة متكاملة لتوصيل المرافق الي جميع القري المحرومة موضحاً انه تم رصف أكثر من 3500شارع بعد الانتهاء من توصيل الغاز واحلال تجديد شبكات المياه والصرف الصحي. وأضاف "لبيب" انه يتم التنسيق مع شركة كهرباء البحيرة لانهاء مشكلة انارة قري بنجر السكر مشيراً الي إدراج هذه القري في خطة الصرف الصحي.