الفقيرة .. قرية تبعد عن مدينة بني سويف 45 كيلو متراً.. لم يقتصر الفقر فيها علي مجرد اسم لها بل بات صفة لكل سكانها الذين يصل عددهم الي 3 آلاف مواطن يعيشون في عزله عن العالم لأكثر من 14 ساعة يومياً.. هذه الساعات التي تقف فيها المعديات والمراكب الشراعية الصغيرة وسيلة المواصلات الوحيدة للوصول الي القرية عن الابحار. سكان القرية يفتقدون لابسط المرافق والخدمات في ظل عدم وجود وحدة صحية او مياه الشرب او شبكة صرف صحي او حتي طريق ممهد يصلون به الي المعدية التي تنقلهم للمركز. "روز اليوسف" تجولت بين ارجاء "الفقيرة" التابعة لقرية بني عقبة الاثرية بمركز ببا والتقت بأبنائها. خلف مكاوي "موظف بمدرسة الفقيرة الابتدائية" يقول ان المدرسة تعتبر المرفق الحكومي الوحيد بالقرية فلا توجد مدارس اخري ولا وحدات صحية إلا علي بعد 3 كيلو مترات في قرية "المضل" حيث يضطر ابناء القرية الي السير هذه المسافة للذهاب الي المدرسة الاعدادية. وأضاف "مكاوي" ان القرية بأكملها لا يوجد بها سوي خريج جامعي واحد فقط حصل علي بكالوريوس هندسة منذ عامين وان عدد الحاصلين علي المؤهلات المتوسطة بالقرية يتراوح ما بين 20 فرداً جميعهم من الذكور في الوقت الذي تحرم فيه بنات القرية من التعليم. ويلفت احمد خلف حاصل علي دبلوم زراعة الي ان المرضي يضطرون للسير كيلو مترات عديدة للذهاب الي اقرب وحدة صحية بقرية المضل والتي تفتقد لأبسط الخدمات العلاجية، مطالباً بضرورة البدء في اقامة وحدة ب"الفقيرة" خاصة مع زيادة اعداد العقارب والثعابين السامة في القرية والتي تهاجم الاطفال الذين لا يجدون من ينقذهم. ويقول احمد صقر عضو مجلس محلي مركز ببا: ان الفقر هو السمة الرئيسية للقرية خاصة في عدم وجود اراض زراعية تستوعب الشباب الذين يضطرون للعمل في المحاجر والبناء. ويشير جابر عكاشة عضو مجلس محلي قرية سدس وأحد ابناء القرية الي ان الاهالي فوجئوا خلال الاشهر الماضية برفع قيمة ايجار الاراضي المقامة عليها منازلهم من 50 قرشاً الي 2 جنيه للمتر الواحد بالرغم من علم المسئولين بأن جميع ابناء القرية من محدودي الدخل ومعظمهم لا يملكون قوت يومهم. واوضح "عكاشة" انه لا يوجد طريق ممهد واحد في القرية ولا وحدة صحية او مركز شباب بالرغم من تقدم الاهالي بالعديد من الشكاوي والاستغاثات للمسئولين يطالبون فيها بوضع القرية علي الخريطة المرفقية والخدمية ولكن بلا مجيب.