محاولة تفجير الطائرة الأمريكية المتجهة إلي ديترويت ونفذها النيجيري عمر فاروق أطاحت بعدد من قادة المخابرات الأمريكية لمسئوليتهم عن القصور الأمني في الوقت الذي تم توجيه 7 اتهامات للمتهم. حيث ذكرت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية أمس أن مسئولين كبار في الاستخبارات الامريكية قد يتعرضون للفصل من مناصبهم بعد الخطاب الشديد اللهجة الذي أدلي به الرئيس باراك اوباما يوم الثلاثاء الماضي والذي اشار فيه إلي أخطاء ارتكبتها المخابرات وأدت الي صعود الشاب النيجيري عمر فاروق الي طائرة متوجهة للولايات المتحدة وبحوزته مادة شديدة الانفجار، وأشارت الصحيفة إلي أنه من بين الشخصيات التي تواجه خطر الفصل الادميرال دينيس بلير رئيس جهاز المخابرات الوطنية، ومايكل ليتير رئيس المركز الوطني لمكافحة الارهاب، وجانيت نابيلتانو وزيرة الامن القومي. ومن جهة أخري كشفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن وكالة المخابرات كانت علي علم بأن متطرفا مفترضا كان علي متن الطائرة القادمة من امستردام الي ديترويت وكانت في انتظاره في المطار لاستجوابه، ونقلت الصحيفة عن مسئول أمني كبير رفض الكشف عن هويته قوله إن مسئولين في الشرطة الامريكية لم يكتشفوا اسم عمر فاروق في بيانات الجمارك وخفر الحدود إلا بعد صعوده في امستردام الي الطائرة، موضحا أن وزارة الخارجية الأمريكية أعربت في قاعدة البيانات عن قلقها تجاهه ومن أنه قد يكون تردد علي عناصر متطرفة في اليمن، مؤكدا انه لو تم اكتشاف تلك المعلومات قبل ذلك لتمكنت اجهزة الامن من منعه من الصعود الي الطائرة. ومن جانبه، أرجع مسئول كبير في أجهزة الامن الداخلية، طلب بدوره أيضا من الصحيفة عدم الكشف عن هويته، سبب ذلك الخلل الأمني ما اعتبره ضيق الوقت ما بين تسجيل أسماء المسافرين علي الطائرة وما بين تحليل لائحة المسافرين بشكل معمق وهي فترة لا تزيد علي عدة ساعات. وفي مفاجأة أخري أعلن راشد العليمي نائب رئيس الوزراء اليمني لشئون الدفاع والأمن أن عمر فاروق التقي الامام المتشدد انور العولقي في منطقة شبوة شرق صنعاء، مضيفا أن فاروق اختفي في شبوة بوادي رفض، والتقي بالعولقي وبمحمد عمير الذي لقي مصرعه في الغارة علي وادي «رفض» في 24 ديسمبر الماضي. وبرز اسم العولقي بعد ان تبين انه كان علي اتصال ايضا بالميجور الامريكي الفلسطيني الأصل نضال حسن الذي أطلق النار في الخامس من نوفمبر الماضي داخل قاعدة فورت هود جنوب ولاية تكساس مما أدي إلي مقتل 13 شخصا وإصابة 42 بجروح. وفي إطار متصل، وجهت محكمة أمريكية رسميا أمس سبع تهم ضد عمر فاروق علي خلفية المحاولة التي استهدفت تفجير طائرة في مدينة ديترويت يوم عيد الميلاد، وذكرت لائحة الاتهام أن القنبلة التي كانت بحوزته كانت مصممة بحيث يستطيع تفجيرها في الوقت الذي يختاره، وتشتمل التهم الموجهة ضده علي محاولة استخدام سلاح للدمار الشامل ومحاولة اغتيال أشخاص علي متن طائرة ومحاولة تفجير طائرة. تأتي هذه التطورات في الوقت الذي أعلن فيه المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس أن الرئيس باراك أوباما سيلقي خلال ساعات كلمة يتطرق فيها إلي عملية المراجعة التي أمر بها لإجراءات الأمن المتبعة في الولاياتالمتحدة في أعقاب محاولة تفجير الطائرة الأمريكية يوم عيد الميلاد. من ناحية أخري، يعقد الاتحاد الأوروبي اجتماعا علي مستوي الخبراء لمناقشة الإجراءات اللازمة لتعزيز أمن المطارات بما فيها تقنية الماسحات الضوئية، وسط رفض العديد من الدول الأوروبية لاستخدام هذه التقنية باعتبارها انتهاكا للحقوق الشخصية والمبادئ الأخلاقية.