أبت جماعة الاخوان المحظورة ان تستقبل عاما جديدا دون عاصفة حادة من الانقسامات والصراعات الداخلية تودع بها عاما اقل ما يوصف به انه كان "مأساويا" لها.. تعرض فيه التنظيم المحظور لسقوط سياسي في أكثر من ساحة للعمل العام.. وانتهي بمأزق تنظيمي في انتخابات الجماعة الداخلية أفرز تشكيلا جديدا لمكتب الارشاد بسيطرة شبه كاملة لمجموعة المتشددين ودعاة العمل السري. ورغم ان مجموعة القطبيين - المتمسكين بأفكار سيد قطب التكفيرية - وعلي رأسهم أمين التنظيم محمود عزت قد فرضوا قبضتهم علي الجماعة الا ان تقلبات الجماعة الاخيرة تركت خلفها مجموعة من الصدامات التنظيمية والتقلبات غير المعهودة علي التنظيم بشكل يشير الي انهيارات علي المستوي الحركي في ظل تصاعد حجم وقوة الجبهات المناهضة لقيادات المكتب الارشادي الجديد بعد ان انضمت اليها قيادات بحجم محمد حبيب النائب الأول للمرشد وعبدالمنعم ابوالفتوح القيادي البارز في التنظيم. . أسقطت الأزمة الاخيرة بالجماعة المحظورة كل اوراق التوت عن شعاراتها التي كانت تتجمل بها واتضح مدي تناقضها فيما تروجه بأنها تضحي من اجل الديمقراطية والنزاهة رغم تلاعب امين التنظيم باللائحة واجري انتخابات - وصفها قيادات وشباب الجماعة بأنها مزورة - كانت نتيجتها إعلان ميلاد ثالث للتنظيم السري الخاص. أخطر تهديد حقيقي للمجتمع افرزته أزمة الاخوان الاخيرة هو اعتلاء دعاة الافكار التكفيرية والمتطرفة البناء الهرمي للتنظيم المحظور.. لذا ارتفعت هواجس وتحفظات التيارات السياسية المعتدلة في تعاملاتها مع تنظيم تتحرك عناصره كطيور الظلام وتحكمه مجموعة لا تعترف الا بالتصادم والانغلاق.. ومع هذا الغموض ليس غريبا ان يخطط التنظيم لعمليات اغتيالية ضد مفكرين او معارضين تطبيقا لمراجعهم المحظورة التي سطرها سيد قطب منذ عشرات السنين. من هنا رصدت "روزاليوسف" التغيرات المتنوعة داخل الجماعة للوقوف علي شكل ممارساتها في الموسم الانتخابي والسياسي المقبل في ضوء المستوي الضعيف لنوابها .