مع بزوغ الفجر وبداية الساعات الأولي من الصباح بينما الناس نائمون يبدأ عمله فيخرج بكل نشاط وحيوية ليرعي النباتات والأشجار ولا يشعر بالراحة إلا إذا لامس الطين يديه فهو ليس مجرد جنايني ولكنه فنان في الزراعة يعتز بعمله ويتقنه هو حميد الخشد الجنايني الأشهر في حي المعادي أحد أكثر أحياء القاهرة التي تتمتع بثروة خضرية مميزة. وعم حميد واحد من أبناء عزبة خشد التي تقع في المعادي واعتاد أبناؤها منذ عشرات السنين علي توارث المهنة و قد تعلم أصولها علي يد أخيه الأكبر الحاج أحمد الخشد الذي ينسب إليه الفضل في تعليم أغلب جناينية حي المعادي فهي علي حد وصفه مهنة تعتمد علي التواصل يبدأ فيها الصبي ليراقب العمل ليصبح بعد ذلك مساعداً صغيراً ثم صنايعي وأخيراً جنايني. وقد بدأ تعلم المهنة في عمر 12 سنة أثناء دراسته بالمرحلة الابتدائية حيث رفض ترك دراسته حتي حصل علي دبلوم صنايع فكان في الصباح جنايني وفي المساء سائق سيارة نصف نقل هذا إلي جانب نشاطه في جمعية أولادي الخيرية التي ترعي وتخدم أبناء الضاحية. يعتبر عم حميد سر تميزه في مهنته حبه الشديد لها وفخره بعمله كما يري نفسه محظوظاً لعمله في حي المعادي الذي يعتبر مجالاً صعباً لتنافس الجناينية لتقديم الأفضل والأجمل وليس من أجل مصلحة صاحب الحديقة فقط ولكن من أجل الصالح العالم أيضاً علي مدي 40 عاماً هي عدد سنوات كفاحه في المهنة استطاع أن يحوز علي لقب أفضل جنايني أكثر من مرة في المسابقة السنوية التي تقيمها جمعية محبي الأشجار بالمعادي سنوياً حيث يبرع في تزيين حدائق الميادين والشوارع الرئيسية إلي جانب عمله بالفلل الخاصة ويفتخر بالجزيرة الطويلة التي زرعها في شارع 213 وطولها 100 متر. وقد توارث أبناء عم حميد المهنة رغم حصولهم علي مؤهلات عليا إلا أنهم يفتخرون بمهنة والدهم فابنه الأكبر مهندس زراعي والآخر حاصل علي بكالوريوس تجارة فقد اعتادوا أن يعاونوه في عمله منذ صغرهم حتي أثناء فترة الدراسة. وبخلاف العادة في هذه المهنة بأن يصبح كبير الصنايعية مشرفاً علي العمل فقط إلا أن عم حميد يأبي أن يترك العمل بيديه فكل ما يتمناه من الله أن يطيل عمره ليقدم أفضل ما عنده كما يحلم بتأسيس نقابة لترعي مصالح أبناء المهنة وتضمن لهم الحياة الكريمة بعد أن يداهم الشيب رءوسهم.