الدستور الأصلى: لا يحق لأى كائن على وجه هذه الأرض أن يمنع فنانا من الغناء، وأصالة ليست أى فنانة.. بل إنها المطربة التى يحمل صوتها كبرياء وشموخا محببين.. لا يمكن لشخص يحمل ذرة من إنسانية أن يقف صامتا أمام موقف منع هذا الصوت القوى المفعم بالإحساس من الغناء، فإذا كانت أصالة ستمنع، من إذن سيغنى؟! أصالة دعاء سلطان تكتب: صغرت مصر حتى لخصناها فى قامة حلمى بكر.. وكبرت أصالة حتى إننا لم نعرف حدودا لعنفوان شفافيتها وانطلاقة صوتها لماذا صغرت مصر حتى لخصناها في قامة حلمى بكر مع كامل الاحترام لموهبته وقيمته الفنية؟! هل أصبحت نقابة الموسيقيين هى مصر؟ هل منير الوسيمى نقيب الموسيقيين الذى اعتدى أنصاره بالضرب على صحفى بجريدة الدستور - الاعتداء مثبت فى محضر- يمثل مصر بنقابته؟! إلا إن كان يقصد مصر البلطجية! هل يجب بنفس المنطق منع شيرين من الغناء فى مصر بعد هجومها على تامر حسني في إذاعة تونسية؟ الإجابة على الأسئلة الأربعة هى مربط الفرس فى قضية منع أصالة تلك المطربة ذات الصوت الحر المدرب البديع من الغناء فى مصر. إجابة السؤال الأول هى أن مصر لم تصغر أبدا، لكن يصّغرها من هم فى مثل قامة وقيمة منير الوسيمى وحلمى بكر، الذى هرع إلى نقابته لتحميه من سخرية مطربة – كانت محقة تماما فى كل جملة ساخرة صدرت عنها فى حقه- فعلا كان الملحن الكبير يربط حول عنقه منديلا مثيرا للسخرية والشفقة أيضا، وفعلا قبل الملحن على نفسه أن يظهر كموديل فى أغنية فيديو كليب مع نقيب الموسيقيين ذاته فى إحدى الكليبات، فما الذى أزعجه فى هذه الحقائق؟! هل سيمنعى حلمى بكر الآن من الكتابة فى مصر هو ونقيبه؟! أنا أسخر مثل سخرية أصالة منه.. والسخرية لا يعاقب عليها القانون. ثم إن أصالة – مثلا – لا تستلطف حلمى بكر.. "دمه تقيل على قلبها".. "شايفة إنه ملحن مش شاطر".. ما المؤذى فى هذا؟! ما المزعج فى أن يرانى البعض صحفية "مش شاطرة".. يؤذينى فقط أن يخوض أحدهم فى عرضى أو عرض أى بنى آدم فى هذا الكون دون سند واضح، وفيما عدا ذلك، فهو يدخل فى دائرة إنسانية لا تضير إلا ذوى النفوس الضيقة. وفيما يتعلق بالإجابة عن سؤال: هل أصبحت نقابة الموسيقيين هى مصر؟ فأنا شخصيا لا أتصور ذلك ولا أقبله ولا يقبله أى مصرى، فنقيب هذه النقابة جاء إليها مستخدما مجموعة من ال "بلطجية" تعدوا على صحفى مصرى كان يغطى انتخابات النقابة الأخيرة ومنعوا المرشح المنافس "هانى مهنى" من وضع لافتاته الانتخابية فى النقابة – مثبت فى محاضر – هل هذه هى مصر التى يقصدها نقيب الموسيقيين؟! وهذه إجابتى على السؤال الثانى والثالث معا. وبنفس المنطق الذى اتبعه نقيب الموسيقيين مع أصالة، والتى منعها من الغناء فى مصر لأنها سبت "رموووووز" مصرية مثل حلمى بكر – وهى لم تسبه بالمناسبة- وشيرين، التى أعربت عن كونها عدوتها اللدودة - وهى حرة تماما- فى اختيار أعدائها وفى خوض معاركها.. بنفس المنطق هل يجوز منع شيرين من الغناء فى مصر لأنها تطاولت على "رمز مصرى" وهو تامر حسنى؟! ولماذا بنفس المنطق لا يتم منع لطيفة من الغناء فى مصر لأنها هاجمت حلمى بكر أيضا؟! الإجابة: لأن أصالة سورية وليست مصرية، وقد أدمنا إذلال غير المصريين بكون مصر كبيرة ومصر الأم، ولأن لطيفة مصرية وتحمل الجنسية المصرية وتدفع ضرائبها على الحفلات كمصرية، ومن لديه ما ينفى كونها مصرية وتحمل "جواز سفر مصرى" له رقم فى مصلحة الجوازت أن يعرض دليله، وأن يؤكد ما ينفى ذلك، وإذا كنا مخطئين، وثبت أن لطيفة لا تحمل جواز سفر مصرى، وهذا غير حقيقى، فإننا قصدنا بكلماتنا السابقة – يا باشا- أن نقول إنها مصرية الهوى، وتحمل جواز سفر إلى قلوب المصريين وتدفع ضرائب فى حب مصر! وثانيا: لأن لا أحد يعتبر تامر حسنى أو عمرو دياب أو حتى محمد منير رمز مصرى، ولابد أن نعيد تعريف كلمة رمز مصرى، لأنى فى هذه الحالة سأطالب بأن أكون أنا شخصيا رمز مصرى، لا يجوز التطاول عليه! القضية كلها إذن هى رغبة فى إذلال أصالة السورية، وتذكيرها أنها مجرد ضيفة فى مصر.. خرجت أصالة وبكت فى برنامج "العاشرة مساءا".. بكت لأنها امرأة قوية لن تخضع لهم، ولو أجلسوها 10 سنوات فى بيتها، فإنها لن تتواصل مع أشباه فنانين يحاولون أن يخنقوا صوتها.. بكت لأنها شعرت أن قدر فنانة مثلها أن يكون قرار ممارستها لمهنتها مرهونا بيد مجموعة من الموظفين، الذين لا يقدرون على الحمار فيتشطرون على البردعة.. بكيت مع أصالة عندما بكت، ويكيت معها عندما اضطرتها الظروف – آسفة- لأن تجلس أمام مذيعة تنصحها نصيحة ربة منزل بأن تربى العيال وتغنى فقط، وبكيت بفرحة طفولية عندما وجدت أصالة تقول للمذيعة بمنتهى العنفوان والشموخ: سأغنى وسأقول ما فى نفسى أيضا.. هذه فنانة حرة.. من يحاول خنقها سيحترق بنار غبائه وجهله.. صغرت مصر حتى لخصناها فى قامة حلمى بكر.. وكبرت أصالة حتى إننا لم نعرف حدودا لعنفوان شفافيتها وانطلاقة صوتها.. أصبحنا مثل الطفل السمج الذى لا يتوقف عن معايرة ضيوفه بأنهم يأكلون ويشربون وينامون فى بيته، وهذا ليس فعلا يصدر من كبير، وإنما مجرد لعب عيال. إيهاب التركي يكتب: اذا كانت أصالة أخطأت فى حق حلمى بكر وشيرين فالقضاء من يحسم الأمر وليس نقابة الموسيقيين منع المطربة أصالة من الغناء فى مصر يسىء لسمعة نقابة المهن الموسيقية، والسكوت عن القرار يسىء لكل فنان مصرى تابع لاى نقابة فنية، وعلى أعضاء نقابة الموسيقيين أنفسهم الاحتجاج على هذا القرار حتى يتم الغاءه، ومن يمنع فنان من ممارسة فنه يكلل تاريخه بعار لا يمحى وهو عار خنق حرية التعبير الشخصي والفنى، وللأسف تتنافس النقابات الفنية المصرية فيما بينها منذ سنوات فى التنكيل بالفنانين العرب بسبب وبلا سبب. الفنان العربى ضيف بشروط على أرض مصر وهو مهدد دائماً بقرار نقابة بمنعه من التمثيل أو الغناء أو بمراجعة عدد الأدوار التى يمثلها لتقنينها وتخفيضها، وهو ضيف يعمل فى بلد لا ترحم من يتصرف بأريحية كأنه من أهل الدار، واذا كان هذا النجم العربى جرىء حبتين أو معتز برأيه وكرامته وماشى يعبر عن رأيه بصراحة فى السر وفى العلن فعليه توقع الحظر والمنع والتنكيل، ولن يشفع له ساعتها أقل من ابداء الندم والاعتذار وتقبيل الأيادى ولا بأس من شوية نفاق ومجاملة وشقلبة ليرضى غرور من بيدهم حرمانه من العمل فى مصر أهم بلد بها حركة فنية فى الوطن العربى. مصر أو هوليوود الشرق تتخذ من اسم هوليوود لقباً ولا تستلهم الحسن من أخلاق هوليوود التى انصهر فيها النجوم والفنانين من كل الجنسيات بلا تفرقة، وحتى فى عنصريتها تترفع النقابات الفنية عن اتخاذ قرارات بالمنع والحظر. هناك حالة بارزة وظاهرة من تضخم الذات لدى الوسط الفنى المصرى يمارسها ضد النجوم العرب على خلفية عنصرية بحتة، بعض الممثلين المصريين الذين تجاوزهم الزمن ولم يعد لديهم ما يقدمونه جاهر برأي غريب منذ سنوات حينما قال أن الممثلين العرب يزاحمون زملائهم المصريين فى أكل عيشهم، وكأن الفن يتنافس فيها مجموعة عمال، وكأنها مجرد سبوبة لأكل العيش، وكانت النتيجة قرارات نقيب الممثلين أشرف زكى بتحجيم عمل الممثلين العرب فى مصر. لم تنته بعد أثار تلك القرارات التعسفية التى لا مثيل لها فى العالم حتى بدأت تتكرر نبرة منع المطربات العرب، وها هى نقابة الموسيقيين تمنع المطربة أصالة من الغناء لمجرد انها عبرت عن رأيها الشخصى فى الموسيقار حلمى بكر وفى المطربة شيرين، قالت أصالة فى برنامج تليفزيونى انها تكره حلمى بكر وتعتبر شيرين عدوتها اللدودة، ومثل هذه التصريحات التى تعبر عن رأى شخصى لا يمكن بأى حال من الأحوال اعتبارها تهمة من الأساس، وحتى لو كانت هكذا فعلى المتضرر اللجوء للقضاء وليس للنقابة، فليس دور نقابة الموسيقيين أو أى نقابة فى العالم مجرد الالتفات الى مشكلة عضو يكره عضو أخر أو يعتبر أخر ثقيل الظل أو عدواً له، هذه المشاعر واعلانها والتعبير عنها يندرج تحت بند حرية التعبير، ولا تدخل حرية التعبير مهما تجاوزت وتطرفت فى اختصاص النقابات الفنية بأى حال من الأحوال. تصدى النقابة لأصالة ومنعها للغناء جزء من سلسلة تمارس فيه النقابات دور متعسف ضد المطربين العرب، منع أصالة من الغناء فى مصر، وقبلها أيضاً رولا سعد يسىء لنقابة الموسيقيين، فهؤلاء الفنانين اتفقت مع طرقهم فى التعبير عن رأيهم أو اختلفت يحق لهم الغناء وواجب النقابة ألا تستخدم سلطة المنع لقهرهم ومنعهم من التعبير الحر عن أرائهم، لا يضير حلمى بكر كراهية أصالة له فهو بشر وأى بشر يحبة أشخاص ويكرهه أخرين، ولن يضير شيرين أن تعتبرها أصالة عدوتها اللدودة ولا أن تعبر عن ذلك علانية، ولا يجب على نقابة الموسيقيين أن تلتفت لتلك الأمور أصلاً، ولا أن تجعل نفسها طرفاً تمنع هذا وترسل الشرطة خلف أخر لمنعه من اقامة حفلة غنائية، واذا كان هناك من تضرر من تعبير أصالة عن رأيها فليس دور النقابة هنا أن تتدخل أو تعتبر أن من حقوق أعضائها عليها الدفاع عنهم ضد زملائهم من مجرد التعبير عن رأيهم السلبى بهم. ابلاغ النقابة الشرطة لمنع اقامة حفلات بالقوة يهبط بدور النقابة الفنى ويعلى قيم التسلط والديكتاتورية، مثل هذه الشكاوى والمشاكل تحتاج الى حلول ودية وشخصية وليس الى استخدام سلطة المنع والشطب بحق فنانة أو فنان، ولا أكاد أتصور سبب مقنع لمنع فنان من ممارسة مهنته على أرض مصر هوليوود الشرق التى اشتهرت دائماً باحتضان النجوم العرب. لم تمارس أصالة التجسس على مصر لتمنع من الغناء فى مصر ويجب على النقابة أن تراجع مثل هذا القرار الذى يسىء لها، فلا توجد نقابة فى العالم تمنع مطرب أو ممثل من الغناء أو التمثيل حتى لو ارتكب جريمة فهناك جهات تتولى التحقيق والعقاب، ويظل دور النقابة حماية المهنة نفسها وليس مراقبة سلوك أعضائها ومراجعة أراءه الشخصية فى زملاءه. حميدة أبو هميلة تكتب: نقيب الموسيقيين يرى أنه يحمي مصر بمنع أصالة من الغناء.. والحقيقة أنه لا يري أبعد من جدران نقابته سيادة النقيب اتخذ قرارا بمنع أصالة من الغناء.. هل نصفق؟ يبدو أنه انتظر تصفيقا لن يجده، وتحية على استفاقته التي جاءت في غير محلها وتلك أيضا لن يحصل عليها. هل هو يرضي حلمي بكر أم يرضي غرور نقابته التي منعت مطربتين هما رولا سعد وأصالة عن الغناء في مصر خلال أقل من الشهر؟ هل هو حساس إلى تلك الدرجة التي تجعله يري دفاع أصالة المشروع عن صوتها إهانة له ولمقعده كنقيب منتخب ولمصر التي يتحدث عنها؟ منير الوسيمي نقيب الموسيقيين يضع النقابة بكل قوتها في مواجهة صوت، بحجة أنه يحافظ على أمن مصر الغنائي ويحمي "رموزها" دون أن يعلم أنه يهين الغناء، ودون أن يعلم أن الأمر أًصبح مخجلا تماما، لأن الخسارة بالطبع لن تكون من نصيب امرأة يعرفها الجمهور ويصدقها ويشعر بها وبما تغني أكثر مما يشعر بقرارته غامضة الأسباب مجهولة الأهداف. التهمة التي ساقها النقيب وصدقها، هي أن أصالة عصبية ولا تفكر كثيرا عندما تتحدث.. وتهين رموز الغناء والموسيقى في مصر.. ولا تحترم النقابة.. كل هذا لأنها وجدت أن هناك من تحدث عن صوتها بشكل لا يليق فمارست حقها الطبيعي والإنساني في العصبية، فهل من العيب أن أصالة امرأة لازالت تتمتع بكثير من الكبرياء والشموخ أو ما أسمته هي بالعنفوان، وهل مطلوب من المطرب أن يخفي مشاعره كي يرضي النقيب وأصدقاءه، إن كان غيرها يفعل ذلك وينجح في صنع موائمات تمكنه من العيش بلا منغصات فليس ذنبها أنها فشلت في أن تكذب. أصالة جلست أمس أمام مني الشاذلي في برنامج "العاشرة مساء" تحاول أن تفهم لماذا يبذل هؤلاء مجهودا خارقا لإشعار الجميع أن مصر خارجة لتوها من فترة نقاهة وأنها سوف تتأثر وتموت من الإعياء لو مس الهواء مبنى نقابة الموسيقين أو داعبت الأتربة جدرانها.. أصالة لم تصرح بالطبع بأنهم ينتقصون كثيرا من قدر نقابتهم بهذه الأفعال، وأنهم يحاولون اختصار مصر في جدران النقابة، وللحق منى الشاذلي لم تفهم أيضا هذا القصد. أصالة بالرغم من عصبيتها الشديدة وتوترها الصادق تماما، كانت أكثر ثقة لأنها تعلم جيدا أنها لم تهن النقابة، لكن سيادة النقيب فهم الأمور على هذا النحو ربما لحساسية مفرطة لديه، وربما لأنه أصبح يجد لذة في مطاردة المطربين بقرارات المنع، فمن المحتمل أن تلك المطاردات تشعره بسلطة أو بنجاح ما! لا أحد يدري، لكن أليس أمرا عجيبا أن تتعامل نقابة من المفترض أنها تحمي الفن بكل هذا الصلف وتعاقب مطربة على رأي شخصي قالته ردا علي جرح وجهه إليها حلمي بكر قاصدا ومتعمدا؟! هل الموسيقار حلمي بكر مستريح الآن؟ ألا يجد أنه من غير المشرف تماما أن يكون مساهما ولو من بعيد في جريمة منع مطرب من الغناء، وفي حجب صوت ولو لبعض الوقت في بلد ما، لماذا يفعل حلمي بكر هذا بتاريخه رغم أنه يعلم جيدا أننا لن ننسي أبدا أنه كان طرفا أساسيا في تغذية المشكلة والوصول بها إلي هذه المرحلة.. هذا لايمنع عشقنا التام لموسيقاه، فالرجل له كثير من الألحان العذبة التي لا ننساها أيضا، لكنه يصر على أن يذكرنا أنه ملحن سابقا ومثير للشغب فى نقابته حاليا!