كتبت بمقال الأمس عن تناقضات ماكس ميشيل التي جاءت بمقاله تعالوا إلي كلمة سواء حيث استعرضت بعض التناقضات في الحديث عن التيارات الطائفية المتشددة سواء كانت مسيحية أو إسلامية وفي مقال اليوم نتناول بعض الوشايات الأشد خطورة علي التماسك الوطني والتي ذكرها المقال يقول ماكس ميشيل فهل وصلنا إلي النقطة التي تستحق أن نعلن العصيان المدني بإلغاء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد ورفض قبول التهاني من رموز المجتمع أو المسئولين؟ وهل فكرنا أنه من الصواب أن نغامر بإلقاء كارت العصيان المدني كرد فعل لحوادث حمقاء حتي لا يوجد عندنا فيما بعد ما نعبر به عن غضبنا فيما قد يستحق هذا التصرف؟ وهل لم نتعلم من الخبرة أن التشنجات الانفعالية قد صعدت من حدة التوتر ولم تأت بأي خير وأحدثت نتائج سلبية وسيئة هل لم نتعلم الدرس بعد حتي الآن؟ ولقد تناسي ماكس ميشيل أن الكنيسة المصرية ليست هي صاحبة الدعوة للعصيان بل هم بعض الأشخاص علي الإنترنت كما أن الكنيسة رفضت هذه الدعوة قبل ذلك منذ سنة ونصف السنة تقريباً.. فتلك الدعوة المذكورة للإضراب والعصيان هي دعوة فردية وشخصية وليست صادرة من المؤسسة المسيحية في مصر وأعتقد أن ما تحاول أن ترسخه من افتراض حدوث وقيعة بين الكنيسة والدولة أو بمعني أدق بين البابا والدولة هو نوع من الخيال الجامح.. لأن الأخطاء التي تسببت في الوصول لأزمة أحداث سبتمبر 1981 قد أصبحت من الدروس المستفادة في التعامل والعلاقات بين الكنيسة والدولة. كما أن أحداث سبتمبر 1981 تمثل في تقديري علاقة استثنائية بين الكنيسة والدولة غير قابلة للتكرار بعد توالي المتغيرات الداخلية والخارجية واستعادة مساحة الحوار المشترك من أجل هذا الوطن وبالتالي فإن ما يقوم به ماكس ميشيل باللعب علي وتر تصعيد المسيحيين المصريين للإضراب أو العصيان بعدم الاحتفال بالأعياد الرسمية هو نوع من الخيال والأوهام لافتراض حدوث صدام قبل أن يحدث من الأصل. الطريف أن ماكس ميشيل يحاول أن يدس السم في العسل من خلال قوله الحل لن يكون أبداً سياسياً أو طائفياً ولن يكون بالشكوي لأجهزة الدولة أو الأمن أو اللوم عليها فهذا أسلوب ينتج حلولاً مؤقتة بسبب أنه يعالج الموقف الراهن الساخن علي حدة، الحل لا يمكن إلا أن يكون مجتمعياً ومصرياً وحوارياً مع التيار الإسلامي نفسه ثقافياً وشعبياً من خلال تيار مسيحي جماعي من الحكماء وهي محاولة غير مبررة لاستبعاد الدولة بجميع أجهزتها التي تمثل الإطار الآمن للمصريين جميعاً واختزال الحل في شكل تيار ديني مسيحي وتيار ديني إسلامي.. فضلاً عن محاولة إضفاء الشرعية علي تيار الإسلام السياسي الذي يطلب ماكس ميشيل من المسيحيين المصريين التواصل معه وتناسي ماكس ميشيل أن ما يطلبه هو بمثابة نزع فتيل القنبلة الطائفية في المجتمع المصري.. فأي مواطن مصري حقيقي لا يقبل أن يمثله تيار ديني سواء كان مسيحياً أو إسلامياً.. فالمطلوب قوة الدولة المصرية بمؤسساتها وقوانينها.. والتي تنفذ علي الجميع بدون استثناء سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات دينية وغيرها.. وليس المطلوب حكمة ماكس ميشيل في التعامل مع تيار الإسلام السياسي. وللحديث بقية عن تخاريف ماكس ميشيل