كتبت في المقالات السابقة عن تناقضات ماكس ميشيل ووشاياته التي جاءت بمقاله تعالوا إلي كلمة سواء الذي نشر يوم الجمعة الماضية بجريدة روزاليوسف اليومية. وفي هذا المقال أرصد ما يمكن أن نطلق عليه تخاريف ماكس ميشيل، وهي تلك التي جاءت في فقرة واحدة من كلمات وجمل محددة لا خلاف عليها أو لبس فيها، مثل: وهذه بؤرة المشكلة أن التيار الإسلامي انعقد قراره الخفي والمعلن علي تحميل الإدارة الكنسية الحالية المسئولية الكاملة عن كل ما يحدثه التيار المسيحي الطائفي المناوئ مع نوع من الإصرار علي الحصول علي رد أو تنازلات من الإدارة الكنسية.. فإن التيار الطائفي المسيحي يصر علي أن يحمل الدولة مسئولية كل ما يصدر عن التيار الطائفي الإسلامي وكأن الدولة علي كل شيء قديرة، وأنها كانت تستطيع أن تمنع كل هذا متجاهلين أن التيار الإسلامي متشعب في كل أجهزة الدولة علي كل المستويات. الطريف في العبارة السابقة أنه يرفض موقف التيار الإسلامي الذي يحمل الكنيسة مسئولية وجود التيار الطائفي، رغم أنه قد حمَّل في فقرة سابقة من المقال نفسه الكنيسة مسئولية التيار المسيحي الطائفي، بل وصل إلي تحميل البابا شنودة الثالث تلك المسؤولية بدون أن يذكر اسمه صراحة، وفي الوقت نفسه حاول أن يغازل الدولة فعفاها.. مما يقع تحت مسئوليتها المباشرة.. لأنه إذا لم نحمل الدولة مسؤولية سلامة العلاقات المسيحية الإسلامية بالدرجة الأولي من خلال التطبيق العملي لمنظومة المواطنة.. فمن نحمل إذن؟!.. هل هو التيار الإسلامي الطائفي الذي يريد ماكس ميشيل من المسيحيين فتح قنوات اتصال معه بعيدًا عن الدولة وأجهزتها التي يري أنها ليست علي كل شيء قديرة. وهو تصنيف يرسخ نوعًا من الاستهانة بقوة الدولة ومكانتها في سبيل نزع فتيل القنبلة الطائفية في المجتمع المصري باختزاله في تيار طائفي مسيحي في مقابل تيار طائفي إسلامي من جهة، والتشكيك في شكل العلاقة بين الكنيسة والدولة من جهة أخري. يعود ماكس ميشيل ليقول: أما عن الحوار الإسلامي المسيحي المباشر معنا - يقصد نفسه - فهناك قوي مسيحية أخري متعددة موجودة علي الساحة قادرة علي التأثير والتفعيل.. وسينضم إلي الحوار حال بدئه قوي مسيحية متعددة آثرت الصمت حتي الآن. وهو طرح يقدم ماكس ميشيل فيه نفسه علي اعتبار أنه متحدث باسم المسيحيين المصريين.. رغم نقده لتلك الفكرة من قبل، وإذا كنت قد رفضت هذا الطرح قبل ذلك من خلال فكرة اختزال المسيحيين المصريين في شخص البابا واعتباره الممثل لهم رغم أنه يرأس الطائفة العددية الأكبر عددًا، فمن الطبيعي أن أرفض ماكس ميشيل من هذا المنطلق أيضًا الذي يهيم علي وجهه بحثًا عن أتباع ومريدين، أما الأشد طرافة فيما كتبه ماكس ميشيل فهو موضوع القوي المسيحية الأخري التي آثرت الصمت وتنتظر الحوار، وهنا أسأله: من هم؟، ولماذا هم صامتون طيلة هذه الفترة؟، وهل هي مراوغة لاستقطاب ومغازلة الطوائف المسيحية غير الأرثوذكسية؟. إنها - حقًا - تخاريف وأوهام ماكس ميشيل.. البطريرك الوهمي المزعوم.