نشرت أمس الأول الرد الذي تلقيته من قارئة مهتمة بالمقال الذي نشرته "روزاليوسف" يوم الجمعة الماضي تحت عنوان (تعالوا إلي كلمة سواء). ولقد آثرت أن أبدأ تعليقي علي مقال البطريرك الوهمي المزعوم ماكس ميشيل من خلال هذا التعليق كنموذج من ردود الأفعال، ثم يعقبه من اليوم عدة مقالات عن تناقضات ووشايات وتخاريف ماكس ميشيل. يحسب ل«روز اليوسف» اليومية.. نشرها مقال ماكس ميشيل ضمن مبدأ حرية الرأي والتعبير الذي تعتمده في سياستها التحريرية.. وهو ما أتاح الفرصة لكشف حقيقته أمام الرأي العام من خلال تناقضات (فجة) فيما يطرحه وفيما يكتبه، ومنها: - استخدام أسلوب الهجوم من خلال التوزيع المنظم له لكي يتم توزيع المسئولية بدون تحديد جهة محددة ضمن أولويات تلك المسئولية.. فنجده تارة يهاجم التيار الطائفي الإسلامي، والحكم بشكل قاطع علي أن هذا التيار يريد (أسلمة) ما يمكن (أسلمته) بكل الوسائل المتاحة. ويعود ليؤكد أنه تيار متشعب في كل أجهزة الدولة علي كل المستويات. ومن الواضح في كلمات ماكس ميشيل أنه لا يستطيع أن يفرق بين الثقافة وانتشارها وبين وجود تيار منظم واضح المعالم ودقيق الاتجاهات. وبالتالي، لم يوفق في اختيار التعبيرات المناسبة والملائمة لتحليل دقيق وفهم أعمق للتيارات الإسلامية والأفكار السلفية المتشددة. وما يؤكد ذلك أنه يعود لتوجيه خطابه إلي (عقلاء وأذكياء المسلمين) في شكل متكرر من أشكال مغازلته الصريحة للمسلمين المصريين من جانب، ولتقديم نفسه في (الكفة) المقابلة لهم من جانب آخر. - يهاجم ماكس ميشيل التيار الطائفي المسيحي، الذي حاول جاهداً أن (يلف) و(يدور) بأكثر من شكل لتحميل ذلك الشكل المتطرف علي الكنيسة بالدرجة الأولي. وليس علي تيار منتشر أو متشعب كما قام مع التيار الإسلامي. وهو تحميل يصل في مداه النهائي إلي البابا شنودة الثالث نفسه، والذي لم يذكر اسمه ماكس ميشيل طيلة كلمات مقاله علي غرار ما سبق من قبل سواء في تصريحاته أو حواراته الصحفية وعلي البرامج الفضائية. ومن خلال هذا الأسلوب يرسم مقال ماكس ميشيل صورة (مشوهة) للبابا شنودة الثالث بشكل غير مباشر ليحمله وحده أخطاء وتداعيات الماضي. وهو ما يؤكد عدم قراءة ماكس ميشيل للأحداث في العلاقة بين الكنيسة والدولة.. سوي من وجهة نظره فقط، أو بمعني أدق من خلال اتجاه واحد أحادي يدعم ما يقوله ويؤكد عليه. - أضف إلي ما سبق، محاولته المستمرة للتأكيد علي أن التيار الطائفي (الآخر والمعاكس) علي حد تعبيره للتيار الطائفي الإسلامي هو التيار الطائفي المسيحي في مواجهة غير متكافئة وغير موجودة بهذا الشكل الساذج. لا أنفي حقيقة وجود تيارات متشددة هنا أو هناك، ولكن ليس شرطاً أن نضعها علي كفتي الميزان لنصنع التوازن.. لأنه يكفي اختلال إحدي الكفتين لتخريب العلاقات بين أبناء الوطن الواحد، وظهور الانشقاقات والتوترات الطائفية. ولا يعني زيادة التشدد والتطرف عند بعض جماعات الإسلام السياسي.. إعفاء الجانب المسيحي من حدوث الأزمات والمشكلات.. فلا يوجد نزاع أو توتر أو حالة من التشدد يمكن أن نحملها لطرف واحد.. مهما كانت نسبة مسئوليته.. فلكل توتر طرفان. وللحديث بقية عن وشايات ماكس ميشيل..