الرئيس السيسى ينيب وزير الدفاع للمشاركة فى إحياء ذكرى رحيل الزعيم جمال عبدالناصر    انتظام العملية التعليمية بمدرسة هاني عبد الحميد في تونا الجبل بالمنيا بعد توجيهات وزير التعليم    تسجيل 637 منشأة تعمل بقطاع صيد وتصنيع الأسماك بهيئة سلامة الغذاء حتى الأن    مجزرة مستمرة في غزة.. أكثر من 40 شهيدًا بقصف إسرائيلي مكثف على أحياء سكنية    الأعلى للاقتصاد العربي الإفريقي: الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين ثمرة الصمود المصري    يهودي ينفخ البوق في كنيس الفرنج بدمشق لأول مرة منذ 30 عاما.. فيديو    ضبط 102683 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    مصرع شخص بتصادم تروسيكل وميكروباص على طريق الفيوم الصحراوي    ضبط المتهم بالتحرش بسيدة ومحاولة الاصطدام بها بسيارته بالجيزة    وزيرة التضامن تشهد غدا إطلاق صندوق دعم مشروعات الجمعيات والمؤسسات الأهلية    التشكيل – رباعي هجومي ل أرسنال.. والصفقة الجديدة تقود نيوكاسل    الإسكان الاجتماعى يستعرض موقف تنفيذ الوحدات السكنية بمبادرة "سكن لكل المصريين"    سلامة الغذاء: تسجيل 57 منتج مكمل غذائي وفحص 467 منتجًا جديدًا في أسبوع    هجوم روسي مكثف بطائرات مسيرة وصواريخ يستهدف غرب أوكرانيا    أحكام بالسجن للمتهمين برشوة الجمارك الجديدة والاستيلاء على 10 ملايين جنيه    "ترامب": لدينا فرصة حقيقية لتحقيق شيء عظيم بالشرق الأوسط    المائدة الرابعة لمهرجان «القاهرة للعرائس» توصي بإنشاء بنك للنصوص ورابطة لفناني الطفل    السيسي يوجه بمواصلة العمل نحو تدبير الاحتياجات الدولارية لتوفير مستلزمات الإنتاج وتعزيز مخزون استراتيجى من السلع    ضبط عاطل تحرش بسيدة وحاول دهسها بأكتوبر    كشف ملابسات وضع شخصين سلسلة حديدية على مكان أسفل كوبري بطريق القاهرة- الإسماعيلية الصحرواى    تعيين دانيال لاريا حكما لمواجهة مصر ضد غينيا بيساو في ختام تصفيات كأس العالم    قائمة بيراميدز في رحلة رواندا    إعلام إسرائيلي: الجيش يتقدم ببطء نحو معاقل حماس في غزة ويستعد للتصعيد بالضفة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 28 سبتمبر 2025 في المنيا    صحة شمال سيناء: إحالة مدير مركز الرعاية الأولية ب"عاطف السادات" للتحقيق    ممثل جامعة الدول العربية يدعو لتوحيد الجهود لمواجهة مقاومة المضادات الحيوية    وزارة الصحة تسهم فى علاج ابنك من إدمان الألعاب الإلكترونية عبر خط ساخن ومنصة    سد النهضة| مصر تحسم رسالتها: لا تفريط في قطرة من النيل.. فيديو    بعد إغلاقه سنوات.. فتح شارع حديقة الأزبكية بوسط البلد بعد تطويره.. صور    عودة برنامج التوك شو الشهير (مصر انهارده) على شاشة التليفزيون المصرى    الإسكان للمصريين فى الخارج: مشروع بيت الوطن مستمر    الهلال الأحمر المصري يدفع ب3000 طن مساعدات إنسانية إلى غزة    محافظ أسوان: تكثيف أعمال صيانة الإنارة العامة بالشوارع الحيوية وتشغيل النوافير    جولة ميدانية لمدير تعليم القاهرة بمدارس إدارتي غرب وشرق مدينة نصر    بالصور.. عمرو دياب يتألق في حفل جديد بالأهرامات    تقديم فقرات وعروض فنية بالسوق السياحى وميدان المحطة بأسوان    ريمون مقار مؤلف «أولاد الراعي» بطولة ماجد المصري في رمضان 2026    تخريج 1291 جنديًا وخفيرًا جديدًا بمعهد تأهيل الأفراد في القاهرة    اتحاد جدة يعلن إقالة المدير الفني.. ويكشف عن البديل    ضبط 3 أشخاص لقيامهم ببيع خطوط هواتف محمولة مُفعلة ببيانات آخرين بالموسكي    خبير: الزخم الدبلوماسي المصري يضع إسرائيل في "عزلة دولية"    «الصحة»: انطلاق التقييم الميداني بالمنيا استعدادًا لتطبيق منظومة التأمين الشامل    علاج 2285 مواطنا بقافلة طبية بإحدى قرى الشرقية    رفعت فياض يكتب: الذكاء الاصطناعي خطر قادم.. يمكن أن يكون نعمة أو نقمة.. سيغير وجه التعليم على مستوى العالم.. لن يكون بديلا عن الإنسان إذا طور نفسه ووضع ضوابط لتقليل مخاطره    الاتحاد الأوروبي: العقوبات على إيران لا تعني نهاية المسار الدبلوماسي النووي    مفاجأة في الأفق.. ليفربول يضع أعينه على صخرة بايرن ميونيخ    أسعار المأكولات البحرية والجمبري اليوم الاحد 28-9-2025 في محافظة قنا    مجموعة مصر - تشيلي تخطف انتصارا مثيرا أمام نيوزلندا في الدقيقة 97 بكأس العالم للشباب    مودريتش يواجه دي بروين في اختبار ناري بين ميلان ونابولي    جامعة الجلالة تحتفل بتخريج الدفعة الثانية لعام 2025    دعاء الفجر| اللهم اشرح صدورنا وارزقنا القبول والرضا    اليوم.. محاكمة 56 متهمًا في قضية «خلية الهيكل الإداري»    "مش من حقهم".. محسن صالح يقتح النار على لاعبي الأهلي بشأن زيادة عقودهم    العد التنازلي ل144 يومًا.. موعد شهر رمضان 2026 وأول أيامه فلكيًا    "شرف الدفاع عن الأوطان".. وزارة الأوقاف تحدد عنوان خطبة الجمعة المقبلة    موعد إجازة السادس من أكتوبر 2025.. عدد أيام الإجازات الرسمية للموظفين    آذان الفجر..مواقيت الصلاة اليوم اليوم الأحد 28-9-2025 في بني سويف    عليك إعادة ترتيب حياتك.. حظ برج الدلو اليوم 28 سبتمبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القمة الخليجية واليمن... والسعودية

كانت هناك أسباب كثيرة تحول دون نجاح القمة الثلاثين لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الكويت. من بين الأسباب مسائل إقليمية تبدأ باليمن وتنتهي بإيران والعراق إضافة بالطبع إلي حساسيات معينة بين بعض الدول الأعضاء، خصوصا بسبب اسم الأمين العام الجديد للمجلس. ليس سرًا أن هناك وجهات نظر مختلفة داخل المجلس في شأن اليمن وإيران والعراق. وكانت هناك مسائل داخلية عالقة بعضها مرتبط باختيار الأمين العام الجديد للمجلس وبعضها الآخر بالعملة الخليجية التي لا تزال مشروعا مهما في حاجة إلي الكثير من الأخذ والرد والدراسات وأخذ بالاعتبار للتوازنات والحساسيات بين الدول الأعضاء. كانت مسألة تسمية الأمين العام الجديد موضع سجالات حامية، من الأفضل للمسئولين الخليجيين إدخالها طي النسيان. لكن الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت حال دون أي فشل أو تراجع من أي نوع كان في الظروف الدقيقة التي تمر بها منطقة الخليج. فعل ذلك عندما مكّن القمة من تجاوز السياسة بالمفهوم الضيق للكلمة.
انتشل الشيخ صباح الأحمد الصباح القمة من السياسة أوّلا عندما رسم في خطاب الافتتاح الخطوط العريضة للتوجهات الخليجية. في مقدمة هذه التوجهات الوقوف مع المملكة العربية السعودية وإدانة ما تتعرض له من "عدوان سافر يستهدف سيادتها وأمنها من قبل متسللين لأراضيها". كان أمير دولة الكويت حازما في موقفه الذي عبر عن استيعاب خليجي لخطورة ما يدور علي أرض اليمن وانطلاقا منها فأكد أن "أي مساس بأمن المملكة العربية السعودية واستقرارها يمثل مساسا بالأمن الجماعي لدول المجلس". لم يكتف الشيخ صباح بذلك. ذهب إلي أبعد. للمرة الأولي، بدا أن هناك إدراكا لأهمية التطورات اليمنية ولضرورة مساعدة اليمن الذي يعاني من أزمة اقتصادية حادة ترافقها محاولات خارجية من طرف إقليمي معروف للنيل من أمنه. كان المقطع المخصص في الخطاب لليمن متميزا نظرا إلي إشارته إلي الرئيس علي عبدالله صالح بالاسم من جهة وإلي اشارته إلي أهمية أن "يسود الأمن والاستقرار... لتسخير كل الجهود والامكانات نحو متطلبات التنمية بما يحقق للشعب اليمني الشقيق المزيد من التقدم والازدهار وبما يحفظ لليمن وحدته وسيادته علي أراضيه". ثمة وعي حقيقي في العمق لخطورة الوضع اليمني وللانعكاسات السلبية التي يمكن أن تترتب علي التعرض للوحدة اليمنية، خصوصا علي الصعيد الاقليمي.
بين اليمن وإيران، كان يمكن لقمة دول المجلس أن تضيع في متاهات، أقل ما يمكن قوله إن الدول الست في غني عنها. ولذلك، جاء الشيخ صباح بالعبارة السحرية التي تتضمن دعوة إلي "حل ازمة الملف النووي الإيراني بالحوار والطرق السلمية وإلي الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية بما يحقق التوصل إلي تسوية سلمية لهذا الملف ويوفر الاطمئنان والثقة ويساهم في الحفاظ علي الأمن والاستقرار في المنطقة". أظهر أمير دولة الكويت أن هناك حرصا اقليميا علي أمن إيران وضرورة تفادي أي توتر في المنطقة. لكنه أكد في الوقت ذاته أن دول مجلس التعاون حريصة علي التزام مبادئ الشرعية الدولية. في النهاية إن الشرعية الدولية هي التي أعادت الكويت إلي أهلها وحمتها من ظلم النظام العراقي البائد.
لم يكتف أمير الكويت بانتشال القمة من السياسة بمفهومها الضيق، بل انتشلها مرة أخري عندما نقلها إلي رحاب أوسع مرتبطة بالمواطن الخليجي والاستثمار فيه كإنسان ينتمي إلي العالم المتحضر. إنه العالم الذي تضع فيه الدولة امكاناتها في خدمة مواطنيها وليس العكس.
أراد أن يقول لمواطني دول المجلس الخليجي الست: إن عليهم أن يراهنوا علي تجربة المجلس وأن في استطاعتهم فعل ذلك. لم تنجح هذه التجربة، تجربة مجلس التعاون، في حماية الدول الست في الظروف الحالكة فقط، أكان ذلك طوال سنوات الحرب العراقية - الإيرانية في الثمانينيات أو لدي ارتكاب صدام حسين مغامرته المجنونة عندما غزا الكويت في العام 1990، نجحت ايضا عندما بدأت تقول للمواطن الخليجي: إن عليه أن يتوقع أشياء ملموسة تهمه مباشرة وتهم مستقبل أطفاله. إنها أشياء تساعده في حياته اليومية وحياة عائلته وتجعله يتمسك بتجربة المجلس.
كان مشروع الربط الكهربائي الذي احتفل به المشاركون في القمة كان خطوة أولي في هذا الاتجاه، كذلك المباشرة في مشروع ضخم يستهدف ربط دول المجلس بخطوط السكة الحديد. في النهاية، إن السكة الحديد هي التي وحدت الولايات المتحدة المترابطة الأطرف. إنها السكة التي ربطت بين الولايات الأمريكية المتباعدة، من نيويورك إلي كاليفورنيا مرورا بتكساس، وحولت الولايات المتحدة إلي قوة عظمي واقتصاد ضخم وسوق شاسعة تضم ملايين المستهلكين...
الأهم من ذلك كله، كان الرهان علي الإنسان نفسه. كان إعلان الكويت في بداية الجلسة الختامية للقمة، والذي تلاه الأمين لمجلس التعاون السيد عبد الرحمن العطية، فعل إيمان بالإنسان. تضمن الإعلان المقتضب ثلاث نقاط. التعليم، الأمن الغذائي والمائي، الأوبئة. لا مستقبل لدول المنطقة أو لأي دولة في العالم من دون برامج تعليمية متطورة. البرامج التعليمية المتطورة التي لها علاقة بالعصر وبما يدور في العالم تحول دون التطرف والإرهاب. البرامج التعليمية تصنع ثروة حقيقية أهم من كل الثروات الأخري. أما الأمن الغذائي والمائي فهو المستقبل في منطقة تعاني من الصحاري وشحة المياه. ولا مستقبل آمنا من دون بيئة آمنة وحرب علي الأوبئة كما في الدول المتحضرة...
أقلّ ما يمكن قوله، إن أمير دولة الكويت قفز بمجلس التعاون في اتجاه المستقبل. أخرجه من السياسات الضيقة، بل انتشله منها لا أكثر ولا أقل. كل ما اراد قوله إن المجلس قابل للتطور والتطوير وأن ذلك لا يكون إلا من خلال المواقف السياسية الشجاعة الحازمة متي تطلب الأمر ذلك ومن خلال الاهتمام بالإنسان الخليجي قبل أي شيء آخر. الشعارات لا تطعم خبزا. الحاجة دائمة إلي مشاريع حقيقية تؤكد للمواطن أن مجلس التعاون وجد منذ البداية لحمايته وأنه صار الآن وسيلة لتحقيق طموحاته وخدمته بطريقة أفضل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.