أقل من شهر.. جدول امتحانات الشهادة الإعدادية 2024 بمحافظتي القاهرة والجيزة    حى شرق أسيوط يزيل التعديات على مرسى نهر النيل ب«الدوان تاون»    من 8 ل12 ساعة.. قطع المياه عن عدة مناطق بمحافظة الدقهلية مساء السبت المقبل (تفاصيل)    الأسهم الأوروبية تنخفض عند الإغلاق مع استيعاب المستثمرين للأرباح الجديدة    بوتين يعلن اعتزامه زيارة الصين الشهر المقبل    الأهلي يختتم استعداداته لمباراة مازيمبي الكونغولي    موقف ثلاثي بايرن ميونخ من مواجهة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا    مباحث الفيوم تلقي القبض على المتهمين بإشعال النيران في فتاة بسبب خلافات الجيرة    طرح البوستر الرسمي لفيلم السرب    مسرح فوزي فوزي بأسوان يشهد احتفالات ذكرى تحرير سيناء    هالة صدقي: «صلاح السعدني أنقى قلب تعاملت معه في الوسط الفني»    تخصيص غرف بالمستشفيات ل«الإجهاد الحراري» في سوهاج تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة    عضو بالشيوخ: ذكرى تحرير سيناء تمثل ملحمة الفداء والإصرار لاستعادة الأرض    بفستان أبيض في أسود.. منى زكي بإطلالة جذابة في أحدث ظهور لها    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    لماذا حذرت المديريات التعليمية والمدارس من حيازة المحمول أثناء الامتحانات؟    وزارة التموين تمنح علاوة 300 جنيها لمزارعى البنجر عن شهرى مارس وأبريل    فيديو.. مسئول بالزراعة: نعمل حاليا على نطاق بحثي لزراعة البن    الجيش الأردني ينفذ 6 إنزالات لمساعدات على شمال غزة    الكرملين حول الإمداد السري للصواريخ الأمريكية لكييف: تأكيد على تورط واشنطن في الصراع    أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية بالاستفزازية    "أنا مشجع كبير".. تشافي يكشف أسباب استمراره مع برشلونة    عامل يتهم 3 أطفال باستدراج نجله والاعتداء عليه جنسيا في الدقهلية    الأهلى يخسر أمام بترو الأنجولي فى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لسيدات اليد    المغرب يستنكر بشدة ويشجب اقتحام متطرفين باحات المسجد الأقصى    تشكيل الزمالك المتوقع أمام دريمز الغاني بعد عودة زيزو وفتوح    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    في اليوم العالمي للملاريا.. أعراض تؤكد إصابتك بالمرض (تحرك فورًا)    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    سبب غياب حارس الزمالك عن موقعة دريمز الغاني بالكونفيدرالية    استجابة لشكاوى المواطنين.. حملة مكبرة لمنع الإشغالات وتحرير5 محاضر و18حالة إزالة بالبساتين    دعاء يوم الجمعة.. ساعة استجابة تنال فيها رضا الله    تشيلي تستضيف الألعاب العالمية الصيفية 2027 السابعة عشر للأولمبياد الخاص بمشاركة 170 دولة من بينهم مصر    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    طريقة عمل مافن الشوكولاتة بمكونات بسيطة.. «حلوى سريعة لأطفالك»    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    "ميناء العريش": رصيف "تحيا مصر" طوله 1000 متر وجاهز لاستقبال السفن بحمولة 50 طن    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    محافظ قنا: 88 مليون جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر خلال العام الحالي    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    معلق بالسقف.. دفن جثة عامل عثر عليه مشنوقا داخل شقته بأوسيم    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحليل السياسي والديني لشخصية البرادعي كما يراها الإخوان

ترى جماعة الإخوان ضرورة استغلال «حالة» د. محمد البرادعى الاستغلال الأمثل الذى يصب فى مصلحتهم، ولذلك قاموا بتكليف القسم السياسى للجماعة الذى يترأسه عصام العريان لعمل تحليل شخصية سياسى عن البرادعى لتحديد اتجاهاته وتوقع تحركاته، وعقد العريان بدوره ثلاثة اجتماعات مكثفة على مدار أسبوع، كلف خلالها 11 عضوا هم: «محمد عبدالغنى - محمد النبلاوى - عاصم شلبى - ياسر عبده - خيرى عمر - سعد عمارة - أحمد العجيزى - خالد حمزة - على عبدالفتاح - حسين راغب - محمد السيسى» لجمع مادة موثقة عن البرادعى، وبعد ذلك تم تكوين لجنة لتحليل ما تم تجميعه بواسطة كل من «محمد مرسى - سعد الحسينى - محمد سعد الكتاتنى - محمد جمال حشمت - حسام أبوبكر -أحمد أبوبركة»، وبعد ذلك تمت الصياغة النهائية للتقرير الذى ننفرد بنشره الذى هو بين أيدى مكتب إرشاد الجماعة الآن.
يرحب بمشاركة الإخوان فى العمل السياسى ولا مشكلة لديه من قيام أحزاب على أساس دينى.. لكن تحليل الإخوان يتشكك فى نواياه خاصة مع قبوله أن يتولى قبطى رئاسة الجمهورية
تحاول هذه الورقة أن تتعرف بدرجة أكثر عمقاً على التوجهات الفكرية والمواقف السياسية والرؤية الإصلاحية للدكتور محمد البرادعى وذلك من خلال النظر فى أحاديثه ومقالاته وتصريحاته فى الفترة الأخيرة وبخاصة بعد إعلانه عن نيته خوض معركة الإصلاح السياسى فى مصر.. وذلك بهدف الإلمام بأحد العناصر المؤثرة فى احتمالات تعاون الجماعة معه فى عملية الإصلاح خلال المرحلة المقبلة.. وسيتم هذا التعرف من خلال تناول العناصر التالية:
أولاً: التوجهات الفكرية:
1- فهم الإسلام.
2- أولوية القيم الأخلاقية.
3- الانتماء للعولمة.
ثانياً: المواقف السياسية:
1- الموقف من الولايات المتحدة الأمريكية.
2- الموقف من الكيان الصهيونى.
3- الموقف من النظام المصرى.
4- الموقف من جماعة الإخوان المسلمين.
5- الموقف من تجربة الأحزاب فى مصر.
6- الموقف من تحريك الشعب.
ثالثاً: الرؤية الإصلاحية أولاً: التوجهات الفكرية:
1- فهم الإسلام:
لا يوجد فيما يطرحه الدكتور البرادعى ما يشير إلى وجود خصومة مع الإسلام فهو يتحدث عن والده- نقيب المحامين الأسبق رحمه الله- والذى يعتز به بدرجة عالية ويراه- فى أحد أحاديثه- بطلاً فى معركة الحريات إبان العهد الناصرى «والدى كان رجلاً متديناً يصلى ويصوم.. الإسلام كان بالنسبة لنا فى البيت محبة وتسامحا وقدوة»، وعندما أراد لفت النظر لأهمية القراءة والتدبر والتفكير فى ضرورة الإصلاح ذكر الآية الكريمة «اقرأ باسم ربك الذى خلق».. ومع ذلك فإن مجمل ما يطرحه الدكتور البرادعى يشير إلى عمق تأثره بما استقر لدى المجتمعات الغربية من تهميش دور الدين فى الحياة العامة وهو ما سنعرض له من خلال الأمثلة التالية:
أ- يلوم على مجتمعاتنا أنها أصبحت «تتكلم بلغة القرون الوسطى.. عندما تتحدث عن شيعة وسنة ومسلمين وأقباط.. هذه مسائل انتهى منها العالم وانتهى العالم العربى منها منذ قرون قبل أن تحدث ردة»، ولو أنه كان يتحدث عن التعصب لكان الأمر مفهوماً ولكن عباراته تتجاوز ذلك للاستهانة بمطلق الشعور بالانتماء للعقيدة.
ب- يثنى على تجربة الهند فى تولية رجل من السيخ لمنصب رئيس الوزراء هناك رغم أن نسبتهم لا تتجاوز 2% من السكان «بينما نحن مازلنا نتحدث عن السنة والشيعة»، ويتفق مع هذا المنطق أنه حين يتحدث عن ضرورة وضع دستور جديد للبلاد يكفل تحقيق السلام الاجتماعى لطوائف المجتمع المختلفة يعدد من بينهم «البهائيين» بجانب المسلمين والأقباط.
ج - تكرر فى أحاديثه ملاحظته التناقض بين ما تضمنته المادة الثانية من الدستور من النص على أن دين الدولة الرسمى هو الإسلام، وأن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع وبين حظر الأحزاب ذات المرجعية الدينية مما يقتضى إلغاء الحظر على قيام هذه الأحزاب، إلا أن ذلك لم يمنعه عند سؤاله عن رأيه فى إمكانية إزالة هذا التناقض عن طريق إلغاء المادة الثانية من الدستور ذاتها فكان رده: «هى مسألة عايزة تفكير.. الإسلام حولناه إلى طقوس وليس جوهر.. ما هو الإسلام..؟ هل اجتهدنا فى تفسير الإسلام خلال القرون الأربعة أو الخمسة الأخيرة.. الغرب فيه أحزاب مسيحية وهى تعبر عن أفكار وقيم معينة.. هل الأفضل أن يكون هذا محظوراً أو تكون الدولة ليس لها دين.. الدولة كمؤسسة ليس لها دين والمسلمون هم الأفراد.. يجب أن نناقش هذه النقاط دون حساسية ودون أن نخون أو نكفر من يناقشها».
د- من الملاحظ عند حديثه عن أسس النهضة المرجوة تكراره لمصطلحات مثل.. التفكير العقلانى.. الحداثة.. المجتمع المصرى.. ورغم أن هذه المصطلحات لا تحمل دلالة قاطعة فى حد ذاتها على التوجه الفكرى لقائلها إلا أن السياق الذى يستخدمها فى إطاره يجعلها غير منفكة عن التوجه العلمانى حتى وإن لم يذكره صراحة.
2- أولوية القيم الأخلاقية:
فى إحدى الندوات التى تحدث فيها الدكتور البرادعى بعد فوزه بجائزة نوبل فى أمريكا الموجودة على «اليوتيوب» يلفت النظر إلى أنه بعد صعوده إلى المسرح عند بداية الندوة يقوم - بشكل تلقائى - بتحية مقدمة الحفل و«تقبيلها»، وفى أحاديثه المتعددة كثيرا ما يعبر عن اهتماماته الفنية وبخاصة «الفن التجريدى جزء مهم من هواياتى.. وأيضاً من اهتماماتى الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجاز.. الفن يعبر عن طموح الإنسان وما يريده»، وتحفل متعلقات الدكتور البرادعى الموجودة على شبكة الإنترنت بإضافات عديدة تؤكد مدى تأثره - بل وانغماسه - فى النموذج الغربى للحياة ونمط المعيشة فى هذه المجتمعات.
ومن المهم هنا أن نفرق بين هذا التأثير - الذى هو حقيقة واقعة - وبين الترخص الأخلاقى الذى اعتدنا فى مجتمعاتنا الإسلامية أن يكون سمة هؤلاء «المتغربين».. فالقيم الأخلاقية وإعلاء شأن «الضمير» والصدق مع النفس مكون أصيل من مكونات شخصية الدكتور البرادعى.. فحديثه عن مهمة الإصلاح التى ندب نفسه إليها ترتبط فى نظره بالواجب والضمير.. انظر وهو يقول: ضميرى يحتم علىَّ أن أستمر فى الحديث عن التغيير سواء تحقق هذا بعد سنة أم اثنتين أم خمس سنوات أم لم يتحقق.
هذه مسألة ضمير.. لا يمكن أن أكون قد وصلت لهذا المنصب وهذا التعليم وأخذل شعبى ولا أقول له عن مشكلة وعندى حلها، المسألة مسألة قيم وليس مسألة سياسة.
وبصفة عامة فإن المطالع لأطروحات الدكتور البرادعى يلاحظ الحس الأخلاقى العالى - وفق النموذج الغربى - حيث يدعو للالتزام بالصدق مع النفس.. احترام المبادئ.. الانشغال بالهم العام.. وهو يؤكد على «حاجتنا دائما ليس فقط لأن نعرف عملنا جيدًا بالنسبة لنا على الأجل القصير ولكن لنعرف أيضا أنه صحيح من الوجهة الأخلاقية».. لكن المعضلة أنه حريص فى الوقت ذاته على التأكيد على «إننى عندما أتحدث عن الأخلاق لا أتحدث عن الدين ولكن أتحدث عن قواعد الأخلاق وعن القيم الأخلاقية وأظن أنها تلزمنا جميعا.. أن نكون صادقين.. أن نكون عادلين..» ومع التقدير للقيم الأخلاقية التى يركز عليها الدكتور البرادعى.. ومع إدراك مدى حاجتنا للالتزام بها.. إلا أن حرصه على الابتعاد بها عن الدين يعزز التساؤل عن طبيعة المفهوم الذى يحمله لديننا الإسلامى.
3- الانتماء للعولمة:
إن اعتبار الانتماء للعولمة بندا مستقلا ونحن نناقش التوجهات الفكرية للدكتور البرادعى لا يرجع لحقيقة أنه كان موظفا دوليا ومواطنا عالميا على مدى ما يزيد على ال40 عاما.. ولكن يتعدى ذلك إلى أن هذه الحقيقة قد أثرت فى تكوينه الفكرى وفى تناوله لمعضلات الواقع من خلال المدخل «العولمى» إن صح التعبير:
أ) فهو يحدد منطلقه ابتداءً: «أنا منطلقى أننا أسرة واحدة من 6 مليارات إنسان» وهو يرى أن المجتمع الدولى ينضوى تحت منظومة عالمية لا يمكن أن نخرج عنها وأن أى مشكلة لا يمكن التعامل معها دون المشاركة مع باقى دول العالم.. ولابد أن تكون لدينا نظرة شمولية ولا ننطلق من منطلق إقليمى ضيق.
ب) ومع ذلك فإن لهذه النظرة مردودها الإيجابى من المنظور الإسلامى فهو يأسى من أن العالم العربى أصبح فى حالة تشرذم وأصبحنا نسمع أصواتا تقول لا يوجد شىء اسمه العالم العربى.. ونجد دول الاتحاد الأوربى ب12 لغة مختلفة وعادات وتقاليد مختلفة تفهموا أن الاتحاد قوة ولأنه لا يمكن لدولة أن تعمل بمفردها.. واليوم أين العلاقة الوثيقة بين مصر وإيران وتركيا وأندونيسيا وباكستان.. كل واحد يعمل بمفرده ولا يثق فى جيرانه وليست لدينا رؤية مشتركة.. دولة تسقط وبعدها أخرى وسنستمر كذلك ما لم نعد النظر بالكامل فى ماهيتنا وقوميتنا.. يجب أن نجد لأنفسنا فضاء نواجه به الفضاءات الكبيرة المختلفة.. هناك فضاء يجمع دول أمريكا الشمالية.. وهناك فضاء يجمع دول أمريكا اللاتينية.. وفضاء يجمع دول جنوب شرق آسيا.. وهناك حلف الناتو الذى يضم 26 دولة.. المنطقة الوحيدة التى تخلو من فضاء يجمعها هى المجموعة العربية.. ليس هناك فضاء يقوم على الانتماء العربى والثقافة الإسلامية.. هذه الدول التى ذكرتها كدول إسلامية لها ثقافات وإمكانات.. لو أقمنا هذا الفضاء سينظر إلينا العالم نظرة مختلفة.
ثانياً: المواقف السياسية:
1- الموقف من الولايات المتحدة الأمريكية:
تمثل العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية إحدى علامات الاستفهام التى تحيط بالتحول الأخير للدكتور البرادعى وتبنيه قضية الإصلاح السياسى فى مصر.. وقد تكرر الوقوف عندها سواء من بعض الناشطين فى تبنى ذات القضية أو من كتبة النظام المصرى المتوجس من هذا التحول فى مسيرة الدكتور البرادعى.. وإدراكاً منه لموضوعية هذا التساؤل فقد حرص الدكتور البرادعى فى أحاديثه على توضيح الإطار الذى يحيط بعلاقته مع القطب الأمريكى وذلك كما يلى:
أ) يستشهد الدكتور البرادعى بالصحف الأجنبية التى وصفت حصوله على جائزة نوبل بأنها ركلة فى ساق بوش لأنه تحداه فى أزمة العراق، وكذلك أنا أتصور أننى منعت الحرب فى إيران لأن أمريكا حين أعلنت أن إيران لها برنامج نووى قلت حينئذ نحن لا نملك الوثائق التى تثبت ذلك، ويشرح الدكتور البرادعى مواجهته مع إدارة بوش بشكل أكثر تفصيلا «بالطبع كانت هناك نية مبيتة لضرب العراق بعد الهجمات الإرهابية فى سبتمبر .2001 ولجأوا إلى الأمم المتحدة إلا أن عمليات التفتيش لم تسعفهم وبالتالى لم يجدوا أمامهم إلا الاستخدام الأحادى للقوة بدون أن يأخذوا تصريحا من مجلس الأمن.. وأخذنا جائزة نوبل لموقفنا فى العراق.. وذكرت لجنة الجائزة أننى كنت مدافعا لا يهاب لأننى وقفت أمام الولايات المتحدة الأمريكية».
ب) مع تكرار انتقاد الدكتور البرادعى لأمريكا باعتبارها الدولة الوحيدة التى اعترضت على ترشيحه لقيادة وكالة الطاقة النووية للمرة الثالثة لموقفه فى أزمتى العراق وإيران.. إلا أنه يلقى العبء على ذلك الموقف السلبى تجاهه على إدارة الرئيس بوش.. بينما يلاحظ «أن الرئيس أوباما يتكلم فى كلام أعتقد أنه يدل على الحرية وعلى التواصل مع العالم.. ولكن هناك ما أتفق عليه وما اختلف عليه مع السياسة الأمريكية».
ج) ومن المفيد أن نورد رد الدكتور البرادعى على استفسار عما إذا كانت الجرأة التى يتحدث بها مؤخرا ترجع لأنه أخذ ضوءا أخضر من قوى كبرى.. فرد قائلاً «هذا جزء من عدم الثقة فى أنفسنا والعيش بنظرية المؤامرة.. أى لابد من أن أجد ما سيحدد لنا مصيرنا.. وهذا يمثل مهانة لنا كدولة وكشعب».
2- الموقف من الكيان الصهيونى:
على المستوى الشخصى فإن الدكتور البرادعى يعتبر أنه من المسلمات أن الكيان الصهيونى يمثل له خصومة كبيرة لأسباب موضوعية، «إسرائيل لم تقف معى عند تجديد ترشيحى للوكالة لأكثر من سبب فحين ضُربت سوريا أنا الوحيد الذى قال إن هذا مخالف للقانون الدولى.. ولم يتكلم أحد ولا حتى مصر فى ذلك الوقت.. نفس الشىء فى حالة إيران والكيان الصهيونى كانت تريد أن أقرر أن إيران لديها برنامج نووى بينما كنت أكرر انتقادى إن هناك عدم توازن فى المنطقة العربية مادام الكيان الصهيونى خارج المعاهدات.. كل هذا لم يكن ليسر الكيان الصهيونى».
أما إذا انتقلنا من الموقف الشخصى إلى القضية برمتها فإن موقفه يمكن تلخيصه فيما يلى:
أ) يرى الدكتور البرادعى أن علاقة العالم العربى بإسرائيل علاقة معقدة ومرتبكة.. وبالطبع لابد أن يكون هناك سلام فى نهاية المطاف وشروط السلام محددة فى قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقضية».
ب) يتبنى الدكتور البرادعى الحوار المباشر لمعالجة القضية الفلسطينية والقضايا المماثلة «عندما نختلف مع دول لابد أن نتحدث معها.. أنا أرى أنه لابد أن يكون هناك حوار لحل أى مشكلة.. الحوار ليس علامة ضعف ولكن علامة قوة.. يجب أن يكون هناك حوار عربى إسرائيلى لحل جميع المشاكل»، وباعتبار اهتمامه الخاص بالأسلحة النووية فإنه يرى أن إسرائيل لن تتخلى طواعية عن برنامجها النووى ما لم تشعر أنها مقبولة فى المنطقة وهذا لن يتم فقط عن طريق الضغوط ولكن عن طريق حوار كامل شامل لعملية السلام فى الشرق الأوسط ويجب ألا نكتفى بما تقوم به أمريكا والغرب.. الدبلوماسية ليست عبارة عن حوافز فقط ولكن ضغوط أيضاً يجب أن نأخذ زمام المبادرة.
ج) اتساقاً مع هذه الرؤية فإن الدكتور البرادعى يتذكر - باعتزاز - أنه إبان عمله كمساعد لإسماعيل فهمى وزير الخارجية فقد كان مؤيداً لقراره بالاستقالة عندما قرر السادات زيارة القدس «ليس لأننا نعارض السلام ولكن لأنه كان من الشروط أن ندفع بالكامل قبل أن نأخذ أى شىء ولم يكن هذا أسلوباً سليماً»، كما يتذكر باعتزاز كذلك أنه كتب مذكرة عند بحث فكرة انضمام مصر لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية فى السبعينيات عارض فيها هذا الانضمام لأنه «ليس فى مصلحتنا أن ندخل إذا لم تنضم إسرائيل، ورغم ذلك انضمت مصر وجميع الدول العربية للاتفاقية وبعد ذلك بدأنا نصرخ».
د) يعتبر الدكتور البرادعى أن قيام مصر بإبرام صلح منفرد مع إسرائيل من الأخطاء الكبرى لأنه أدى إلى انعزالها عن محيطها العربى طيلة 10 سنوات وكان «لابد أن نفهم أنه لن يكون هناك سلام فى المنطقة بدون سلام شامل»، ويستغرب الدكتور البرادعى كيف وقعنا اتفاقيات السلام دون اشتراط دخول إسرائيل فى اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية لإخلاء المنطقة من هذه الأسلحة.
ه) وأخيراً كنموذج لطريقة تفكيره يعلق الدكتور البرادعى على الموقف المصرى من المحنة التى يعيشها قطاع غزة «من حق أى دولة أن تدافع عن أمنها القومى ولكن بدون تجاوز لمسئوليتها نحو المجتمع الإنسانى.. وفى رأيى أنه إذا كانت الأنفاق تستخدم فى تهريب المخدرات والجماعات المتطرفة فلا أجد تعارضاً بين حماية مصر لأمنها القومى وأن توفى بمسئوليتها فى تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى.. إذا قفلنا الأنفاق فلنفتح المعابر.. لماذا لا نقيم منطقة حرة فى رفح يأتى إليها الفلسطينيون لشراء حاجاتهم ثم يعودون مرة أخرى» وربما كان أكثر أقواله تعبيراً عن رؤيته هو ما صرح به لمجلة «الفورن دبولسى» الأمريكية من أنه يتفق مع الرأى الذى يعتبر «أن مليونا ونصف مليون مدنى برىء يعاقبون بسبب تصرفات عدد من أعضاء حماس» ورداً على منتقديه فإن الدكتور البرادعى يتحفظ على «أن كونه عبر عن تعاطفه مع 6 ملايين يهودى أبيدوا على يد النازيين - لا يعنى أنه متفق على أن يعاملوا الفلسطينيين بهذه الطريقة».
3 - الموقف من النظام المصرى:
من الناحية الشخصية يعلن الدكتور البرادعى صراحة «أنه لا يدين النظام المصرى بأى شىء بل بالعكس.. هذا النظام عمل ضد ترشيحى مديراً عاماً لوكالة الطاقة النووية» على أن للدكتور تقديراته الجديرة بالنظر لطبيعة هذا النظام:
أ - يرى البرادعى أن الرئيس مبارك «رجل متواضع ومستمع جيد يتسم بالبساطة الريفية وتشعر معه بالألفة».. وعلاقته به علاقة مودة بدأت عام 2002 إبان أزمة العراق واستمرت لنحو 6 سنوات.. حيث كان يطلب مقابلته عند زيارته لمصر كل عام.
ب - أما بالنسبة لجمال مبارك فقد قابله ما يقرب من 5 مرات «وتناقشت معه فى الأمور السياسية الخاصة بالدولة.. بما أن له اهتمامات سياسية.. وهو شخص مهذب ومستمع جيد وله إرادة خاصة تتعلق بالقضايا المختلفة تختلف عن آرائى».
ج - يرى الدكتور البرادعى صورة النظام المصرى منعكسة فى مواد الدستور المصرى التى تعكس وجود سلطة واحدة طاغية بشكل لم أشهده فى أى دولة أخرى وهى السلطة التنفيذية ممثلة فى رئيس الجمهورية.
د - رغم صرامة النقد الذى يوجهه الدكتور البرادعى للنظام المصرى والذى يراه امتداداً لنظم قمعية تحكم مصر طيلة ال 50 عاماً الماضية فإنه حريص على التأكيد على وجود علاقات مودة وصداقة تربطه ببعض أطراف هذا النظام «وأن المسألة ليست شخصية ولكنها اختلاف فى السياسات.. ليست لدى خلافات مع أشخاص وإنما مع طريقة إدارة الأشخاص للمنظومة التى يتولون إدارتها».
4- الموقف من جماعة الإخوان المسلمين:
على مستوى العلاقة الشخصية يصرح الدكتور البرادعى «أنا عمرى ما عرفت حد من الإخوان المسلمين.. وهناك كثير من الأفكار أختلف فيها جذرياً معهم.. وبحكم إقامتى بالخارج لا أعرف شخصاً واحداً من الإخوان المسلمين نهائياً»، أما على مستوى رؤيته الإصلاحية فإن ملامح موقفه من جماعة الإخوان المسلمين تتشكل مما يلى:
أ - يرى الدكتور البرادعى أن جماعة الإخوان المسلمين لابد أن تكون جزءاً من المشاركة فى العمل السياسى «ولا مانع من عمل حزب لهم مادامو يلتزمون بالقيم المصرية التى وافق عليها الشعب فى الدستور.. وأنا بأضحك على نفسى عندما أقول أن هناك 88 نائباً فى جماعة محظورة ويلاحظ أن «الدستور يقول إن الإسلام المصدر الرئيسى للتشريع فكيف يمكن ألا يقوم حزب مرجعيته إسلامية».
ب - وهو يرحب بمشاركة جماعة الإخوان ما دامت الديمقراطية هى المعيار «الديمقراطية معناها تداول السلطة والحوار السلمى فإذا كان ذلك موجوداً فأهلاً وسهلاً بالاتجاهات المختلفة سواء الإخوان أو الاشتراكيين أو الشيوعيين.. وأرى فى وجود هذه الاتجاهات إثراء للعمل الفكرى ويجب ألا يكون هناك حجر على الأفكار بحجة أنها متطرفة.. بالطبع إذا كان هناك تطرف مخالف للدستور فهذه مسألة أخرى.
ج - مع إيجابية هذا الطرح بالنسبة لموقف البرادعى من الجماعة إلا أن الأمر لا يعتبر محسوماً تماماً.. فالدكتور البرادعى يتطلع «لدولة عصرية قائمة على قاعدة أن هناك أغلبية مسلمة وأن هناك أقلية قبطية يجب أن نحترمها.. وأن الدين لله والوطن للجميع».
ولكن ترجمته لهذه الرؤية توضح أن «الدستور لن يسمح للجماعات المتطرفة بالنشاط مثل تلك التى تقول إن المواطن القبطى لا يتولى رئاسة الجمهورية.. هناك قيم يجب أن نتوافق عليها وإذا توافقنا عليها فأهلا وسهلاً بالمسلم والناصرى وبالماركسى».
والتوافق الذى يدعو إليه الدكتور البرادعى هنا يعنى أن الحسم لن يكون وفق ما ينتهى إليه التصويت المجرد من اختيار للأغلبية.. ولكن من خلال حوار يراعى قبول جميع الأطراف المتباينة للصيغ التى يتم الانتهاء إليها.
5 - الموقف من تجربة الأحزاب فى مصر:
يتحفظ الدكتور البرادعى من حيث المبدأ - على الاعتراف بشرعية الأحزاب المصرية «التجربة الحزبية فى مصر تعانى خللا واضحاً بسبب القيود المفروضة على تأسيس الأحزاب.. ففى التجارب الديمقراطية يتم تأسيس الحزب بإخطار، أما فى مصر فلابد من موافقة لجنة شئون الأحزاب التى يرأسها أمين الحزب الوطنى، وبالتالى كيف تتوافر المنافسة الحزبية السليمة فى ظل سيطرة الحزب الحاكم على لجنة الأحزاب.. هذا التقييد هو سبب انصراف المواطن عن المشاركة السياسية فالنظام السياسى غير ديمقراطى وهو بذلك لا يوفر المناخ الشرعى للممارسة السياسية».
ويعتبر الدكتور البرادعى المشاركة فى العمل الحزبى بوضعه الحالى جهداً عبثياً كمن يرغب فى أن «يسوق عربية.. والعربية خسرانة.. والطريق مكسر.. لا يجوز لى أن أكون جزءاً من هذا السيناريو وهذه المسرحية» وبناء على هذه الرؤية فإن الدكتور البرادعى يقطع بأنه لن أكون حزباً سياسياً فى ظل هذا الإطار الهش المهلهل غير الديمقراطى.. لأنه يعتبر مهانة لقيمى أن أكون حزباً فى هذا الجو غير الصحى».
6 - الموقف من تحريك الشعب..
يضع الدكتور البرادعى يده على حقيقة التحدى الذى يواجه جهود الإصلاح فى مصر «فالتغيير يتوقف على استجابة الشعب» وفى ذات الوقت فإن «النظام السياسى القمعى الذى حكم مصر خلال ال 50 سنة الأخيرة أفرز شعباً يائساً غير راغب فى التغيير ولا قادر عليه».
وأمام هذه المعضلة فإن البرادعى يرى حتمية إعادة بث روح المشاركة لدى الأفراد.. وتوعية الشعب وأن مسئولية التغيير تقع عليه أساساً وكلا الأمرين يتطلب من النخبة التى تقود عملية التغيير مزيداً من الجهد ومزيداً من الوقت حتى يعاد تعليم الشعب وتوعيته وعن نفسى أنا مستعد للتحرك.. هتشتغل مع الناس «لكنه يراهن على أن الطريق إذا ما وضح للشعب فسوف نجد المليون والاثنين والخمسة ملايين.. وإذا لم نجدهم النهاردة سنجدهم السنة اللى جاية أو اللى بعدها».
ويستعيد الدكتور البرادعى من الذاكرة الوطنية هنا ثورة 1919م «الشعب قادر على التغيير بالضغط على الحكومة وبإصدار بيانات وجمع توقيعات كما فعلوا أيام سعد زغلول مطالبين بالاستقلال».
ثالثا : الرؤية الإصلاحية :
يبدأ الدكتور البرادعى من مسلمة «أن إصلاح النظام السياسى هو نقطة الإنطلاق» وأن «إصلاح الدستور هو المدخل لكل الإصلاحات» ولكنه بعد ذلك يعترف صراحة أنه لا يحمل أية رؤية مسبقة لعملية الإصلاح «أنا أتكلم عن أن هناك إصلاحا يجب أن يتم فى مصر وإننى يجب أن أشارك فى هذا الإصلاح.. كيف سيتم هذا الإصلاح؟ من سيقوم بهذا الإصلاح؟ هذه أشياء لا أعلمها ولكنى أعلم أننى سأستمر» بل يرد البرادعى بوضوح على سؤال عن خطته للإصلاح «لا توجد لدى خطة ولا يوجد أمامى إلا أن أتكلم»
ومع ذلك فإن استقرار ما صدر عن الدكتور البرادعى منذ أعلن عن نيته خوض معركة الإصلاح السياسى فى مصر يوضح أن بعض الملامح قد بدأت فى التشكل لرؤيته الإصلاحية يمكن بلورتها فيما يلى:
أ - توعية الشعب:
الخطوة الأولى هى توعية الشعب وإعادة بث روح المشاركة لدى أفراده.. وهذا يتطلب تجميع النخب التى تحمل هم الإصلاح فى إطار جامع لإقناع جموع الشعب بمسئوليتهم عن التغيير والإصلاح وإيجاد الصلة بهم لقيادتهم فى هذا الاتجاه.. وقد انتهى الأمر بالدكتور البرادعى ومن حوله على التوافق على أن تكون الجمعية الوطنية للتغيير هى هذا الإطار الجامع.
ب تحريك الشعب:
بعد تحفيزه وتنظيمه وذلك لجمع توقيعات وإصدار بيانات تتبنى إجراءات إصلاحية محددة لتكوين رأى عام ضاغط على النظام الحاكم فى اتجاه الإصلاح.. ويتم بعد ذلك الانتقال إلى تنظيم وقفات سلمية حتى ولو صامتة للضغط على الحكومة فى ذات الاتجاه.. وسوف يتم اتباع وسائل أخرى تعبر عن تحرك الشعب فى إطار سلمى «أنا بالطبع ضد استعمال العنف وضد التغيير بالقوة لأنه يؤدى إلى الضرر ويرجع الدولة إلى الوراء».
ج الهدف الأول إجراء انتخابات نزيهة:
الهدف المنشود فى المرحلة الأولى هو دفع السلطة إلى اتخاذ عدد من الإجراءات الضرورية لضمان نزاهة الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة تتمثل فيما يلى:
1. إنهاء حالة الطوارئ.
2. الاعتماد على بطاقة الرقم القومى فى التصويت.
3. توفير مساحة متكافئة للمرشحين فى الإعلام.
4. الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات.
5. تمكين المصريين بالخارج من حقهم فى التصويت.
6. مشاركة منظمات المجتمع المدنى المحلى والدولى فى الإشراف على الانتخابات.
7. كفالة حق الترشيح فى الانتخابات الرئاسية دون قيود تعسفية وفق التزامات مصر فى الاتفاقية الدولية لضمان الحقوق المدنية والسياسية.
د تعديلات دستورية ضرورية:
فى هذه المرحلة يتطلب تحقيق الإجراءات السابقة لضمان نزاهة الانتخابات تعديل المواد 76،77،88 من الدستور فى أقرب وقت ممكن وقد حدد الدكتور البرادعى الوقت المناسب بعام على الأقل قبل موعد الانتخابات الرئاسية بما قد يعنى قبوله إجراء الانتخابات البرلمانية قبل إجراء التعديلات الدستورية المطلوبة.
ه التوافق على شخص رئيس الجمهورية:
بالنسبة لانتخابات الرئاسة يؤكد الدكتور البرادعى أنه لا يسعى إلى أن يكون رئيسا للجمهورية ولكنه يسعى للتغيير والإصلاح.. وبعد ذلك «إذا الشعب رأى أن يؤيد فلانا فسوف أؤيده وإذا رغب أن أدخل لأكون أسلوب تغيير سأدخل» بل إنه فى أحد أحاديثه أوضح « أنا عايز الدستور يتعدل وأوعدهم أنى لن أدخل» فبادرته المذيعة إذا كان هذا التصريح يعتبر وعدا فاستدرك «إلا إذا الشعب طلب أن أكون أداة تغيير فلن أخذل هذا الشعب».. وفى كل الأحوال فإن الدكتور البرادعى يرى أن الرئيس فى هذه المرحلة الحرجة سواء كان هو أم غيره يجب أن يكون رئيسا توافقيا يلتف حوله الجميع «لأن مصر تشرذمت وأصبحنا قبائل لا يجمعنا الكثير».
و جمعية تأسيسية منتخبة لإعداد دستور جديد:
الخطوة الأهم بعد الانتخابات الرئاسية هى انتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد «تمثل جميع فئات الشعب من الإسلام السياسى إلى الماركسيين وتتفق على كيفية توفير مقومات المساواة والعدالة الاجتماعية فى دستورنا.. ولن تكون العملية سهلة» وهو يراها مهمة أكبر من أن تنحصر فى الجانب القانونى فقط «نحن نحتاج إلى نوع من المصالحة والمصارحة الوطنية.. يجوز أن تسير بالتوازى مع الدستور لكى يعبر بالفعل عن حقيقتنا وليس عن القناع الذى نضعه».
وذلك لأنه يرى أن التحدى الذى يواجهنا عند وضع الدستور الجديد «هو الوصول لإجماع وطنى على القيم الأساسية التى يرتكز عليها بناء دولة مدنية عصرية تقوم على الاعتدال والحداثة والحكم الرشيد «وهو يأمل» أن مشاركة الشعب والرأى العام فى النقاش حول مشروع الدستور الجديد سيكون فرصة لطرح ومناقشة جميع الإشكاليات الفكرية والعقائدية الموجودة فى مصر بقصد المصارحة والمصالحة الضرورية لشعب واحد يعيش فى وطن واحد ودون أن نخفى رءوسنا فى الرمال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.