كشف دبلوماسي خليجي عن أن إيران ستستدعي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع أو وزير الخارجية وليد المعلم إلي طهران لتوزيع الأدوار عليهم تحسبًا لوقوع هجوم غربي إسرائيلي علي المنشآت النووية الإيرانية. وقال الدبلوماسي في تصريحات نشرتها صحيفة "السياسة" الكويتية أمس إن حكومة أحمدي نجاد تمتلك معلومات شبه نهائية بقرب موعد الهجوم عليها والذي قد لا يتجاوز نهاية فبراير المقبل بعد نفاد الوسائل الدولية لإقناع إيران بالتجاوب مع مطالب وقف تخصيب اليورانيوم، وأضاف أنه بالزيارة المرتقبة لنصر الله والشرع إلي طهران سيكون الضلع الثالث في المثلث السوري اللبناني - الفلسطيني قد وصل إيران للتشاور مع القيادة هناك وذلك بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس التي التقي فيها مختلف قيادات طهران. وأعرب الدبلوماسي عن قناعته بأن استماتة "حزب الله" لتمرير مضمون البند السادس في البيان الوزاري اللبناني الجديد المتعلق باستقلاليته عن الجيش والشعب في اتخاذ قرار خوض الحرب مع إسرائيل تظهر معاني واضحة في عمليات الاستعداد لمواجهة أي هجوم علي إيران. وتوقع عقد اجتماع في دمشق خلال الأسبوعين المقبلين يضم بشار الأسد ونصر الله ومشعل لتقييم المقترحات الإيرانية لمواجهة العدوان علي إيران عن طريق تشكيل جبهة علي الحدود اللبنانية - الإسرائيلية من دون تمددها إلي الحدود السورية لتكون بمثابة رأس حربة ضد إسرائيل. ولم يستبعد الدبلوماسي أن تشن إسرائيل حربًا وقائية قريبة جدًا علي المحورين اللبناني والفلسطيني في غزة لإرباك الاستعدادات القائمة لمهاجمتها والقضاء عليها في مهدها قبل شن الهجوم المتوقع علي إيران. وفي سياق متصل أعرب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس الأول عن رفض بلاده للقنبلة النووية التي قال ان طهران لا تحتاج إليها للدفاع عن نفسها، وذلك في الوقت الذي يسعي فيه المجتمع الدولي لإيجاد سبل لحل قضية أنشطة إيران النووية التي يشتبه الغرب في أنها تستهدف تطوير قنبلة. وأضاف في مقابلة مع التليفزيون الدنماركي "نعتقد أن السلاح النووي هو أكثر الأسلحة لا إنسانية، صحيح أن لدينا أعداء كثيرين، لكننا لا نحتاج إلي سلاح نووي للدفاع عن أنفسنا"، موضحا أن إيران تؤيد نزع السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل الأخري في العالم. واستطرد "حين نريد القيام بشيء فإننا نقوله بوضوح"، في إشارة ضمنية إلي اتهام الدول الغربيةلإيران بأنها تسعي إلي امتلاك سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أدانت مؤخرا إيران لكونها أخفت بناء موقع ثان لتخصيب اليورانيوم. من ناحية أخري، حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره الصيني هو جينتاو من أن واشنطن لن تستطيع منع اسرائيل من ضرب المنشآت النووية الايرانية لمدة أطول من ذلك. ونقلت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية حسبما نقل عن مسئولين اسرائيليين رفيعي المستوي أن تحذير أوباما جاء خلال زيارته لبكين منتصف الشهر الماضي. وذكر المسئولون أن الولاياتالمتحدة أطلعت إسرائيل علي اجتماعات اوباما في بكين حول ايران.. وأن اوباما اوضح جليا للرئيس الصيني انه عند نقطة ما لن يكون بمقدور الولاياتالمتحدة منع اسرائيل من العمل كما ترتئي في الرد علي التهديد الايراني. وفي طهران، ذكرت تقارير إعلامية إيرانية مساء أمس الأول أن محمد سعيدي نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية استقال من منصبه، دون ابداء أسباب. ووفقا لما ذكرته وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، فإن علي أكبر صالحي رئيس المنظمة قبل استقالة سعيدي. وكان سعيدي، العضو في فريق التفاوض النووي الإيراني لعدة سنوات، يعرف بأنه من التكنوقراط ومؤيد للتسوية الدبلوماسية للنزاع النووي. علي صعيد آخر، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أمس أن الصاروخ الباليستي الذي أجرت إيران تجربة لإطلاقه مؤخرا ما زال في مراحل التطوير والاختبار النهائية، مشيرة إلي أنه سوف يدخل قريبا في عملية انتاج ضخمة. ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي قوله "نتابع عن كثب مايحدث في إيران"، مشيرا إلي أن الصاروخ قادر علي ضرب اسرائيل وأجزاء من أوروبا. وقالت الصحيفة، في تقرير أوردته في موقعها علي شبكة الانترنت، "إن الصاروخ وفقا لتقارير ايرانية هو نسخة مطورة للصاروخ الباليستي المتطور "سجيل 2" الذي يصل مداه إلي ما يقرب من ألفي كيلومتر، ويمكن أن يحمل رأسا نوويا ويعمل بقوة دفع وقود صلب يعطيه دقة ومدي أكبر ويمكن من تخزين الصاروخ في صوامع تحت الارض ليجعل من الصعب رصده قبل الإطلاق. وفي واشنطن، أدانت وزارة الخارجية الأمريكية تجربة إيران الصاروخية التي تثير تساؤلات حول طموحات طهران السلمية في المنطقة وطبيعة برنامجها النووي. وقال إيان كيلي المتحدث باسم وزارة الخارجية "في الوقت الذي عرض فيه المجتمع الدولي فرصا علي إيران للشروع في بناء التزام وثقة، فإن هذه الأنواع من التجارب لن تؤدي إلا لتقويض مزاعم إيران عن النوايا السلمية".