تحولت المنشآت الصناعية والصحية بعزبة خورشيد والنزهة وطوسون والمعمورة الي بؤر للتلوث تهدد اكثر من 500 الف مواطن يعيشون في هذه المناطق بالاصابة بالامراض الخطيرة في ظل الانبعاثات والادخنة الضارة التي تتصاعد منها وتقتحم المنازل فضلا عن تسببها في تدمير شبكات الصرف الصحي نظراً لصرفها لكميات كبيرة من المخلفات بالخطوط الامر الذي يؤدي الي انفجار الوصلات وطفح المياه الملوثة. هذا ما كشفه اعضاء المجلس المحلي للمحافظة في جلستهم الاخيرة التي عقدت الاسبوع الماضي برئاسة الدكتور طارق القبعي لمناقشة المشاكل البيئة التي تعاني منها عروس البحر. تحدث الدكتور عبد السلام مطراوي عضو المجلس عن معاناة اكثر من 120 الف اسرة تقيم بجوار شركة ليسيكو في منطقة عزبة خورشيد بسبب التوسعات التي شهدتها الشركة مؤخراً وتضمنت بناء افران ومداخن جديدة بدون فلاتر تنشر الادخنة الملوثة في الهواء. وأضاف "مطراوي" ان عدد مداخن الشركة وصل الي 9 مداخن تعمل علي مدار اليوم ويتصاعد منها انبعاثات خطيرة تتسبب في اصابة الاطفال بالامراض الصدرية وتحجر الرئة موضحاًَ ان الاهالي تقدموا بالعديد من الشكاوي لمسئولي حي المنتزه لحمايتهم من هذه الملوثات ولكن بلا مجيب. وأشار عضو المجلس الي ان معاناة الاهالي لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت الي تدمير شبكة الصرف الصحي بعد موافقة شركة المياه والصرف علي طلب "ليسيكو" لصرف مخلفاتها بالشبكة الامر الذي ادي الي انسداد الخطوط بسبب الكميات الكبيرة من الرواسب الناتجة عن المصنع وطفح المياه الملوثة بالمواد الكيميائية السامة بشوارع المنطقة. كما ناقشت لجنة البيئة في المجلس برئاسة نادية قويدر شكوي اهالي منطقة النزهة من وجود مصبغة علي شريط الترام تنبعث منها كميات كبيرة من المواد الكيمائية التي تهدد صحة المواطنين . وأشارت "قويدر" الي المأساة التي يعيشها ابناء منطقة طوسون في أبوقير بسب مكامير الفحم التي تؤدي انبعاثاتها الضارة الي تكوين سحابة سوداء بسماء المنطقة الامر الذي تسبب اصابة المواطنين بالامراض الصدرية خاصة في ظل استنشاقهم للهواء الملوث بهذه الانبعاثات. فيما لفت نبيل سليم عضو المجلس الي الانبعاثات الخطيرة التي تتصاعد من محرقة مخلفات مستشفي صدر المعمورة وتهديدها لصحة المرضي واهالي المنطقة. من جانبه اكد المهندس عاطف عبد المنعم مدير شركه ليسيكو انه تم بناء مصانع الشركة عام 1977 خارج الكتله السكنية إلا ان المنازل زحفت حتي اسوار المصانع خلال السنوات الاخيرة مما اضطر الشركة الي اقامة جمالون يحجب الاتربه المتصاعده عن الاهالي بالاضافه الي عمل ستائر حول اماكن الانتاج لمنعها مشيراً الي إقامة محطتي معالجه تعمل علي مدار اليوم بالشركة التي سددت 400 الف جنيه لهيئة الصرف الصحي لتوصيل خطين صرف إلا انه لم يتم توصيل سوي خط واحد حتي الان الامر الذي دفع الشركة لتقديم شكاوي ضد الهيئة في الوحدة المحلية للحي. الي ذلك .. اوضح الدكتور هلال عبد الهادي مدير ادارة الصرف الصناعي ان الشركة تستخدم ارخص الاساليب للصيانة وتوقف محطة المعالجة لتوفير الكهرباء والكيماويات مما يتسبب في عملية الطفح. وعن المصبغة .. ارجع "عبد الهادي" سبب المشكلة الي وجود غلايات تستهلك كميات كبيرة من المياة تفوق الكمية الاستيعابية للشبكة لافتا إلي ان اكثر من 90% من المنشات الصناعية لم تاخذ تصريحا بالصرف في الشبكات . فيما اكد الكميائي هاشم محمد عبد العال مدير ادارة السلامة والصحة المهنية بمديرية القوي العاملة أن المكامير المقامة في منطقة طوسون تدار بدون ترخيص لافتا الي أن الادارة طالبت حي المنتزة بالغلق الاداري لهذة المنشآت في شهر يوليو الماضي. وفي ذات السياق اكد الدكتور سلامة عبد المنعم وكيل وزارة الصحة بالاسكندرية ان المحرقة اقيمت بمستشفي الصدر منذ سنوات طويلة قبل ان يصل اليها الزحف العمراني لافتا الي خطورة النفايات في نقل العدوي مما يؤكد ضرورة نقل المحرقة الي خارج المستشفي. واشار"سلامة" الي وجود 91 منشاة صحية تحرق مخلفاتها في محرقة المستشفي لعدم وجود محارق كافية بالاسكندرية مؤكداً ان القياسات البيئية التي اجريت في عام 2007 كانت مطابقة للمواصفات البيئية إلا ان المديرية قامت بزيادة ارتفاع المحرقة الي 24 متراً للحد من خطورة الانبعاثات. واوصي المجلس المحلي بضرورة تنفيذ الوصلة الثالثة للصرف الصحي بشركة ليسيكو مصر وتشديد الرقابه علي محطات معالجة المياة بالشركات الصناعية وكذلك المصبغة المتاهمة بترام النزهة واتخاذ اجراءات الغلق الصادرة من ادارة السلامة للمكامير التي تدار دون ترخيص بطوسون. ومن جانبه قرر المحافظ اللواء عادل لبيب ايقاف محرقة صدر المعمورة عن حرق المخلفات الخطرة والزام جميع المستشفيات والمراكز الطيبة بالتعاقد مع شركة النظافة الفرنسية للتخلص من النفايات بعيداً عن الكتلة السكنية حفاظا علي صحة المواطنين.