أكدت جريدة "الغاوون" اللبنانية في صفحتها الأولي من العدد (21) وجود "صفقة" لإعطاء الروائية اللبنانية علوية صبح جائزة "البوكر العربية" لهذه الدورة عن روايتها الجديدة "اسمه الغرام"، وهاجمت الجريدة الدكتور جابر عصفور، وألمحت لدوره في إتمام هذه الصفقة ووصفته ب"عراب الطبخة". من جانبه نفي الدكتور جابر عصفور علاقته بجائزة البوكر وقال: "أنا ليس لي علاقة بالبوكر لا من قريب ولا من بعيد، ولا أعرف أعضاء لجنة تحكيمها ولا يهمني أن أعرفهم". وأضاف: "هذه معلومات باطلة ألف في المائة، ولا أعرف إن كانت علوية صبح قد رشحت لها أم لا، وليس عندي فكرة عن عملها، كل ما عرفته أن هناك 17 اسما مرشحا كانت علوية من بينهم". ومن جانبه عقب الروائي إبراهيم فرغلي قائلا: "إن كان ما نشر حول وجود صفقة تتعلق باستبعاد بعض الروايات المصرية من قائمة البوكر صحيحا، فهذا ليس سوي علامة علي فساد المناخ الثقافي العربي وشوفينيته المريضة، ولا أريد القول بأني اشعر بالإهانة لاستخدام نصي في ألعاب سخيفة كهذه، لأنه يكفينا مهانات المجتمع والناشرين والوضع العام". أضاف فرغلي: "عندما أعلنت القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية شعرت بغصة لاستبعاد روايتي، ولا استطيع أن أنكر هذا، ولكني لا أريد أن أعطي للموضوع أكبر من حجمه، فالكلام الذي أثير في "الغاوون" لا أعرف مدي صدقه، وبالتالي لا أستطيع أن أقول أنه صادق مائة في المائة، لأن حدود علمي أن الدكتور جابر لا علاقة له بالبوكر من الأساس، كما لست متأكدا من أن الدكتور محمد بدوي واحد من أعضاء اللجنة، فربما لا يتعدي الأمر أن نصي لم يتلاءم مع ذوق اللجنة، التي لم يعلن عن تكوينها بعد، ونحن نعرف مدي تشتت الذوق النقدي العربي، وأتمني ألا تكون هناك مفاجآت صاعقة في القائمة القصيرة". وأنهي فرغلي كلامه مؤكدا: "ستعيش أبناء الجبلاوي وتذهب لجنة البوكر وإدارتها، التي أعرف أن بها مخلصين ومثقفين حقيقيين، إلي حالها، ولا أريد أن أزيد، لأن هناك بالفعل أعمالا جيدة موجودة في القائمة بينها رواية "وراء الفردوس" لمنصورة عز الدين، ورواية علي بدر، ورواية المنسي قنديل، ومحمود الريماوي وغيرهم، وأتمني فقط للبوكر أن تنتصر للرواية وفن الرواية العربي، بعيدا عن أي حسابات أخري، حتي لا تفقد مصداقيتها تماما، وإلا فالدعوة ستكون قائمة لفتح ملفات الفساد والبيزنس الثقافي، وهذا أولي بنا أن نفعله قبل المناداة بفضح ملفات الفساد السياسي". أما الروائي إبراهيم عبد المجيد، الذي تردد استبعاد روايته "في كل أسبوع يوم جمعة" من القائمة الطويلة فقال: "ممكن تكون شهادتي مجروحة لأن روايتي لم تحظ بدخول قائمة البوكر الطويلة، لكن المحزن في الأمر بعيدا عن روايتي أن هناك ثلاث روايات مصرية كبيرة القيمة استبعدت هي الأخري وهي: "ملحمة السراسوة" لأحمد صبري، و"أبناء الجبلاوي" لإبراهيم فرغلي، و"ألم خفيف كريشة طائر" لعلاء خالد، وهي روايات لا تقل قيمة عن أي رواية دخلت القائمة الطويلة". وأكد أن استبعاد هذه الروايات تشوبه شبهة ترصد، مع احترامي لكل الروايات الأخري، وأرجو ألا ينسي أحد أن عدد الروايات الجيدة المقدمة من مصر أكبر من أي عدد قدمته الدول الأخري، إذا البرنامج هذا العام ليس البحث عن رواية تفوز بالبوكر، لكن البحث عن وطن غير مصر التي فازت بها في الدورتين السابقتين، وهذا سيدمر الجائزة فيما بعد، لأن لا أحد يملك تفسيرا لاستبعاد هذه الروايات، وأرجو ألا يعتقد أحد أنني أقول ذلك بسبب استبعاد روايتي، فأنا أفهم في الرواية مثلما يفهم أي كاتب وناقد عربي". وواصل عبد المجيد: "إذا ما نشر من قبل يبدو لي صحيحا، وهكذا أصبحت البوكر مسابقة معروف من سيفوز بها سلفا، وهذا أخطر ما يمكن أن يصيب أية جائزة، وهو ما كتبه جمال الغيطاني في أخبار الأدب متسائلا: ما معني الجوائز المعروف من سيفوز بها سلفا". وأضاف: "أتوجه بسؤال إلي المحكمين الذين لن يعلنوا عن أنفسهم الآن أن يوضحوا فيما بعد سبب استبعاد الروايات ولا يكتفوا بتوضيح سبب فوز الرواية الفائزة، ولا أستطيع أن أتحقق مما تردد حول أن الكاتب الكويتي طالب الرفاعي قد رأس اجتماع اللجنة في مصر التي اختارت الأعمال أو أنه رئيس لجنة التحكيم في البوكر، لكن إذا ظهر ذلك فيما بعد فأرجو منه الآن أن يوضح معايير الاختيار". واقترح عبد المجيد علي القائمين علي جائزة البوكر وكفلائها في لندن والإمارات أن يعيدوا تنظيم الجائزة: "بحيث تمنح مرة للمشرق العربي ومرة للمغرب العربي طالما لدينا إنتاج روائي كبير، وطالما لدينا هذه الحساسية القطرية".